
قدمت مسرحياتي على خشبات مسارح الكثير من الدول، من المغرب حتى العراق. طبعاً مروراً بإقليم كردستان وفلسطين ومنها يافا... إلا مسرحية واحدة بقيت طي الكتاب إنها مسرحية ( لنمثل مهاباد. أو المسرحية مستمرة) التي تناولت فيها تجربة قيام وانهيار جمهورية كردستان من خلال بروفات فرقة مسرحية كانت تقدم مسرحية الأم نشتمان في ذلك الوقت.
كما لم يتناولها نقدياً سوى ناقد واحد كتب عنها في مجلة المدى حين صدور الكتاب. طبعاً هذه ليست دعاية لها، ولا دعوة لاشتغالها، ولكن حزن وأسف على وليد لي لما ير النور منذ ولادته قبل أكثر من 20 سنة !!!!
وهذا مشهد من المسرحية:
(يطارد كورش. يزداد ضحك الممثلين، يقف. بانفعال) إني واثق من أن المسرحية قد أصبحت رائعة.
رحيم: ربما. طالما هذا هو رأي الأصدقاء.
فرهاد: طبعاً، ولهذا السبب يفترس الغيظ قلبك.
رحيم: ( بحنق ) لن يدوم هذا العز يا رفيق، وسنرى.
فرهاد: (بنوع من التحدي ) يبدو أنك تتوعد يا آغا؟
إبراهيم: (باستغراب وضيق ) ماذا تريد أن تقول يا رفيق رحيم ؟
رحيم : ما سمعته عن نوايا أصدقاء فرهاد.
إبراهيم: إن أصدقاء فرهاد هم أصدقاء مهاباد يا رحيم آغا.
رحيم : إنكم واهمون يا أعزائي، واهمون جداً.
كسرى: قل ما عندك دون إطالة يا أخ .
حاجي: نعم، قل ما عندك، ما الجديد الذي سمعته عن أصدقائنا؟
رحيم : إن أصدقائنا في أذربيجان: رفاقك يا سيد فرهاد ..خدعونا .
الممثلون: كيف ؟
رحيم : لقد خرقوا الاتفاق المعقود بيننا وبينهم، وتفاوضوا مع الحكومة في طهران.
فرهاد : هذا افتراء.
رحيم: يمكنك أن تتأكد يا رفيقي العزيز، وليتك تتأكد من أمر آخر يا رفيق .
فرهاد: وما هو ؟
رحيم: تناقص أعداد جنود الأصدقاء في مهاباد .
فرهاد: إن هذه أمنية الآغوات يا رحيم آغا. وكذلك أمنية أصدقائهم الإنكليز والأمريكان والشاه .
رحيم : لا تنس أن أغلب قادة الجمهورية هم من الآغوات.
إبراهيم: من أين حصلت على هذه المعلومات يا رحيم؟
رحيم : لا يهم معرفة من أين حصلت عليها، المهم أنها صحيحة تماماً ..وكفى.
حاجي: وماذا يعني هذا ؟
رحيم : هذا يعني ببساطة شديدة أننا أخطأنا حين اعتمدنا على الروس .
فرهاد: وهل كنت تريد أن نعتمد على هتلر ؟
رحيم : لا، بل على الأمريكان والإنكليز مثلاً ؟
إبراهيم: لا تنس أن للأمريكان وللإنكليز خاصة؛ دورهم الذي لا يستهان به في إخماد كل ثوراتنا، هل تريد أن أذكرك بدورهم الخطير في ثورة بدرخان بك، أو في ثورة يزدانشير، وفي ثورة سمكو و ..
فرهاد : دعه يا صاحبي، فرفيقنا لن يعترف بالجميل للسوفييت مهما حاولت، إن المسألة طبقية وكفى.
رحيم : لن يخذلنا إلا ما تقوله وتفعله يا أحمر.
فرهاد: (بتحد ) ولن يهدم ما بنيناه إلا ما تقولونه وتفعلونه في الخفاء يا .. آغا.
رحيم : (بتحد ) سنرى من الذي يهدم، ومن الذي يبني.
فرهاد: سنرى .
إبراهيم: سنرى ؟ سنرى ماذا ؟! خراب مهاباد ؟ ما هذا العناد؟! يا للفظاعة !! يا للفظاعة !!
حاجي: ما إن يتفوه أحدهما بحرف حتى يعارضه الآخر .
بهزاد: يبدو أن المسرح لم يتغلغل في داخلهم بعد!
كسرى: (حالماً) المسرح .
بهزاد: (فجأة كمن تذكر شيئاً ) ألا يدهشك غياب راهب المسرح ؟!
إبراهيم: من ؟
كورش: دلشاد ؟
بهزاد : صحيح.
كسرى: أتمنى أن يكون سبب تأخيره خيراً .
فرهاد: أرجو ذلك.
( يدخل دلشاد في حالة انكسار وهم)