1 قراءة دقيقة
17 Mar
17Mar

شمس عنتر


التغريبة السورية الداخلية ...

 المتباكين على وحدة الأراضي السورية  ،أبّكُوا  الإنسان السوري  ، معلوم جيداً ما يجري على الأرض للعقل السوري ،
حيث يتم بناء فكر الأطفال في كل منطقة بما يتناسب مع عقلية القوة المسيطرة عسكريا هناك ، والتي تقوم بزرع أفكارها في عقول الجيل الصاعد ،وكل واحدة مضادة لأخرى تحاذيها جعرافيا ،وتقوم على تفنيد مزاعم ومحاربة المتاخمة لها، بعد سنوات قليلة اذا التقى السوري القاطن في الشمال مع السوري القاطن في الجنوب ستكون مسافة اغترابية قاتلة بينهما ،ولن يتقبلا بعضهما ،ولن يعترفا ببعضهما شركاء في سوريا ،فما يجري على الأرض من أسباب الشقاق لا حدود له، ولنأخذ المناهج الدراسية مثالاً ،
فالمناهج تساهم في بناء العقول وبناء العقول هو بناء للمشروع الإجتماعي مع بناء الإنسانية والقيام بالنهضة المادية والعلمية..
نلاحظ انتشار ست أنواع من المناهج المدرسية تطبق على الأرض السورية.
1- مناهج تنظيم الدولة الإسلامية المزعومة، التي سيطرت على عدة مناطق لسنوات ونشرت مناهجها التي تضمنت أسس بناء الخلافة الإسلامية، وعملت على نشر الأفكار المتشددة ،والمتطرفة الدافعة نحو العنف تجاه الإنسان ، واستعمال المفردات العسكرية، وكيفية صناعة العبوات الناسفة ،كمنهاج مدرسي ، مشددة على اللباس الشرعي ،والفصل بين الجنسين ،حيث كانت تبني ما تسميهم "اشبال الخلافة"
٢-المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري ، الذي جدد المناهج ليتم اختراقها بشكل كامل بالثقافة واللغة الروسية، فقد اعتمدت اللغة الروسية كالغة ثانية ،وتم تأسيس أول مدرسة روسية في الشرق الأوسط ،في دمشق ومركزا روسيا لتنسيق التعاون في تعليم اللغة الروسية وإضافة الكثير من الأعمال الأدبية لكتاب روس وإضافتها إلى المناهج السورية.
٣- مناهج الإدارة الذاتية في الشمال السوري والشمال الشرقي حيث المناطق الكوردية الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وهي غير منفصلة بشكل كامل عن النظام المساحة ملونة ببقع تابعة للنظام ويدرس فيها منهاجه ،
أما المساحة الأكبر فتدرس فيها مناهج الإدارة الذايتة ويلاحظ انقسام بين الأهالي حول قبول هذا المنهاج رغم أن تعليم اللغة الكوردية كان هاجس ومطلب وأمل وحلم الكورد منذ قرن واكثر لكن ما رافق تطبيق منهاج الإدارة الذاتية من تجاذبات سياسية وعدم الاعتراف به من اي جهة دولية أو إقليمية، وكذلك تضمين تلك المناهج لايدلوجيا معينة اثرت على قلة نسبة القبول بها.
4- المناطق الشمالية وشمال غربي سوريا من جرابلس حتى ريف حلب وعفرين ، الواقعة تحت سيطرة تركيا وفصائل المعارضة مع الجيش التركي، حيث يتم تدريس اللغة التركية وتجري دورات لتدريب مدرسين سورين ،لتعليم اللغة التركية ونشر الثقافة التركية .
5- المناطق التي تسيطر عليها النصرة ( هيئة تحرير الشام ) حيث المعاهد الشرعية في إدلب وريف حلب وحماة ويتم نشر دروس تتفق مع ايدلوجية تحرير الشام ليتم أعدادهم لاحقا للتجنيد.
6- النفوذ الإيراني واضح في التعليم حيث افتتحت قسم لتعليم اللغة الفارسية في جامعة تشرين في اللاذقية ويتم تدريس هذه اللغة كاختصاص مستقل مع الموجودة مسبقا في جامعة دمشق والعبث في حمص،
وافتتاح مدرسة الرسول الأعظم في اللاذقية لنشر الشيعي الجعفري ، وتأسيس كلية المذاهب الإسلامية في دمشق لتكون تابعة ل الجامعة الإسلامية الحرة الإيرانية- آباد،
 في دير الزور افتتحت مدارس لتعليم اللغة الفارسية  مع مغريات مالية  وعينية....

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏نص‏‏‏‏


تم عمل هذا الموقع بواسطة