1 قراءة دقيقة
19 Sep
19Sep

الزمن الرقمي .... ...
ولى ذلك الزمن الذي كنا نتلمس الأخبار من الصحف الورقية ،وننتظر الرسائل من صندوق البريد ،ونتودد إلى موزع الرسائل .
فالإنترنيت اجتاح حياتنا، ونشر تفاصيل حياتنا الخاصة والعامة ، فنحن نبث من خلاله مشاعرنا، و انواع اطعمتنا ،واحتجاجاتنا ، وبعض احلامنا ،واصحاب المواقع يحتفظون بكل المعلومات حولنا دون اذننا ،هذه الشاشة البلورية تختصر جميع تفاصيل حياتنا، نتصادق من خلالها، ونقرأ، ونكتب ،ونعشق ،ونشتري ،ونبيع و قد تزوج عن طريق هذه الشاشة الكثيرين، أصبحت ،زوادة المهاجرين في غربتهم ، والرفيق الذي لا نستغني عنه في الوطن، امهاتنا اللواتي لا تفكنٓ الحرف اصبحنٓ ضمن مجموعات الواتس آب ،الذي شكل جسرا نجا بواسطته الكثيرين من نيران الفرقة ،والغربة والوحدة، أما الفئة العمرية المتوسطة فأصبحت تهتم باليوتيوب، وأهم الفيديوهات عن الجمال، والرشاقة والطبخ والموضة ،والفئة الأصغر اهتماهم منصب على الألعاب الإلكترونية. وأصبح الهاتف من أولى المستلزمات الحياتية، والطرافة تملئ احاديث بعض المستخدمين الأمين ،وطريقة استخدامهم لهذه الهواتف الذكية والرجل الذي طلقته زوجته حين كتب، إلى زوجتي الرابعة بدل الرائعة والأم التي رمزت بصورة لكل ولد من اولادها، وبصورة كلب لصهرها الذي يسيء معاملة ابنتها، اصبحنا نعرف مشاعر المرسل من خلال الإيحاءات بالملصقات، ونعلم إذا كان المرسل يضحك أو يبكي، أو يشعر بالانزعاج ، أو السرور ،هي نعمة ما بعدها نعمة أن اتصبح بوجه احبتي وهم ما يزالون بفراشهم ،ونتشارك الفطور، رغم آلاف الكيلو مترات التي تفصل بيننا ، ونكسر القيود الجغرافية دون اوراق ولا تأشيرة .وتكون احيانا نقمة في سوء استخدامها، والانشغال الدائم الذي يصل احيانا حد الادمان خاصة فئة الشباب، الذي أصبح أسير هذه المواقع يقضي وقتا طويلا في الحياة الافتراضية بدل التواصل الحقيقي مع الاهل والأصدقاء،.وهذه الوسائل التي كسرت الكثير من القيود وسهلت في تقارب الأفكار ونمٓت العلاقات بين الناس على اختلاف ثقافاتهم، ولغاتهم وبيئاتهم ، وقد أصبح المحرك الأساسي والقوي بين الناشطين، والسياسيين والاجتماعين والاقتصادين ، وحتى أفراد العائلة الواحدة ، فقط إذا كانت منظومة القيم مراعاة ، لأنها تسهل طرق الإساءة بكل ما ذكرنا سابقاً، فهي قادرة على تشويش العقول ،والأفكار وتخريبها ،تحقيقا لمصالح جهات ما ،وذلك بنشر الاشاعات، والأحاديث المثيرة للفتنة، والبلبلة والتحريض على العنف ، والتشهير ،وغيره الكثير مما يدمر المجتمعات .
اذا علينا الإكثار من برامج التوعية وعقد اللقاءات والحوارات و الندوات وورش العمل الهادفة إلى توجيه استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت بشكل عام ،لأجل حماية واستقرار الوطن وتنميته ولا ننسى دور الأسرة فهي المدرسة الأولى ،التي تهيىئ الجيل للتعامل مع أي جديد من هذه الوسائل التي دخلت إلى حياة الإنسان وسيرتها على خطوط شبكة الإنترنت.


تم عمل هذا الموقع بواسطة