أيقظني ضجيجُ الغابةِ
قد تأجّلَ اللقاءُ
إلى ما بعدَ موتِ الراكضينَ إلى الحياةِ
هل انتهى الحَجرُ
نادى فتىً من فوّهةِ القبرِ
الموتى يزدادونَ
تُغتالُ أحلامُنا
على حافّة الوادي
أطلقُ للرّيحِ أجنحتي
على درجِ الغروبِ
رتّبتْ أمّي شتولَ الحبقِ
يفردُ الليلُ عباءَتَهُ
مسرّحاً شعري بأناملِهِ
يزرعُ نجمةً فيهِ
يقولُ: فكّ يا عطرَهُ أسراري
يحملُ روحي ويسافرُ إليكَ
في الحديقة
شجرةُ ليمونٍ في المخاضِ
إنّه أيارُ شهرُ السنابلِ
ومن سوءِ حظّي هذا العامَ
الحصادُ وفيرٌ
حصادُ الأرواحِ
ماذا لو تركتْني أمّي تحت الزيتونة
يومَ سقطتْ ورقةٌ من غصنِها
خطفني هدهدٌ نحو شجرةِ الغارِ
ليبنيَ عشّاً لفراخهِ
وغيّرَ عنواني
ماذا لو بقيتْ هويّتي مجهولةً
ويومُ مولدي
وكاتبُ النفوسِ لم يحرّرْ قيدي
مثبتاً شهادةَ ميلادي
وصدّق أبي ببصمة على الورقِ اسمي
لكنّي ولدت
ورضعتُ ماءَ الزهرِ
وعمّدتْني أمّي بماءِ الحبقِ مرّةً
وتعمّدتُ بماء ثغرِكَ مرّة أخرى
وغسلني أبي بدمعِهِ
وللحياةِ أعادني
وفصّل لي قميصاً من غاباتِ السنديانِ
وحينَ أسدلَ النهرُ راحتيهِ
حملَني فراشةً نحوَ البحرِ
يطيرُ الحمامُ على شرفةِ الحرّيةِ
يحطُّ الحمامُ في جسدِ القصيدةِ
#شمس_وحياة