الإبادة (Annihilatio)
فيلم إنكليزي أمريكي انتاج 2018
ثمة أفلام أسود أبيض في المواضيع والافكار والشخصيات والجماليات...
وثمة أفلام لا يمكنك القبض على فكرة محورية لها حتى بعد انتهاء العرض. ولذلك عليك وأنت تتابع الفيلم أن تستنفر كل مالديك من ثقافة بصرية وعلمية وفكرية لمحاولة فك شفرات النص وفهم رسائله العديدة.
وينتمي هذا الفيلم لهذا النوع، إنه: فكري علمي أخلاقي خيال علمي...
تتحدث قصة الفيلم، أو تدور أحداثه عن رحلة أربع نساء عالمات: طبيية نفسية. عالمة انتربولوجيا . عالمة أحياء. متخصصة في قسم الأراضي... الى منطقة (x) المجهولة والغريبة والتي سبق لبعثات أخرى أن ذهبت اليها فلم يعد أحد منها سالماً. إذ كان مصير كل واحد من هذه البعثات الانتحار أو الاختفاء أو الجنون.
يبدأ الفيلم بوميض يضرب منارة ويخترقها.
هل هذا الوميض هو مرض السرطان الذي يتحدث عنه الفيلم بشكل علمي ومجازي.
أم هو اختراق من قبل كائنات فضائية..فنشاهد تحولات كثيرة في الشخصيات من تحولها كائنات غريبة وأخرى مستنسخة
أم هو التصدع الروحي الذي يتسبب في انهياراتنا الداخلية ثم الحياتية.
إذ لكل منا ثغرة وتصدع يفعل فعله في التدمير الذاتي الذي نمارسه في حياتنا.
خيانات. أمراض نفسية وجسدية مستعصية. خيبات. انكسارات.
وميض يتوسع ويهدد العالم بآثاره المرعبة.
ثمة مشاهد ولقطات أشبه باللوحات السريالية التي تحتاج الى قراءة بصرية واعية تدعمها ثقافة في هذا المجال.
منها مشهد الجماجم قرب المنارة. الدب الذي يستغيث بصوت بشري. النهاية الغريبة من امتزاج ألوان وإضاءات وتحول العالمة الناجية الوحيدة مع زوجها المستنسخ
الفيلم مليء بالتحديات والألغاز العلمية والجمالية الى درجة الارباك.
ولا يمكن لمن يبحث عن الحكاية والمقولة أو المتعة وحسب. فهم أي شيء منه.
الفيلم إخراج واعداد اليكس جارلند.
وهو عن رواية بنفس الاسم للكاتب جيف فاندرمير.
بطولة نتالي بورتمان وأخريات.
ثمة مشاهد دموية في الفيلم لا ينصح مشاهدته من قبل الاطفال خاصة.
لقد دخلت ليلة أمس في عالم الفيلم ولم أخرج منه حتى هذه اللحظة.
مازاد جرعة الرعب لدي هو صوت زابينا الذي كان يعول في الخارج وضربها المتواصل والقوي على شباك نافذتي.