ماذا عن ؟
أتحوير الأزمة أم إحاطة بها ؟
هل أصبحنا في زمن تكون فيه الإشكالية الأولى هي جدلية المعرفة ؟
هل فرض الواقع علينا قانونا جديدا للتلاؤم أم أن مراوحة الحيرة بسلبية مطلقة هو ما يشدنا إلى الإدعاء وخداع الذات بعيدا عن التبصر ؟
ربما المضي للبحث عن أركان اساسية معتمدة حاليا هو الأس الأول للإنطلاق المعرفي الحقيقي بما هو (كائن) الآن وبالتالي محاولة السبر أكثر للوصول إلى ما هو أبعد من ذلك ألا وهو ما هو ( كامن ).
لهذا الفهم نحتاج إلى دراسة مستفيضة وبالغة الجدية لفهم حيثيات الأمور المرتبطة جيوسياسيا مع بعضها وبالتالي ...فهم الرابط الزمني المتعلق بها .
حين أنوه مع ذكري ...لماهو (كائن ) وارتباطه ( بالكامن )
فإنما هو للتأكيد على الترابط الزمني ما بينهما لإيجاد توليفة حقيقية لفهم ماسبق والحال الآن ...وللأشياء مقاربتها ...بما قد كان وسبق ....فقط إن أردنا الفهم أكثر بعيدا عن إسدال التمويه الضبابي والذي بات سمة العصر الضرورية للنأي بعيدا عن المسائلة ...لكن ماذا عن من هم المعنيين الأولين بهذه المعرفة ؟
هل تغييب الإدراك بات ضرورة حتمية للإمساك بزمام أمور قد قيض لها سلفا أن تتهلهل وتتداعى بعيدا عن أيدي من يدير الحلبة الكونية إن شاء لنا تسميتها الآن ؟
إن اتباع بعض الحكومات طريقة تغييب الحقيقة ليس من شأنه أن يكون احتواء للأزمة بقدر ما هو بحقيقة الأمر تصعيد لها وهذا ما وجدناه الآن من خلال تقارير مقدمة من مؤسسة الصحة تفيد بحقيقة ماتم رصده من إحصائيات رقمية حقيقية على أرض الواقع رغم محاولة الحكومات الضغط للإخفاء والتخفيف ...لكن هل ما يساعد هو سياسية التسكين منعا من إثارة الإرباك والتخوف الذي قد يؤدي إلى بلبلة لا تحمد عقباها أم أن بسط الحقائق كما هي من قبيل المصداقية هي مسؤولية إنسانية بالدرجة الأولى الغاية منها الوصول إلى أعلى نسبة من الإيجابية ؟
قد يتهم البعض بأن نشر الحقائق قد يؤدي بدوره إلى نشر الطاقة السلبية التي قد تكون أمرا يثير الفزع والقلق لكن ماذا لو عكسنا الآية وأجرينا تلك المقاربة كنوع من المعادلات الرياضية نستخدم بها السالب والموجب ولا ننسى بنتيجة الأمر أن الجداء يكون ضمن تلك المعادلة محققا تواليا عدديا ممكن تشبيهه بتوالي المتتالية العددية لفيروس يستمر بالتصاعد أما عن القسمة ...فهذا شأن آخر يكون شبيها بتقسيم العدد للحصول على معدلات حقيقية وربما للوصول ايضا إلى القاسم المشترك من خلال درس بيانات الحالات وإيجاد الرابط بينها
المهم لنأخذ الحالة السلبية كما لو كانت بالشكل التالي كأحد طرفي المعادلة
طاقة سلبية =تساوي( جهل بحقيقة المعلومة ) + قلق = تؤدي بالنتيجة إلى إرتباك وفوضى
طاقة إيجابية= ( معرفة بحقيقة المعلومة )+ إرشاد وتوعية = إحاطة بالأزمة وإيجاد الحلول عبر التدابير اللازمة =طمأنينة
إذا المعرفة والفهم تبعد الإرتباك القلق والتصرف العشوائي وبالتالي يتحول الموقف من سلبي إلى إيجابي
وفي هذا احتواء واع بعيدا عن التغييب والإستغباء الذي يكون بحجة تسكين الروع والتهدئة وهو بناتج الأمر إن هو إلا وسيلة مدمرة للوصول بعبثية غير مسؤولة إلى ما هو بعثرة لكل مجهودات قد سبق القيام بها .
ما أريد قوله أن تقديم الوثائق عبر إحصاءات سليمة من دون تزييف قادر على الوصول بنا إلى الإستدلال عبر الملاحظات ودراسة ما من شأنه أن يكون لافتا للنظر بأسباب تعالي نسبة الوباء بمكان أكثر من آخر واستنباط حلول احترازية من شأنها أن تسهم في احتواء هذه الأزمة والعمل على التصدي لنتائجها الكارثية ..
لا شك أن التخوف من الضائقة الإقتصادية كان السبب الأول من رفض بعض الحكومات من الإعتراف بحقيقة المجريات فقط لتمرير الوقت بأمل أن تتداعى الأزمة بحال ذاتها ولكن هذا كان سقوطا رهيبا نجده بسوء التقديرات التي التي ادت بالولايات المتحدة إلى تفاقم معاناتها الفعلية بأضعاف أضعاف ماكانت تحاول تجنبه اعتمادا على هشاشة توقعها بحل طببعي يفرض نفسه والغريب في الأمر أن هذا الأمر هو نفسه ما تعيشه اليوم بعض الحكومات ومن ضمنها السويد رغم ماقد سبق وأن وجدته بتجربة مثيلاتها من الدول كايطاليا واسبانيا والولايات المتحدة ...
ربما استخدام كلمة الشفافية بات للبعض مقيتا لكثرة تداوله بالسنوات الأخيرة تعقيبا على مواقف الدول والحكومات من شعوبها ....لكن لا بد أن تذكر هذه الكلمة هنا الآن بمضمونها الفعلي...كيف لشعب محاط بأكمله بخطر جائحة وباء ولا يكون لديه الحق بفهم ما يدور حوله فعليا ؟
الأزمة الحقيقية الآن باتت متعلقة أيضا بتلك العلاقة ما بين الأفراد والحكومات ...
من أبسط حقوق الإنسان ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين هو معرفة الحقيقة وعدم إضفاء صورة التغييب على حال عام لأن هذا من شأنه أن يخلق فجوة هائلة بين المواطن وحكومته التي من أبسط حقوقه عليها هي حمايته ..
الدخول ضمن بوتقة مجتمع وضمن دائرة تجمع او حكومة كل الغاية من ذلك هو ضمان حق الإنتماء الذي هو بالتالي سببه الأولى نزعة الفرد للشعور بالأمان ضمن دائرة الحماية هذه وهذا لا يكون إلا ضمن علاقة شفافة بين الفرد وحكومته .
نضال سواس ... يتبع