عفرين في مهب الشعارات.. !
كلٌ يبكي ليلاه،وعفرين تبكي جراحاتها النازفة، وتداوي طعنات الغدر في جسدها، تبكي دبيب أطفالها المشردين في المخيمات، ودماء شبابها المراق، وكرامة أناسها التي استبيحت.
فمنذ بدء الإعلان عن حملة غصن الزيتون الذي أطلقته تركيا تحت ذريعة تحرير عفرين من القوات الكوردية وحماية أمنها القومي، لاجتياح عفرين التي تم احتلالها بداية ٢٠١٨من قبل المرتزقة واللصوص الذين تم إعادة تدويرهم تحت مسمى فصائل الجيش الحر.بعد أن سلموا أرضهم وعرضهم للنظام وتوجهوا لتحرير عفرين من أهلها وجلبوا عائلاتهم لاستيطانها.
فبدأت الفصائل باجتياح عفرين بمساندة سلاح الجو التركي كل ذلك على مرأى ومسمع العالم الصامت. حيث انسحبت القوات الروسية المتمركزة قريبا منها وفق صفقة بينها وبين النظام وتركيا،وبغض الطرف و ضوء أخضر أمريكي وصمت دولي، لتصبح عفرين لقمة سائغة في فم الوحش الطوراني الحالم باستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية ومرتزقته المسعورة،ولم يبق للذود عن عفرين إلا أهلها والمقاتلين والمقاتلات الكورد بعد فرار المسؤولين في الإدارة الذاتية بعائلاتهم حين أدركوا سقوطها . صارعت عفرين الموت وحدها ولم تصمد طويلا، فكان القتل والدمار، سلب ، ونهب وخطف، لتعيد صورة قوافل المهجرين من ديارهم صورة التغريبة الفلسطينية على أيدي اليهود وحلفائهم الاميركان والبريطانيين. وتابعت هذه الفصائل الهمجية البربرية استكمال رسم اللوحة السوداء. فأهالي الغوطة الخضراء بدأوا بحرق بساتين الزيتون، وتوالى مسلسل القتل والخطف والاغتيال والتعذيب وانتشار الأعمال المافيوية الإجرامية،فباتت عفرين ترتدي زيا جديدا. أعلام تركيا ترفرف ومناهج تركيا تدرس، و سلفيون يحتلون الدار ويدعون إلى الجهاد على أهل الدار متشحين بالسواد الذي طغى على ألوان عفرين الكوردية الزاهية،والطورانية التركيا مستمرة ببناء الجدار العازل لفصل عفرين عن جسدها الكردي. عفرين اليوم تصرخ وتنادي وااا معتصماه !!..فهل من مجيب؟!.. عفرين لن تتحرر بالشعارات والإدانات والبيانات الخلبية، عفرين لن يحررها غير وحدة الصف الكردي بقوات البيشمركة وقوات الحماية الشعبية وتحركات سياسية من قادتها لعقد تحالفات تأتي القضية والمصلحة الكوردية في رأس أولوياتها،وإعادة الإدارة الذاتية القوات الكوردية لتحرير عفرين وعدم الاكتفاء بإطلاق شعارات حملات العودة لتحريرعفرين التي طال انتظارها و نالها ما نالها على أيدي فصائل الجيش الحر المنضوي تحت عباءة الاتلاف العروبي القومجي الذي لم ولن يحقق للكورد اي مكسب والذي لا يزال المجلس الوطني الكوردي جزءا منه. وعلى المجلس الإصغاء لنداءات قواعده الشعبية التي التفت حول مشروعه القومي وآمنت به، والانسحاب من صفوف الائتلاف القومجي.
عفرين تنزف أبناءها وزيتونها وجراحها وتنتظر الأفعال لا الأقوال .
فدوى حسين.