1 قراءة دقيقة
19 Mar
19Mar

التقسيم الحتمي لسوريا الغد هي النتيجة الطبيعية لأزمتها المأساوية

وبداية مع التأكيد لعدم تسميتها بالثورة السورية التي فقدت كل الصفات الثورية وخاصة الأخلاقية الوطنية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من انطلاقتها عبر تسلق جماعتي الأخوان المسلمين والنهج العنصري وفراخهما من التنظيمات التكفيرية والعروبية الشوفينية على قيادة المعارضة أو المعارضات والتي تحولت جميعها لأتباع ومرتزقة مع حكم العصابة الأسدية بيد الأنظمة الإقليمية ( إيران ، تركيا ، الخليج العربي ) وأسيادهما من القوى والدول العالمية الكبرى ( أمريكا ، روسيا ، أوروبا ) والتي حولت المدن السورية لساحة معارك وحروب كارثية بالوكالة عنهما ، ليس للسوري أيةِ ناقة ولا جمل منهما ، فأفقدتنا كل مقومات استقلالية القرار السياسي والسيادي العام مما جعلت سوريا تشبه كبيت عاهرة رخيصة جداً يدخلها مختلف أنواع الحثالات البشرية الجاهلة لكل القيم الإنسانية والوطنية الحرة .

والتي كل ذلك تعود لسبب جوهري و رئيسي وحيد وهو التأسيس الخاطئ للدولة السورية الحديثة من قبل (سايكس بيكو) اللذان إما جاهلان لأدنى عوامل إنشاء الدول وأهمها وجود شعب واعي قادر على تقرير مصيرهِ بنفسهِ بكل حرية وهو ما يفتقده لليوم معظم المكونات السورية أو تعمدا عن قصد لتكون سوريا وكل الدول المنبثقة عن انهيار الخلافة العثمانية تابعة وخاضعة عملياً لاتفاقيتهما المشؤومة السيئة الصيت وهو السبب الأرجح .

أي حين تكوين الدولة السورية لم تراعِ المساواة في الحقوق والواجبات بين المكونات القومية والدينية وإنما كُرست ثقافة التضليل والخداع العنصري مثل ترويج أكذوبة التفوق السكاني العربي على الكوردي بدل تساوي نسبتهما (40 % ) لكل من العرب والكورد والذي للأسف لم يدركها معظم الساسة والمثقفين الكورد ويطالبون بنسبة ال ( 20 % ) في تمثيلهما بالمؤسسات الحكومية والبرلمانية ، متجاهلين وجود اكثر من مليون ونصف كوردي بدمشق وثلاثة ملايين في كلٍ من حماه وحمص وحلب واللاذقية والرقة ودرعا بحجة عدم تكلمهما اللغة الكوردية وناهيك عن أربعة ملايين كوردي يعيش على أرضهِ التاريخية في مدن إقليم كوردستان سوريا .

ذلك الأمر نفسهُ ينطبق على التمييز العنصري الديني باعتماد الإسلام دين رسمي للدولة ومصدر رئيس للتشريع دون الأنتباه أو الاهتمام للوجود المسيحي والإيذيدي واليهودي في البلاد .

أختم بأن تلك السياسة العنجهية مستمرة لليوم وتجسدت بأبشع صورها الشوفينية في حقبة البعث وتحديداً بعهد الأسدين ومعارضيهما معاً والتي كلها تشكل استحالة إمكانية العيش المشترك في دولة واحدة وعلينا كأبناء إقليم كوردستان سوريا إدراك تلك الحقيقة بتمعن والتحضير الجدي لتحقيق حقنا العادل وفق كافة الشرائع السماوية والأرضية في تقرير مصيرنا بإرادتنا الحُرة الكريمة .

سليمان كرو .. رئيس تحرير جريدة ومنتدى ( كوردستان بيتنا ) .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٥‏ أشخاص‏، ‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏بدلة‏‏‏‏
تم عمل هذا الموقع بواسطة