الشاعر الذي انتحل ثوب الطبيب
جوان حمي يكتب عن << حماقاتٌ لابدّ منها >>
و هكذا سنتشارك (الحماقات التي لا بد منها ) مع آزاد عنز في ميثاق ضحره ،
نستنجد معه بسيبويه احقاقا لاشتقاقات الكلمة و ربما بذاكرة أحد المعمرين لتبيان نسبة اسم المدينة من القامش....الى القمشلي متبعثرة بين رئات كوردية و نطق عربي يعيد الحاق ال التعريب بها ، قامشلو ، القامشلي ، قامشلو تظل أبداً مدينة الحب ( باجاري افيني.)
تحلق كلماته في فضاء اللغة العربية - لغة الفقه و الشرع ، لغة التجارة - لغة رجل الشرطة ذي الهراوة الثخينة الموجعة ، تتصادم كلماته مع ابن الملا بركات ، سليمو حيث الواو واو الكردية تتنصل أبداً من رجل العسس ذي الهراوة ، اذا سليمو كردي يبعثر موسيسانا بلغة عربية عسيرة على فهمنا، ، و آزاد عنز آشيتيٌ يبعثر قلوبنا بعربية جزلة سهلة مطواعة لمعانيه ولنا ،
حلب ، و ألف آه منها : (لا يدخلها النعاس فهو غير مرحب به) وهي كذاك تتوسط القلوب جميعا بتؤدة كما تتوسطها قلعتها ،
آزاد كما حلب متوسط لقلوبنا .
(الاكراد لصوص الجغرافيا ) قلوبهم اخذت من (أبيهم الغيرعاقل ،من جبالهم البأس و الشدة) ،نعم (لقد تكرم الرب علينا بالوجع و العذاب ) مدنه سميت باسماء من بيئته و الحبال تأوي طريقين ...سماها دي ريك لكن الاخ العربي لم يجد مدينة سورية يطلق عليها اسم الضابط الشهيد الا مدينتنا الشمالية البعيدة - حتى عن رحمة الله - ديرك تحولت إلى المالكية ،
نحت ادبي بالغ الدقة لأسماء مدن و أمكنة تتنفس برئات كردية ، تسخر من الأخ البعثي الذي حورها من ده ريك الى المالكية ، چل آغا الى الجوادية ،أما كركي لكي و استراحة اللقالق هناك تحولت الى معبدة و سبحان الله بدون ال التعريب ،
(قبور البيض او قبري حيواري ) كوفئت بإطلاق اسم الجد الاكبر من اليمن السعيد قحطانية ...
سرد جميل هادئ، هدوء آزاد عنز مستنطقً به تاريخ مدننا الذي كتبه الاخ البعثي المنتصر ،
نصوص هادئة ،رقيقة تدخل القلب بسهولة ككاتبها ،
(زعماء يتوسدون القرآن لطحن الاكراد) كلما احكمت آلة القتل العراقية و التركية علينا ازداد نصه ألماً هادئا كالكاتب
(أحذية كوردية معلقة و نعال كوردية تعلو العمامات ) يبدع الكاتب في سرد الجغرافيا و التاريخ و الحقد الفارسي الأعمى و تواطؤ ترومان و ستالين ،و القاضي الذي نصبت مشنقته على عجل .
ينطلق منها الهادئ آزاد عنز إلى (جدائل الكرديات تتسلق هضبة مشتى نور )
تتابع النصوص هادئة ملتاعة بألم كوردي صرف ، تتفاوت مثاقيل ألمه بهول المأساة
كتاب قيّم ينقلنا به الكاتب إلى ألق الكورد و غضبهم من ضفاف بحيرة أورمية ، الى مقهى ( مه جكو ) في هولير الى ( ده ريك) في الشمال المنسي ، الى مدينة الحب قامشلوكا أفيني ، إلى حيث اقف الآن هضبة مشتى نور التي سوّرتها جدائل كرديات سمراوات ، إلى عفرين و سور القرآن التي قتل بها الكرد
شكرا آزاد على هذه الرومانسية في تبيان موتنا المؤجل
كوباني ٢٤تموز ٢٠١٩