1 قراءة دقيقة
19 Apr
19Apr
Ahmad Ismail Ismail

ليست الوحدة أن نكون كتلة واحدة: قطيعاً وقبيلة.
الوحدة أن نكون معاً بكل ما نملك من خصوصيات واختلافات من أجل هدف واحد.
وما أسرع أن تنقلب الوحدة الى تنافر وتنابذ عندما تبدأ بالتحول الى تطابق. تطابق يتجاوز وجهات النظر؛ الى كل تفصيلة من سلوك وكلام وحتى مزاج. وكأن الحزب أو التجمع الثقافي أو حتى الاسري كتلة مادية صماء. أو مزيج مواد سائلة. لا من شخصيات لها خصوصيتها وعقليتها وثقافتها وسماتها الخاصة بها.
لاشك أن حتى الشخص البسيط له شخصيته. ومهما أراد له التجمع السياسي أو الأسري أو الثقافي أن يكون جزءاً مندمجاً فيه؛ فلن يستطيع صهره تماماً. وسيأتي الوقت الذي يقول فيه هذا العضو : أنا.
تنفجر الوحدة وتتحول الى أنوات وأنانيات عندما يتم صهر الذوات وتلغى خصوصيتها. حتى لو تم ذلك عن حسن نية.
 وحسن النية في السياسة وحتى في الاسرة: تخلف.




قصة هذه الصورة:
خرجنا كعادتنا صباح الجمعة للمشاركة في التظاهر. ففوجئنا بأن المتظاهرين انقسموا الى كتلتين. واحدة أمام الجامع وأخرى على مسافة ٥٠٠ متر منها. فقررنا الا ننضم الى أي طرف منهما. ووقفنا في المساحة الفاصلة بينهما. ولم يمض وقت طويل حتى انضم إلينا كثير ممن استحسن الفكرة ..وملأنا المساحة الفاصلة بين الطرفين حتى توحد الطرفان. ولو في تلك اللحظة.
 ابحثوا عن المساحة الفاصلة. واملؤوا هذه الهوة : بالحب. بالأجساد. بالأفكار..  بالمشاريع.. واحذروا أن تتسع المساحة بينكما أيتها الاطراف المتصارعة في الخندق الواحد. وتتحول الى تخندق.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏



تم عمل هذا الموقع بواسطة