عملية استقلاب مغاير للمفاهيم
ربما كانت المقاربة غريبة بعض الشيء ولكن !
ماذا عن بداهة المكشوف الواف واقتحامه قسرا للنسيج السنجابي في أدمغتنا ؟ صدقوني سواء أكانت بالغة الالتفاف والتعقيد أم شديدة الإنبساط كتلك في الخراف فالأمر سيان ...الأمور ....واضحة وبالأحرى باتت واضحة ..بما معناه الآن هي عملية نسج جديد بآلات هي أدمغة محركة نعم آلات النسج هذه ....هي أدمغة عملاقة تعمل باللا مألوف على ما هو مألوف ومتبع في أي عملية نسج تقوم على تراتبية متوالية للسدة والردة لتصل إلى ما هو نسيج يمكن لمسه ..
اللمس ...نعم ...هذا ما أنا بصدد شرحه ...فالمجردات قد يصعب فهمها على الكثير من ( البعض ) وحكما أقولها البعض لأنهم لم يتركوا للإنسان سوى .. ( بعض )
قد يكون بعض (منه )أو من (الحقيقة) أو حتى من
الواقع ....
عمليا ....لا نملك سوى .....البعض
إفتراضيا .......نملك الكل ....
حقيقة ؟ من يعلم ماذا َنمْلُك
والتساؤل هو : أنملك ام ُنمْتَلَك ؟
والسؤال ما المقصود من كل هذا ؟
الجواب ......المقصود هو ....البينة ...اليقين في زمن عبثية الشك ...ومماطلة التوضيح ...واستمراء لعبة العبث ....وجموح العقول المتطاولة بفضولها المعرفي للتوصل إلى طرف من خيط أو قبس من نور .....
هذا ما كان هو الداعي لي اليوم بتغيير مقالي الذي كنت انوي تقديمه وأجلته إلى الغد بسبب تداخل بسؤال قد طرح علي ..وهو عن المصداقية ...مصداقية المعلومة ...مصداقية الجهة ...مصداقية الميديا بجزئيتها محددة بجهة معينة أو بأخرى ...
حين يكون التساؤل بغية المعرفة يختلف الأمر عنه كطرح للتشكيك فماذا عن ما يمكن اعتماده كمورد ثقة ؟
انوه بأن الميديا ينبغي لها أن تكون نوعا ما نوعا من الويكيبيديا المنتظرة دائما دائما للوصول منها إلى الحقائق والبيانات أو هذا على الأقل ما يأمله منها أي ذهن متطلع للفهم بعيدا عن البروباغاندا ..
لكن كيف لنا الوصول إلى هذا بتشعبية الخيوط ؟
صدقوني العالم اراه كتلة شعثاء نعم رغم غرابة الكلمة كصفة غير متجانسة مطلقا مع الصورة وإن حتى بخيال الفانتازيا ربما التي باتت قهرية نوعا ما ، بتداخل خيوط الحقائق والإدعاءات والأكاذيب ...نحن الآن تماما كما نوهت سابقا في زمن النسج ما بين السدة والردة تناوب حقيقة واشاعة ...رقم صحيح ورقم مغلوط .
لكن ماذا عن التوثيق ؟ ماذا عن البحث الجاد والاستقراء والاستدلال والتحليل ؟
حين طرح أي موضوع كبسط لصورة ما كتقرير ...أو صورة لا نأخذ فقط بالمعروض ...المفترض هو الدخول بعمق الحدث وربطه بالسابق وما يمكن أن يكون اللاحق ولا يمكن الفهم ما دمنا لا نفهم البدء لنستطيع تتبع المسار لأن المهم بالنهاية محاولة فهم الأهم بالنسبة إلينا ألا وهو الآت ...
كيفية الفهم قد يكون من الصعب الوصول إليها دون دليل ولا أقصد هنا دليلا عمائيا يوجهنا بعصا بيضاء ...صعب جدا لمن يكون مبصرا في جوقة من العميان أن يشير إليهم بالعصا للاتباع ....بصيص النور هو في العقل البشري في المحاكمة العقلية في التبصر والتروي بقراءة الحاضر والماضي وملاحظة انتشار حدود بقع الحبر بأطرافها حتى حدود التلاشي ....لا شيء بعيد عن التأثر والتأثير .
هنا يأتي دور المحلل المفكر بقراءته وأقصد هنا دور المختص الواعي ولا أقصد قطعا المحنك الموجه ...بل من يمتلك قراءة ذهنية سليمة لقلب الحدث ولتبعاته واسبابه ....
الفهم الحقيقي يأتي من دراسة هذا دون ترك اي ثغرة ...قد يكون فيها انفلات للمعنى وممكن جدا أن يعطي معنى مضادا كما في دراسة أية قطعة لترجمتها ...قد نواجه بخلل جليل في نقل الصورة المرجو منها معنى دون غيره.
ما أحوجنا الآن للفهم ...ربما فقط بالعقل وحده نستطيع أن نحقق هذا الإصطفاء في الايمان بدليل واع عبر مصداقيته دون توجهات ....الحقائق تفرض ذاتها .
العالم يتغير نعم ...بكل شيء سيتغير وما أحوجنا لفهم هذه التغييرات القادمة ...من الأقدر على شرحها إلا الدارس الواعي لها ...إلا ذوو الإختصاص والإهتمام الحقيقي بإيصال المعلومة ...نعم أدرك أننا في المسار الصحيح ...مع العقل والمصداقية .
نضال سواس ( 2 ) يتبع