مقتبس من فيلم : (( 14 تموز ))
محاورة جرت بين / كمال بير/ في محبسه الإنفرادي ، أثناء / حملة الإضراب عن الطعام حتى الموت / والدكتور الذي وكّل بكتابة التقارير عن وضع السجناء في سجن آمد في بداية ...
(( يبدأ المشهد : كمال في الزنزانة الإنفرادية والدكتور خارجاً ، وكلاهما واقفين..))
// ك = كمال بير ........ د = الدكتور//
ك : لقد أخبرتك بأننا لا نريد أن نخضع للعلاج يا دكتور
د : ما هي غايتك ؟
أرى أنك على ما يرام يا كمال ، ولا يبدو عليك أنك صائم منذ ثلاثين يوماً ، نحن نعرف أنكم تأكلون الطعام بالخفاء ؟
ك : دعك من هذه الألاغيب الرخيصة يا دكتور ، فأنت تضع نفسك في موقف ساذج
د : إن الجرائد اليوم كتبت بأنكم قد أكلتم ، ولم يعد أحدٌ من مساجين الزنزانات الأخرى يثق بكم ، ويقولون أنكم ستتوقفون عن " الصيام " كما فعلتم سابقاً .
ك : غداً سنرى كل شخص ، ما هي ماهيته ، وبماذا يؤمن ؟
د : حقاً من باب الفضول أريد أن أسألك ؟
- لماذا تعشق الموت إلى هذا الحدّ ؟
فأنا أعتقد أن الحياة جميلة حقاً ، وفيها الكثير من الجوانب الجميلة ، هناك الكثير من الأمور الجيدة التي لم تُعاش ، وبانتظار أن نعيشها ،
- لا أدري هل جربت أن تلمس يد امرأة ؟
- هل جربت أن يكون لديك الكثير من المال ؟
أم جربت أن تعيش الملذات بدون أن تُفكّر بتكلفتها ؟
بدون أن نعيش كل تلك الأمور الجميلة ، ستموت هنا في هذا المكان الحقير ؟!
ك : ( يبتسم ساخراً ) انظر يا دكتور ، نحن لم نضع فكرة الموت في رأسنا كي نموت ، إنما على العكس تماماً ، نحن عشقنا الموت في سبيل هذه الحياة ...
المهم بالنسبة لنا ، ليس عدد السنوات التي سنعيشها ، وإنما كيف سنعيشها ...
نحن دخلنا في "صيام الموت" من أجل حياةِ كريمة وجميلة ...
د : تباً لجمال هذه الحياة التي تتحدّث عنها ، واللعنة على كرامتك ؟
ماذا سيحدث ، أنا سأموت ، والحياة ستصبح جميلة !
- من أجل من ؟ من أجل لا شيئ .
ك : إن جمال الحياة تتوقف على الزاوية التي تنظر منها إلى الحياة ..
وفي الحقيقة لديّ فضول ، أنت بعد خروجك من مكان التعذيب هذا " السجن "
- كيف تستطيع الذهاب إلى بيتك ؟
- كيف تستطيع أن تمنح الحب للأطفالك ؟
كيف تستطيع أن تلمس زوجتك ؟
د : " بعد أن يأس واستشاط غيظاً " مخاطباً الكاتب الذي يرافقه :
اكتب يا بني : عند معاينة السجين "يقصد كمال " رأينا أن وضعه الصحي جيد ، ولم نجد أيّة مضاعفات تدل على قلة الطعام لديه ....
(ينتهي المشهد )