محمد قاسم_١١ مايو ٢٠١٦، الساعة ١:٢٧ م ·(ذكرى)
كما أشتهي أن أتناول فنجان قهوة صباحا في بلكونة الدار مع تأمل الطبيعة الجميلة من حولي وازهار ملونة تغازل عيني ألوانها في عناق مع عطر يملأ شعوري بنشوته...
أشتهي أحيانا ان اكتب.
ولكنني احتار في ما اكتب
ليرضي او يستقطب اهتمام القارئ وتفاعله
لا احب العراك
ويؤذيني الكلام الذي يخترق السمع بعنف لفظي او في لبوس الشتيمة او اخواتها...
أتردد أحيانا في اقرار المادة
وأتردد اكثر في اختيار الكلمات التي لا تثير شهية بعضهم لمداخلات مستفزة
اتذكر دوما مقالا نشرته مجلة لبنانية اسمها القرار قبل سنين طويلة واظن محررها اسمه عقبة الصالح-لا ادري إذا كانت لا تزال تصدر ام لا- لكن محتوى المقال كان ملخصه قول كتاب سوريين :
أعيد قراءة ما اكتب عشرة مرات ،تسعة من اجل السلطة وخشية منها وواحدة فقط لمعالجة أخطاء محتملة.
يبدو نحن شعوب محكومة بغزل الحدود حول انطلاقتنا الكلامي التعبيري والسلوكي العملي
ففي دواخلنا وفي عقولنا وفي قلوبنا ...سجون بنيناها او انسلت اليها وقبلنا بواقعها.
ويكثر السؤال: لماذا نحن شعوب متخلفة؟!
تعقيب :
قبل ثلاثة أعوام كتبت هذا القول ، واليوم أنا في اليوم نفسه من الشهر نفسه (11 أيار) لكن الأجواء تختلف من أكثر من وجه :
ليس متاحا لي تناول القهوة لأن الصوم قد حل منذ أيام ، ولم تتفتح الأزهار كما كانت في مثل هذا الوقت في اعوام سابقة. لظروف الطقس هذا العام، فقط الورد الجوري يزين الجانب الشرقي من الحديقة ،وبعض ازهار القرنفل تفتحت منذ ثلاثة ايام او اكثر قليلا تفتحت ازهار "العسلية"... فيما ازهار أخرى تغالب نفسها لتتفتح.
اما الاخضرار، اخضرار النبات فهو متوهج ويكاد يكون مسودا، لشدة تلونه .
الحديقة اصبحت في حالة جاهزة ، مستعدة لقبولنا للجلوس فيها ، لكن الندى وانسام باردة تحول بيننا وبين الجلوس في الأمسيات فيها لتناول الفطور مع نداء "الله اكبر". وكنا نفعل ذلك في السنوات السابقة...
الحياة والظروف فيها تتغير ،وعلينا التأقلم مع تغييراتها بوعي .
كان قول الفيلسوف اليوناني هيراقليطس معبرا إذ قال قبل عشرات القرون :
«إن المرء لا يستطيع أن يستحم في ماء النهر مرتين».