أنا صغيرة…
صغيرة جداً هذه الليلة ، أتجول في أماكن لا أدركها ويجذبني الصعيق البارد الذي يسقط شيئاً فشيىء على الأرض
جزء هامش يدغدغُ ذاكرتي راغبة مني أن أنهض
أنهضَ مني ، ومن العالم باجمعه
راغبة أن لا أفر إلى دواخل كل إنسان قابلته ، كل إنسان كان لدي يقين به وقابل ذلك بخيبة ، او ان أغوص في تفكيره لأجد حدوده
لستُ بحالة تهيئني إلى وضع المبررات لأحد ، سوف لن أكترث
فذلك حتماً لن يقودني إلى شيء سوى الغرق ..
لن أحاول أن أكون نقطة بيضاء على لوحة فنية مُكتظة بالألوان لأشكل للآخرون بصمة جميلة لإننا قوماً لا تستوقفنا الآلوان ولا اللوحات الفنية على الإطلاق
أستنتجتُ بعد أعوام طويلة
إن أحاديثهم المثالية عن الحُب لم تكن سوى خُرافات أظهرو لنا من خلال منتجاتهم إن الأبطال الحقيقيون آتيون لا محالة والروح ستكون القائدة دوماً
لم يخبرني أحد قبل الآن إننا محاطون بالحُب منذُ خليقتنا فكنتُ أبحثُ عنه على ملامح المتسولون في الآزقة وعلى الأرصفة وعلى وجوه العابرون
إلا أن أصبح لدي يقين تام إن الحُب ماهو إلا دفىء العائلة
الحب هو عندما تتغاضَى عائلتك عن كل أخطاءك التي ترتكبها ويحتضنوك مجدداً غير مباليين بعثراتك وحماقاتكَ المتكررة ، في كل مرة كنتُ على وشك الغرق ينجيني كتف أحدً منهم
هو المغفرة والصفح ، هو أمتلاء الذات بالجوهرِ فقط
لا أدري كم صفعة ، وكم من موجات باكية تطلبت مني للوصول إلى هذه القناعة
إلا إنني أشعر بانني نجوتْ ، حطمتُ ذاك القفص الأسود الذي كان يحيطني في الأعوام السابقة
أرى بوضوحً أكثر ..
أرى الضوء الذي يخرجُ من داخلي الضوء الناتج عن تلك الثقوب
مخطئون حقاً من ظنوا إن الصفعات هي لعنات ترشدنا غداً إلى موت محتمل
ها أنا هُنا أحيا… أحيا كما لم أفعل مسبقاً .
25 ديسمبر ، 2018 .