1 قراءة دقيقة
05 Jun
05Jun

Ahmad Ismail Ismail


رمية حجر.
هل يمكنك التحدث مع متدين. من أي دين كان. عن إيمانك بالله بمعزل عن جميع الاديان. جميعها بلا استثناء؟
طبعا لا
لأن الاديان صادرت الله وجعلت الطريق إليه لا يمر إلا بواسطتها. عبر طقوسها وشعائرها. والتسليم بكل ما أتت به. وإلا فأنت كافر بالله. ناهيك عن صوابية طريقه ودينه دون الاديان الاخرى التي تم تحريفها.
وبالمثل هل يمكنك التحدث مع أي حزبي عن وطن وقومية بمعزل عن حزبه. وخاصة الحزب الكبير الذي يدور في فلكه؟
يعني هل يمكنك القول أنك كردي ولست برزانيا ولا أبوجيا ولا طالبانيا ولا...
نظريا سيقال لك طبعا. من حقك.
وهؤلاء الاحزاب والقادة والزعماء.. مجرد وسائل...خدم للقضية. والحزب ليس ديناً. وقد ينبري من هو كاثوليكي اكثر من البابا ويقول ها انذا لست حزبياً واقول قولي بجراة. ولكن لو راجعت منشوراته وتحركاته فستجد انتماءه لحزب كبير واضحا جلياً. وموقفه من حزب آخر ينتقده لسبب كيدي وعدائي لا وطني وديمقراطي كما يزعم. رغم صوابية ما ينتقده.
وقد تجد دافعا خفيا، قد يكون شخصياً. خلف كل ما يصدر عنه من مواقف وأقوال. ضد هذا الحزب أو ذاك. ضد هذا الزعيم أو ذاك.
لعل أي خروج عن هذه المسلمات وكسرها دون الاحتماء بحزب كبير. مناهض للمنقود فإن الفاعل سيعرض وطنيته للهدر.
للمشكلة تفرعات وأبعاد ونتائج كثيرة.
منها أن من ينتمي إلى حزب ما فإنه يجعل من سقف هذه الحزب سماءه وفضاءه. فلا تجاوز ولا تحليق ولا تفكير لا ينسجم معه. ليتحول عمله ونشاطه الفكري والسياسي. إلى اجتهادات لاثبات صلاحية وعظمة هذا النهج أو الفكر والسياسة.
تماماً مثل رجل الدين بالنسبة لدينه.
وخلاف ذلك فإنه سيعرض نفسه إلى اتهامات مرعبة: الكفر والزندقة الوطنية وبالتالي الرجم.
وإذا كانت الأحزاب الصغيرة وخاصة في روجافا قد اسمت هذه التبعية بالمحاور.. فإن المثقفين والكتاب اسموها قناعات.
وقبل وصف كلامي بالطوباوية من قبل المهذبين. وبصفات أخرى قد تكون قبيحة من قبل السذج.
اسارع إلى القول. لا خوفا ولا خجلا.
إن هذا الكلام ليس سوى رمي بحصة في مياهنا الراكدة.
ودعوة لكسر البديهيات والمسلمات التي قيدت عقولنا وأرواحنا.
لا التكفير بالاحزاب والحزبيين أو الكتاب وهدم المفيد مما بنوه.
طبعا لا احد منا بريء ولم يمارس هذا الخطا. وأكاد لا أستثني احداً. راهناً أو ماضياً.
 ولكن تعالوا ننظر الى المسلمات نظرة اخرى. غير تلك التي اعتدنا عليها. فقد   يتغير حالنا ولو قيد أنملة.



تم عمل هذا الموقع بواسطة