خلال وجودي في عيادة الطبية(ب) وتحديدا في قاعة الإنتظار، حيث النسوة المريضات ومرافقاتهن تتحدثن عن مشاكل عدة وفي كل مرة يدخل واحد من المتسولين تقطعنّ حديثهن للتحقيق معه، من الساعة العاشرة صباحا إلى الثانية عشر صباحا ، اي ساعتين قمت برصد حركة تسعة متسولين من الأطفال، ثلاثة منهم من ذوي التسول المقنّع ، من الذين يبيعون قداحات، أو علكة أو هوايات (مراوح قماشية )او محاوم ، ويرددون أدعية وجمل تحثك على الشراء ولا يتحركون ابدا إلا إذا اشتريت منهم، وستة أطفال من ذوي التسول الصريح حيث طلب المال بحجج مختلفة ، بعضهم قال إنه يتيم واحدهم قال إنه لا يعرف أبويه والآخرين قالوا إنهم جائعون ولديهم ابوين لكن لا يوجد مال لشراء الطعام ودفع آجار البيت ووو كانوا من الجنسين ثلاثة إناث وستة ذكور ،لاحظت أن الناس فقدت حس التعاطف معهم وحتى عدم تصديقهم رغم منظرهم البائس المزري التعيس، فمالذي يدفع الناس إلى التسول ؟ .هل هي من بعض مفرزات الحرب ؟ .او هي من نتائج إنتشار البطالة ،والغلاء المعيشي ؟ .او انتشار الفقر في المجتمعات بشكل عام ؟ .او التكاسل وعدم بذل اي جهد للحصول على المال؟ او حركة النزوح الكبيرة ووجود ناس تسكن مستظلة بحائط فقط دون البيت ؟ هذا ناهيك عن وجود عشرات المتسولين بكافة أعمارهم واشكالهم في الشوارع، التي لم يعد الشخص حرا في المشي فيها ، دون أن يصطدم بأحدهم، ومحاولة التخلص تستلزم بذل الكثير من للأسف والانزعاج والغضب..