1 قراءة دقيقة
17 May
17May

شمس عنتر


لماذا تخاف السلطة من منظمات المجتمع المدني؟!



كانت سوريا محكومة بقبضة أمنية شديدة، بالتالي كان العمل السياسي والمدني محظوراً، إلا ما كان تحت عباءة السلطة، وبالتالي كانت مفرغة من كل محتوى مجتمعي.
بعد ٢٠١١ وبخروج مناطق كثيرة من تحت سيطرة القبضة الأمنية، ظهر على السطح بعض منظمات المجتمع المدني والتي بدأت تتبلور كفكرة وكعمل، وبدأ تدفق التمويل فكثرت هذه المنظمات، خلال سبع سنوات وصل عددها في الجزيرة وخاصة قامشلو والحسكة أكثر من سبعين منظمة وجمعية مدنية، لكنها للأسف أغلبها فارغة من محتوى مفهوم العمل الطوعي، بل كانت على شكل مجموعة أفراد يعملون معا بشكل مؤقت لتنفيذ مشروع ما ثم يتوقفون حين انقطاع التمويل، هذا اساء إلى منظمات المجتمع المدني، والتي من مهمتها المساهمة في تطور المجتمع، والسعي نحو نشر الأفكار والثقافة الإنسانية البناءة، وأن تكون صوت المجتمع الحقيقي المنادي بالتغيير في ظل التحديات الصعبة التي تمر بها مناطقنا، فالكوادر العاملة لم تتلقَّ اي تدريب، ولم تدرس أي مادة خلال دراساتها عن مفهوم العمل المدني، وليس لديها خبرة في العمل بالمنظمات المدنية والإنسانية لذلك لم تقم بواجبها كما يجب، فقد كان المفترض بها أن تكون جهة ضاغطة ومراقبة على السلطة، لكن أصبحت السلطة هي من تضغط على هذه المنظمات، وتخضعها للمراقبة وتحدُّ من نشاطها، وتشترط طلب الإذن منها للقيام بأي نشاط، ووجود ممثل عنها لدى تلك المنظمات وتشترط كذلك أن لا يكون التمويل من جهة معادية للإدارة الذاتية، والا تكون لها اهداف أخرى سوى التنمية البشرية والشؤون الإنسانية، فالإدارة الذاتية احتكرت القرار السياسي والإداري، ولا تقبل وجود حالة تشاركية من اي نوع. لماذا تخاف السلطة من منظمات المجتمع المدني؟، لطالما كان هذا السؤال يطرح نفسه، السلطة تعلم أن وجود هذه المنظمات سيساهم في توعية الجيل الجديد، وستنمّي وعيه النقدي، وستفرز شخصيات تتمتع بكفاءات قيادية، وبالتالي سيطالبون بخلق توازن وعدالة في توزيع السلطات ومحاسبة الفاسدين، وهذا ما لا يعجب السلطات الدكتاتورية، لذلك فهي تضع العراقيل وتطالب هذه المنظمات بطلبات تعجيزية حتى لا تستمر وهناك اسباب اخرى جعل نشاط هذه المنظمات يتقلص، مثل نقص التمويل والذي أثر عليه ظهور عسكرة المجتمع، والتجاذبات السياسية، وحالة الحذر، والريبة بين المكونات، والخلاف الكوردي- الكوردي، لذلك انحسرت هذه المنظمات، ولم يستمر العمل بتلك الوتيرة النشطة، ولم تبقَ قائمة الا بعضها مثل منظمة شار، ومنظمة المجتمع المدني والديمقراطية، وبيت منديلا، ومركز اريدو، والبقية كانت موجودة على صفحات الفيسبوك فقط دون أيِّ نشاط حقيقي، وبقي ذلك الفراغ موجودا في المجتمع لن يسد إلا بوجود منظمات المجتمع المدني القائمة على اسس علمية عالمية.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‎‎شخص واحد‎, ‎‎‎يبتسم‎, ‎‏نص‏‎‎‎‎‏

تم عمل هذا الموقع بواسطة