مشهد من مسرحيتي قاضي محمد حين أعلن البيشاو الجمهورية..والجدير بالذكر أن الحدث واقعي.
(5)
(ساحة جارجرا. ساحة تتوسط مكان عام في المدينة، وسط الأبنية، تتدافع الجماهير الغفيرة في المكان. وتعلو الهتافات فيها، وترفرف الأعلام. الوقت: بداية نهار شتائي مشمس)
قاضي محمد : يشرفني في هذا اليوم التاريخي، أن أعلن باسم حزبنا، وباسم جميع رفاقنا، وباسمكم جميعاً، قيام جمهوريتنا المستقلة ذات الحكم الذاتي.(تطلق الجماهير هتافات عالية) فلنعمل معاً من أجل وطننا وشعبنا.
(تحدث الفرحة حالة من الفوضى، يتنحى قاضي محمد جانباً، ويصعد بعض رؤساء العشائر والشخصيات المعروفة بحماسة واندفاع)
رجل : باسمي وباسم عشيرتي أُهنئ شعبنا وقائدنا على هذا الإنجاز.
رجل : باسمي وباسم عائلتي أُهنئ شعبنا وقائدنا الكبير قاضي محمد.
رجل : باسمي وباسم عشيرتي نبارك وندعم قرار إعلان الجمهورية.
رجل : باسمي وباسم.. نبارك قيام جمهوريتنا.
رجل : باسمي وباسم.. نهنئ وندعم هذا الإعلان.
( تعلو هتافات من كل ناحية)
رجل : باسمي، باسمي أنا زيرو بك، وباسم عشيرتي أبارك هذا الإنجاز، وإن كنت أخشى عليه من بعض العملاء.
(يصمت بضيق كمن غص بلقمة، يتبادل الجميع نظرات الاستفهام، ثم يكمل بعد لحظة ترقب) طبعاً العملاء التابعين للأجنبي، أمثال الشيخ عبد الله الكيلاني التابع للإنجليز.
(يندفع ابن الشيخ عبد الله نحو المنصة بحماس وتحد)
رجل : أنا عبد العزيز ابن الشيخ عبد الله الكيلاني أقول: من المؤسف أن نسمع ونشاهد من اقتصرت حياته على الزعامة وكنز الأموال، يُسفّه نضال الرجال الشرفاء!
(تتعالى الأصوات منبعثة من الساحة)
رجل : يجب عدم إفساح المجال لمن لم يخدم القضية يوماً، وخاصة البعض من رؤساء العشائر.
رجل : وبعض الشيوخ العملاء.
رجل : العملاء هم المتعاونون مع الأجنبي الكافر.
رجل : العملاء هم من كانوا يظلمون أبناء شعبنا الفقير.
رجل : عملاء.
رجل : عملاء.
(يتقدم قاضي محمد من المنصة، يتحدث بحزم وهدوء)
قاضي محمد : يا أبناء شعبنا الطيب،أيها الحضور الكريم، يا جماهير جمهوريتنا الفتية، أقولها بصراحة: من يريد أن يعمل لمصلحة الوطن فليجد لخلافاته تصريفاً آخر بعيداً عن مجرى الوطنية، إن خلافنا الأكبر مع عدو قضيتنا وليس مع بعضنا بعض. وليس للكرد من عدو خطير وقاتل سوى هذه الخلافات. فحذار حذار.
(تصفيق وهتافات تعلو سماء الساحة)
- أحسنت أيها القائد.
- دمت لنا يا قاضي.
- عاش بيشاوا.
(يخرج زيرو بك حانقاً. يبدأ الجميع بالرقص على أنغام الطبل والزمر. الرايات والأعلام ترفرف عالياً في سماء الساحة)