الاقتصاد السوري يخسر سوق تصريف قوامها ٣.٥ مليون مستهلك تقريباً .....
١-يسكن في المنطقة الشرقية وفي محافظاتها الثلاث أكثر من ٣.٥ مليون نسمة وبذلك فهي تعتبر سوق تصريف كبيرة للمنتجين والتجار السوريين. وما يعطيها ميزتها أن
- مستويات الدخول فيها باتت أعلى مقارنة بالمناطق الأخرى من البلاد فمتوسط الرواتب التي تدفعها الإدارة الذاتية يصل الى ٨٠ ألف ليرة سورية
- فضلاً عن تحويلات المقيمين في الخارج وهي مبالغ لا شك كبيرة نسبة للأعداد الكبيرة من السكان المهاجرين إلى أوربا أو العاملين في كوردستان العراق
- تضاف الى ذلك الدخول التي يحصل عليها العاملون في المنظمات الدولية الرسمية والأممية المدنية التي تعمل في المنطقة وتدفع رواتب موظفيها بالدولار وتزيد بالمتوسط على ٨٠٠ دولار تقريباً
٢-السبب في خسارة المنتجين والتجار السوريين لهذه السوق وهم أحوج ما يكون لتصريف منتجاتهم للقيام بعملية إعادة الإنتاج ودفع عجلته نحو الدوران السبب يكمن ببساطة في أن المنتجات السورية التي تصل إلى هذه السوق والتي يفضلها المستهلكون تصل بأسعار مرتفعة تجعل منها غير قادرة على منافسة المنتجات التركية والإيرانية التي تصل إلى المنطقة عبر كوردستان العراق ومعبر سيمالكا
٣- ويعود ارتفاع أسعار المنتجات السورية إلى سببين رئيسيين:
- أولهما ارتفاع تكاليف الإنتاج
- الثاني فرض الكثير من الأتاوات والرسوم على شحنات البضاعة الموجهة إلى هذه المنطقة أثناء مرورها بنقاط التفتيش المنتشرة على طرق المواصلات من حلب ومن دمشق لحين وصولها الى هذه المنطقة.
٤- لذلك وفي ظل تفضيل المستهلك للبضاعة السورية على غيرها من المنتجات المستوردة فإننا نطالب و نهيب بالمسؤولين عن الاقتصاد الوطني ضرورة التدخل لدى الجهات المعنية ذات الصلة للتوقف عن فرض هذه المبالغ والأتاوات التي ترفع من تكاليف استجرار المنتجات وبالتالي بيعها بأسعار تزيد عن مثيلاتها من المنتجات المستوردة بنسب عالية الأمر الذي يلحق ضرراً واضحاً بالاقتصاد الوطني ويمنع حصول المنتحين والتجار السوريين على ايرادات عالية ستدفع بهم نحو المزيد من الانتاج والاستثمار وبالتالي توسيع القاعدة الانتاجية في البلاد والإمالة عن حصة لا بأس بها من المستوردات التي تشكل ضغطاً على سوق الصرف وارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة السورية.
د. شوقي محمد " أستاذ الاقتصاد في جامعة قرطبة الخاصة"