مرابطة لاصطياد زمن جاثم (3)
بعيدا عن مراوحة المعلومة في زمن توقيته مستوف تماما لاكتمال دائرة المحاصرة ...فالوضع ....بات كبذرة آن لها أن تكتمل فالمحيط ملائم وهو....العقل البشري ...والأنزيمات التي تكون هذا الجنين ...(بث المعلومة) أكثر من نشطة مما يساعد على تفتحها وإرساء جذورها ...عبر ....امتثال لقناعة تطوع هذا العقل البشري ضمن تسيير مدروس وموجه مغلف ببراءة
واقعية الحدث .
لكن ....؟!
ما بين المناكفات في تحديد أصول الأمور والتوافق بالآراء قبولا بأنها باتت من المسلمات إلى التوصل أخيرابإقرار جمعي
على منحها اسما يوافق القبول بوجودها على إنها باتت نوعا من البداهة المقر بها استسلاما كحقيقة واقعة .
أصبحنا أخيرا أمام الغول العصري الجائحة
ذاك الغول الذي احتير في سبب ظهوره الحالي فجأة والذي حير العالم ببراءة هذا الظهور أو بدهاء خلقه افتراضا
هكذا باتت الأمور مابين التشكيك والترجيح والبحث مازال قائما في مسار رحلة التأكد أو اليقين ..
بكل الأحوال حين تواجد أي خطر ليس المهم هو التساؤل عن كيف ومتى ولماذا ؟ أسئلة تلقى خلف الحدث حين اضطرار الأمر لمواجهته ...أصبح العالم أمام مطلب إلحاحي بإيجاد الحلول ...وبهذا قيض لهذه التساؤلات ...أن تجمد إلى حين ..وليس هذا غريبا فلطالما جمدت قضايا إنسانية وسياسية ...ولطالما غلفت حقائق بسيلوفان المخادعة والمماطلة .. ..الأغلفة جاهزة دائما على أرفف الطوارئ ...ولطالما استثنينا نحن (الشرق أوسطيين) من طوارئ الخلاص ...وأجلنا ...بمماطلات عديدة ...في مؤتمرات واتفاقيات ...ومهادنات ....إلى حين( القرار الأعظم ) المعروف سلفا .....ونتعامى عنه .
إلغاء ....نعم ...الإلغاء ...تداعي ...تفتيت ...سحق ...حتى نصبح مجرد ذرات من غبار ضمن خرائط أوطان كانت متواجدة سابقا بمسميات قد سبق لنا معرفتها ضمن أناشيد
بلاد العرب أوطاني .....أعتقد أنه حتى اللحن الآن أصبح نشاذا بسماع البعض أو ربما عذرا لا يلائم العصر ..
دعك من هذا إن هو إلا تداع ضمن ما يتداعى ...ربما لو فكرت بالربط بين الكلمتين لو حتى بشكل الأحرف ...ستجد أن الرابط أقوى من أن نستطيع الهرب منه ...
لنعد إلى مشروع التفتيت ...فهذا ما كانت الأنظمة وبتواطئ كامل تعمل عليه مقابل ...غراء ثابت للكراسي ...ربما كان كل كرسي بزاوية ...قد كان من ضمن خطوطه التزيينية المبرقشة
عبارة (أنا وليأت الطوفان من بعدي ) ...والآن الطوفان حقيقي ويخدمهم بهذا ...نوح جديد وسفن ...قيل لهم أين توجهها لخلاصهم هم فقط ....مقدمة السفينة ....ذاك الكرسي الصلب الإلتصاق .
التغافل ....والتمهل ....والإرجاء ..........سكون مطلق
سكون يخمد تماما صرخات الثورات ...والمناشدة للحريات ...والبحث عن فضاء أنقى بلا فساد
المضحك أن المقاربة ....ساخرة مؤلمة للغاية ما بين فضاء وفضاء ....بسبب ما ساد العصر من هيمنة الغول الجائح لهذا الوباء المثير للجدل ....عزل العالم بأجمعه ....وباتت الأمور في خبر كان ....وإن تتساءل أي خبر ....سيصمتونك بقولهم ساخرين ....التفت إلى الجائحة الآن ...فما أردته يوما أنت
إنما هو ما ...قد ( كان ) عليك الآن بالصمت إلغ من حساباتك كلها أي فكر ..ثوري أو تحرري أو نهضوي ...إلغ من فكرك كل شيء فالجائحة تصمتك ....تلغي بك كل أمل بما هو أفضل .
لم يعد هنالك من وقت ...فلتتساءل أيها الإنسان عن حياتك الآن ...لا عن ...فكر أو قيمة أو وطن أو نظام أو قانون ...
العالم ....بعزلة ....بل وتقهقه أرجل الكراسي ويرفع الجالسون عليها كؤوس الأنخاب ....نخب ...السلامة ....نخب التعقيم
العالم ....يعقم الآن بهذه العزلة ..برأيهم .
الصمت والسكون ....والسكووووت على الأوضاع الراهنة يبتلع
كل اعتراض ...كل افتراض ... كل اضطهاد .
ممنوع أنت من التواجد من التظاهرمن الإحتجاج من التجمع من التضامن
ممنوع ممنوع ممنوع .... من أجلك من أجل سلامتك .
ولكن .....من يسمع تلك القهقات من بعيد ... يعلم جيدا
أن الوضع سيكون على ما هو عليه ...(لسلامة المواطن )
ولطالما كانت ...مصائب قوم عند قوم فوائد .
الصمت ....السكوت ...التلاشي ...
من قال أن هذا قمع أو إرهاب أو اعتراض
لا بل هو فقط قفاز مخملي يرفع بوجه الشعوب ...أن لا
لا احتجاجات ...لا ثورات ...بأمر من السمو الملكي
كورونا ....صدقوني ....البعض هناك ....يتنغم باسمها ...إذ باتت لفئة خشبة خلاص أو ربما عصا المايسترو الذي يوجه ...
الصمت بدلا من الصراخ .
نضال سواس ( ٣) يتبع