1 قراءة دقيقة
22 Feb
22Feb

أمنيات الأطفال ...أطفالنا .
في فسحة الأنشطة اجتمع الأطفال بينهم معلمتهم تتجول . طلبت من كل واحد منهم أن يصف ما يتمناه ويريده. رسما أو تعبيرا ،أو حتى تمثيلا.
رسمت طفلة قدما ثم مسحته ، سألتها المعلمة لماذا رسمت القدم ثم مسحته؟!
ردت بحروف اختنقت في حلقها:
رسمت قدما لأبي بعد أن قطعوها له ...ومسحتها لأني تذكرت أن لا حاجة له بها في الجنة حيث هو بعد أن قتلوه .
طفل آخر، أخذ يركض، ويقفزملوحا بيديه ، تقدمت منه المعلمة متسائلة .
ماذا تفعل يا صغيري؟
لا شيء.معلمتي أنا فقط أريد أن أمنع السحاب من الإمطار.
ولماذا فالمطر نعمة من السماء ؟
نعم هي كذلك ولكن ليس لأطفال بعمري، حفاة، عراة ،يفترشون الأرض تحت الأشجار وفي الخيام ،يتكومون على أرواحهم الفزعة.
رسمت أخرى يدا تملؤها التجاعيد تروي طياتها الف حكاية ألم.
لمن هذه اليد يا صغيرتي؟!
إنها يد جدتي لوحت لنا بها حين حزمنا حقائبنا ووعدناها أن نعود، لكنها ماتت في انتظارنا وبقيت يدها تلوح لنا تنتظر عودتنا.
صغير في الركن يذهب للباب ثم يعود، بدا ممسكا بكل قوته على شيء في يده يخشى ضياعه.
ما هذه بيدك تشد عليها أصابعك يا صغيري؟
إنه مفتاح بيتنا، احتفظ به منذ هُجِّرنا منه ،أبي ذهب يومها ليعيده إلينا ، ثم قالوا لي أنه استشهد هناك على أبوابه، ولكني لا أصدق فهو ذهب ليبحث عن المفتاح وأنا بانتظار عودته لأعطيه المفتاح.
أصغرهم سنا رسم عيونا! عيونا كبيرة! كبيرة جدا!
سألته المعلمة مستغربة ! لمن هذه العيون يا صغيري؟ ولماذا هي كبيرة هكذا؟!
رسمت عيونا لله، رسمتها كبيرة، حتى يرانا، يرى ما حل بنا جيدا.!!!..

تم عمل هذا الموقع بواسطة