1 قراءة دقيقة
05 Jun
05Jun

مجتمع مقرمش

 أم سيدرا: أنا ذاهب الى الفرن، الا يلزمكم شيء آخر ؟ 

ما بك يا امرأة  لما تصرخين ؟ 

_سيدرا ليست بالبيت، يبدو إنها نفذت تهديدها، تهاوى الأب على ركبتيه، رافعا ذراعيه، اللهم اقبض روحي وارحني، من أين ستأتي  الراحة وابنته ذات السبعة عشر ربيعا تريد أن تتزوج من رجل متزوج وعندما رفض الأب هربت من البيت في محاولة  للالتحاق بقوات حماية المرأة كما هددت اهلها سابقا ، خمس بنات وأب عامل مع أم لا تعرف من الحياة سوى خدمة عائلتها، وكانت مهمة الأب موجعة  ، مذلة فقد قّبل الكثير من الأيادي التي كان  يحتقرها في سبيل استرداد ابنته، ووافق على زواجها، لكن المضحك المبكي كان أن أرسل( الكومين) في طلبه يهدده بالسجن أذا ابنته تزوجت قبل أن تبلغ الثامنة عشر ،صار يضرب رأسه بكلتا يديه ويصرخ ولماذا كنتم موافقين على التحاقها بقوات الحماية وهي قاصر واليوم تطلبون عدم تزويجها قبل بلوغها سن الرشد..؟..!!!!!

 لكن المصيبة لها فصول أخرى عادت القاصر لتهديد ابيها  غير مبالية بان يسجن او لا وفعلا التحقت بزوجها بالخفاء والزوج يعيش بالخفاء خوفا من زوجته الأولى فإن اشتكت عليه سيسجن فقوانين الإدارة الذاتية لا تسمح بتعدد الزوجات ....شهرين فقط  وكبر بطن القاصر فهي في النهار ببيت والدها وفي الليل مع زوجها، وكثر القيل والقال، ذهبت التقارير إلى الكومين ومنها إلى جهات أخرى فداهموا البيت واعتقلوا الأب لكنه تمكن من الهرب واختفى عن الأنظار، وتم اعتقال الصهر والزوجة القاصر  وبقيت العائلة دون معيل والتحقت اخت سيدرا بقوات حماية المرأة وتشتت أفراد الأسرة  كلاً بجهة معينة ، إنها قصة من قصص مجتمعنا الجاهز كي يبتلعه التخلف ، فالأسرة فقدت قدسيتها وتفتتت ، والتعليم فقد كل مضمونه، وتم تقزيم من كنا نرى فيهم قدوة لنا وتهمتهم انهم من خريجي  جامعات النظام!!! 

الأسرة التي هي  المجتمع المصغر وتحتاج وزارة خاصة بها لأنها النواة يصلح بصلاحها كل المجتمع ،كانت المستهدفة للهدم ،وقد تم هدمها بنجاح ، القوانين غير المسؤولة النابعة من إدارة غير واعية ،  المنفذة بأيدي  جاهلة ماذا ستفرز ؟ 

وأي نتاج ستعطي؟

 والتجاذبات السياسية  ،مع الهجرة الواسعة مع العدد الخيالي للضحايا مع الوضع الإقتصادي التعيس  اي مجتمع سيبقى قائما تحت وطأة هذه الوقائع؟  كل هذا أدى الى زعزعة الأمن وتفشي  الموبقات والتسول بأنواعه وظهور جيل لا يشعر بحس المسؤولية تجاه نفسه وتجاه المجتمع وكانت للعسكرة حصة الأسد في هذا المجتمع المتهاوي فهيمنت القيم العسكرية على الحياة المدنية وسيطرة العنف كأداة لحل الخلافات المجتمعية  وأذكاء روح التمرد على الأسرة وكانت الجرعات كبيرة من العنف الموجه والمدروس ، توجهت كافة الموارد التعبوية  واللوجستية والثقافية لدعم هذا التوجه والعنوان العريض وضع الشخص غير المناسب في المكان المناسب مما آثر سلبا على كل مفاصل الحياة وكان الإنجاز الأكبر لنا إننا مازلنا ببعض قوانا   العقلية...... 

تم عمل هذا الموقع بواسطة