هل هي سحابة صيف ؟! ..
لم نكن نملك لغة الحوار فكان الفراق خيارنا الوحيد ..
لم يكن لدينا قسط وافر من الحلم ليغتال غول الملل والروتين الهائج عنوة هدوء لحظاتنا .
لم نكن لحظتها لندرك مدى توغل أرواحنا في الوحدة والضياع
وكان دائما ذلك السؤال الذي كبل أرواحنا واحلامنا لسنوات وسنوات يطرح نفسه وبإلحاح وفضول !!
هل الطلاق إجحاف بحقنا ام انه الخيار الأمثل عندما يسود الظلام والعتمة العلاقة بين شخصين لا تربطهما غير تلك التسمية والعقود القانونية " زوجين " .
ربما يتمسك الكثيرون بمثل هكذا علاقات مريضة في حال وجود الأطفال اعتقاد منهم أنهم بذلك يحافظون على سلامة أرواحهم ومستقبلهم او خوفا من المجتمع وتلك النظرة المتشائمة للمطلقات ..
و بإعتقاد المرأة بأن الطلاق هو نهاية الكون ونهاية الأمال .
بكل تأكيد هنالك دائما العديد من الخيارات والفرص المتاحة .
ويعتمد مدى تقبلنا لفكرة الفشل والنهاية على مستوى وعي الفرد وفكره و إرادته .
فكلما زاد مستوى الوعي والإدراك لدى الشخص زادت الخيارات وقلت الخسارات وقلت القناعات السلبية في شخصه وفي نظرته للحياة بشكل عام .
وباعتقادي ايضا أن استسلام المرأة لفكرة المجتمع الشرقي والمجتمع الذكوري الذي يتحكم بها ..
لنا نحن الإناث أيضا الدور الاكبر في دعمها واستمرارها لاننا وبكل بساطة نحن من نبني تلك الأجيال ونحن من لا يريد بشعور اللاوعي الداخلي التحرر من هذه القيود وهذا الأسر .
وهنا يطرح السؤال نفسه ؟!
هل الاستمرار بعلاقة مريضة هي في مصلحة الاسرة والأطفال وهم يعايشون الاضطراب والتشنج بشكل يومي ..أم الانفصال والعيش بسلام مع أحد الوالدين هو الحل الأمثل .
بكل تأكيد الحلول الجذرية تكون دائما باهظة الثمن وفي كثير من الأحيان تكون نتائجها سلبية ليدفع المرء ثمن تلك الجرأة وذلك القرار عمرا إضافيا .
ونبقى دائما تائهين بين العقل والمنطق والعادات والمجتمع بثمن أرواحنا التي تستباح وآمالنا المعلقة على سحابة الأمنيات .
فإن وهبنا الرب الحياة ذلك لنكون أحرار ، لا سبايا مسلوبي الإرادة والفكر والكرامة .
ولاننا نفتقر للوعي والفكر المنطقي نستسلم لجميع المعطيات بسهولة ويسر .
لذلك فنحن بأمس الحاجة إلى الثورات وهنا لا أتطرق للثورات الروتينية التي ننادي بها بل لثورة العقل والفكر للخروج من ظلمات الجهل القاتل الذي يستبيح قتل أرواحنا وفكرنا وسلب إرادتنا .
لنواجه نقاط ضعفنا ونبتعد عن السلبية
في إيجاد الحلول المنطقية والصحية وننظر للغد بإجابية أكثر وواقعية .
من أعمال الفنانة :Nesrin Bayam