هل يعقل أن يصل الأنسان لدرجة التفاهة لأنه اعتلى منصبا او مركز ليكون بذلك أداة جلد واستغلال ، استغلال لضعف وحاجة الناس و بالأخص( للنساء ) أو لأن المصائب أحاطت بالبشر من كل الجهات أن توقظ بداخله غول النزوات والسلطات . ام انها تلك العقيدة التي تجعله يؤمن بأن الأخر عبد لسلطته ونزواته وبانه احتسى إكسير الحياة ليضمن البقاء دونما فناء . فتحل الصبغة مكان الشيب والوقار والحماقة مكان الحيلة والذكاء . ويستهلك ذاته في عبادة اللاشيء لينتهي به المطاف إلى اللاشيء ايضا . في أغلب الحالات يعتقد الساذج انه أكثر عقلانية من الحكماء في حين أنه يحرق الكون ويتعدى حدود الفكر بالحماقات ليحتفل بهزائمه وكأنه رسول مرسل من السموات هذا في حال أعتلى مركز او منصبا شكليا في الحكومات والمنظمات فيتخذ من الأريكة عرشا ومن سلطانه و وعوده الجوفاء سوط يجلد به في سبيل النزوات وعقائد توارثها ونرجسية حمقاء . هل اصبحنا نعاني من انيميا العقل و الأخلاق في عصر العولمة والكفاءات ؟! ام أصبح التواصل والتكنولوجيا أداة للحمقى ليكرسوا ما لديهم من سذاجات و حماقات بالمراسلات واامحادثات لإثبات سلطانهم المزيف بالأكاذيب والشعارات والثرثرات . هل يتوجب علينا المرور بالكثير من المراحل والخيبات لنصل إلى قناعة اننا كلنا سواسية بذات المصير . فلا سلطتنا ولا حقائب الدولارات تشفع لنا من فكرة الخوف والموت و الفناء . فهل تستحق الحياة منا كل هذا السواد و الصرعات ، حياة لاننتمي إليها إلا للحظات . فثروتنا في الأخر هي حفنة تراب وتاريخ وكرامات ..أم أنها هي الأخرى مجرد (شعارات) . فلماذا كل هذه الصراعات والمراوغات في سبيل المال و الملذات واستغلال المحتاجين والفتيات ؟! ف والله لو اعتصرنا عقول و أدمغة هؤلاء السفهاء لما سال منها إلا قطران أسود بلون أرواحهم العمياء . أليس من الغرابة أن نناقض ذواتنا ، ونعلن وفائنا للخديعة و الملذات في زمن يسابقنا كعقارب الساعات .