يعزوا دائماً كل شعبنا الكوردستاني وعلى امتداد مساحة وطننا الكبير كافة نكباتهِ ونكساتهِ التاريخية والراهنة تحديداً لفشل أحزابهِ وعامة سياسيهِ ومثقفيهِ في إدارة شؤونهِ القومية والوطنية العامة ومنها حق تقرير المصير ونيل الحرية .
فهل تلك الرؤى الشعبية الكوردستانية صادقة أو بالأصح صائبة لحركتها السياسية المختلفة بمبادئها الفكرية والسياسية وسُبل نضالها التي لليوم لم تُثمر بتحرير جزء واحد من وطننا المقسم بين أربعةِ دولٍ وثلاث مكونات عرقية (الترك والفرس والعرب) واللواتي معظم شعوبها لهذهِ اللحظة تنصب لنا كل وشائج الحقد والعداء تصل عندهم لدرجة الصهر القومي باستخدام كل وسائل الإبادة البشرية بحق الكورد وكوردستان .. ؟
أعتقد شخصياً بأن شعبنا مُحق كل الحق في رؤيتهِ و تحليلهِ وتقيمهِ لعمل وكفاح قواهُ السياسية والثقافية وذلك للسببين الرئيسيين التاليين .
أولاً: انتهاج كل أحزابنا الكبيرة والصغيرة ومع غالبية القوى والشخصيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمبدأ كلاسيكي موروث (أنا وبعدي الطوفان) ووفقها صار القيادي الحزبي يرى مصالح نفسهِ أهم من حزبهِ ومصالح حزبهِ أقدس من مصالح وطنهِ العُليا السامية التي اصبحت تُنتهك بأرخص الأثمان والوسائل من قبل أعدائنا التاريخيين مثل تكريس وتلميع قاعدة الارتزاق التي تعتبر الخطوة الأولى والأم الحقيقية للخيانة الوطنية والتي بدورها صارت نهجاً لضرب وتدمير أي فكرٍ وكفاحٍ تنويري قومي ووطني هادف لبناء الإنسان والوطن الكوردستاني الحُر الكريم .
ثانياً: عند تفشي حالة الخيانة الوطنية العظمى في مجتمعٍ ما ، تنهار كل المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية الأخرى لتصبح ذو قيم هامشية وعندئذٍ ينقلب الآية ليتحول الخائن لوطني والوطني والمثقف الملتزم لمرتزق والقواد والعاهرة لشرفاء حتى يصبحوا جميعهم أسياد المجتمع والأمة .
وذلك صار للأسف حال شعبنا الكوردساني الذي اصبح يدرك تماماً بأن وضع الوطن وآلام المواطن لم تعد الغاية والهدف المقدس في برامج قواهُ السياسية والثقافية وهم ضمنياً (القيادات) متفقون وبمختلف مسمياتهم على أدوات نهب خيرات الوطن وسلب حقوق المواطن .
وعليهِ لم يعد يُجدي الخلافات الظاهرية المصطنعة أو الوهمية فيما بينهما ( الأحزاب وأتباعها من القوى الأخرى) لتبيان حسها القومي والوطني الخداعي للجماهير التي لم ولن تسامحهم وستسقطهم حتماً وعاجلاً وليس آجلاً وهي النتيجة الطبيعية السليمة لثمار عبر ودروس تاريخ الشعوب المناضلة السائرة في دروب نيل حق تقرير مصيرها بإرادتها الحُرة الكريمة .
سليمان محمد كرو .. إعلامي وسياسي كوردي