لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد عالم إفتراضي فحسب بل باتت قارة قائمة بذاتها لها قاطنوها وتستلزم قوانين للتعامل فيما بين قاطنيها ، لكن جُل مجتمعات العالم الثالث وما يليها من عالم رابع وخامس يتعاملون معها "القارة الزرقاء - الفيسبوك " الأكثر انتشارا وسهولة ، كإدوات و وسائل ترفيهية على الأغلب ويعكسون صراعاتهم مع المختلف ويجسدونها في الشخصنة والابتزاز دون التقيد بأدنى ضوابط تلجم تفلت البعض من ساكنيها ، وباتت طريقة تعاطينا وتعاملنا معها تستلزم توضيحا وضبطا في تعاملنا معها من خلال مبادئ ينبغي التقييد بها ليكون تلك القارة الزرقاء أكثر سلاسة وجمالا وهي ...
مبادئ القارة الزرقاء :
بما إن القارة الزرقاء " الفيسبوك " هي قارة إفتراضية غير مباشرة ، لها قاطنوها ومبادئ يتقيدون بها " إفتراضاً " يؤسسون لعلاقات إفتراضية دون أن ننسى البعد الواقعي " المباشر " والتي تناسب خصوصيتها ، قد تتعمق أو تكون عابرة ، فيأتي التفاعل والتواصل عبر ( التعليقات والردود ) المختلفة ربما في أحيان كثيرة ، وفيها من العنف اللفظي المباشر أو المبطن الكثير والموجع أيضا حدّ التشهير والاستفزاز والشخصنة والتهديد ، والمفترض بها أن تكون " قناة لتبادل الآراء والأفكار والتجارب الحياتية الناجحة " للفائدة والإفادة لكن تحدث أحيانا وتظهر مواقف غير منضبطة حدّ انفلاتها ، ما يساهم في توتير العلاقة والأجواء بين المتواصلين المتفاعلين في تلك الفسحة الزرقاء ، كأن يتنازع ضدان على منشور لطرف ثالث " صاحب الموضوع " وهنا تحديدا ينبغي الحذر من " السقطة الايديولوجية " خاصة المنتمين والمؤمنين بنهج سياسي معين "حزب" أو أنصار تيارات فكرية متناقضة ...
والعالم الافتراضي متاح للجميع وهنا يؤخذ عليها في عدم طرحها لضوابط أكثر ردعا للمسيئين في الاستخدام المنفلت لها ، ممن يتعامل معه ويلتزم بأدنى شروطه ... هنا ينبغي اﻷخذ بعين اﻹعتبار عدة أمور في تعاملنا وتواصلنا ضمن فعاليات هذا العالم المفترض من بينها :
- افترض أن الذي تخاطب أكبر منك عمرا ، والنسق التربوي الذي نعيشه كفيل بإيجاد هذا التوازن ..
- افترض بأنه أكثر منك وعيا وعلما وتجربة ، كون خاصية البعد وعدم المعرفة الشخصية جلية هنا...
- تعوَدْ بأنه يخالفك في الميول والقناعات والتوجه فالاختلاف لا يفسد في الود قضية ، وثقافة قبول الآخر هي إحدى مرتكزات وتجليات هذا العالم المفترض في هذه القارة الزرقاء ، التي ينتمي إليها ساكنوا جميع القارات
- له الحق ( كما لك) في إبداء ما يقتنع به دون خوف كما أنت تبديها ، يجدر بنا إحترام ما يبديه والرد عليه عندما تقتضي الضرورة باسلوب يضمن انسانيتنا "الطرفين"...
- احترام الكينونة البشرية في الذي يبدي رأيا أو مقترحا يخالف ، طالما لا ينجر الى اللعبة بدون وعي ويدرك ما يقول محترما آداب الحوار والتفاعل مع الآخر المخالف ...
(يمكنك اﻹضافة إن استنسبت ذلك )