2 قراءة دقيقة
10 Feb
10Feb

لولا لعنة الحرب

 لكان الشارع الذي نسير فيه 

كتفٍ بكتف، ضيقٌ جداً، لا يتسع لسوانا

 يتنفس عابروه بعدنا العطر

 الذي كان يأرجحك في الليل

 لا حسرات الجياع 

المقاتل الذي يقف في أوله. 

كان يمكن أن يكون بائع ورد 

 يختلس نظرة من عابرة وحيدة

 أو حتى رجل أمن بهيئة متسول

 الصور على جانبيه  لعارضات

 أزياء يؤججن غيرتي لو لفتن

 نظرك

 الكلمات كذلك منعشة

 كأنتظاري للحظة انتشاء معك 

الطفلة الجالسة على الرصيف 

كانت ستتقن لغة دلال  كلبها

 لا لغة إلتماس الشفقة

 يقولون .... 

الحرب تغير كل شيء

   نعم... 

فالشارع الواسع بات باسمك

 وانا 

يؤرجحني صمتك كصعقة لا كعطر. 

 فيروز رشك 

نص يحمل معه رائحة البارود و الدم... يقف معنا إزاء ركام كبير من البنية المتهدمة و الشوارع التي باتت مفتوحة لعبور الموت، الشاعرة تحاول اعادتنا إلى زمن ذاكرة العطر، إلى زمن بات رومانسي رغم واقعية يومياته، لكنها الحرب و الزمن الرديء الذي جعلنا نلتفت للخلف و كأن ماكان في أيامنا السابقة رومانسية مفرطة.. انه زمن الحرب..طفلة مشردة و طفولة تحمل السلاح و طلقات في جعاب بدل ورود في يد العشاق، و متسولون يمضون، رغم قساوة مفردات الحرب و صورها الا ان الشاعرة فيروز رشك تستطيع و عبر اسلوبها المميز  باستخدامها اللغة الثالثة، تلك اللغة التي تتأرجح مابين العامية المحكية و اللغة الفصحى، اسلوبها الغارق في إيجاد ثنائيات المقارنة عبر فوضى تدركها بحسها الشاعري و تشاركنا في قصص الحب التي لا تغيب في ثنايا النص، و تأخذنا معها كقارىء و متلقي وهو ما يجعل رسالتها الشعرية مفتوحة و تحكم عليها بالوصول رغم وعورة الطرقات و ذلك الشارع الذي يختصر الوطن كله و بوجع.. و جرح مازال ينزف.. 

عبدالوهاب بيراني

تم عمل هذا الموقع بواسطة