بعيد انتفاضة قامشلي صادف أن حضرنا انا ومجموعة من الاصدقاء، منهم الأعزاء : فواز عبدي وابراهيم زورو وفرهاد سيدا... محاضرة لمسرحي من الحسكة في قاعة المركز الثقافي في قامشلي. طبعاً. لم يأت المحاضر على ذكر أي نشاط مسرحي في الجزيرة خارج إطار المسرح الرسمي. بل الشبيبي بالدرجة الاساس. متجاهلأً تاريخاً عريقاً لهذا الفن في قامشلي. والذي بدأ بأول عرض مسرحي كان يحمل اسم الملك ديكران لفرقة أرمنية سنة ١٩٣٧. وهذه معلومة حصلت عليها شخصياً مع الصور من رجل عجوز كان في الجمعية الارمنية.
لاحظوا هذه المفارقة الرائعة: أن يبدا المسرح في مدينة عمرها أقل من عقد من الزمن، فهذا يعني الكثير، لذلك تجدونني أكرر عبارتي :قامشلي والمسرح توأم.
بعد انتهاء المحاضرة سأل شاب كان يعمل في مسرح فرقنا الفولكلورية الكردية وهو نصر الدين احمه؛ المحاضر عن سبب إغفاله لعروض أخرى غير رسمية. فثمة عروض مسرحية كردية تقدم في المدينة. ابتسم المحاضر بسخرية. وهبط صمت مشحون بالتوتر على المكان الذي كان يضم مجموعة من عناصر الأمن. كالعادة. فوجدت نفسي أقف حينها لأقول له:
استغرب أن تضحك حين تم ذكر مسرح كردي. أين المضحك في الأمر يا أستاذ؟ الكردي أم المسرح الكردي؟ولعلمك. إنني على ثقة تامة بأن هذه الخشبة ستشهد يوماً عروضاً لمسرح كردي. وإني أرى ذلك اليوم قريباً.
طبعاً الموضوع لم يمر مرور الكرام.
المهم في ذلك. أنني اليوم شاهدت وعبر بث مباشر عرضاً لمسرحيتي في مدينة الشباب التي منعت عرض مسرحية أخرى لي بسبب وشاية من مسرحي. وكان للدكتور عجاج سليم والفنان الراحل نضال سيجري دورهما في السماح لها بالعرض رسمياً في اغلب المناطق السورية. هي مسرحية الرهان الخاسر للاطفال.
الشيء المحزن أنني لم أكن حاضراً اليوم بين الجمهور في تلك القاعة.
لقد قدمت لي خلات وميديا اكثر من عرض مسرحي خارج العلبة الرسمية وكان ذلك مصدر فخر رغم بساطة العروض. وكان لي فخر وسعادة فائقة حين كنت أسمع بتقديم نصوصي في كل دورة من دورات مهرجان ميتان في عفرين الغالية قبل الاحتلال.
كما قدمت نصوص لي في أغلب الحواضر العربية...وخاصة نصوصي الموجهة للاطفال.
فرحتي اليوم كانت عظيمة وذلك لأسباب عديدة. منها أن ذلك التحدي/ الحلم قد تحقق، لأشاهد عرضاً مسرحياً كردياً على خشبة مسرح رسمي.
تحية لقامشلي أولا. ولجمهور المسرح ولفرقة شانو والمخرج عبد الرحمن ابراهيم. ولكل عشاق وصناع المسرح.