1 قراءة دقيقة
24 Aug
24Aug

حكمة دوقستان ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
غجر والتغير والسفر ٠٠٠٠ كل الناس في سوريا أصبحوا يشبهوننا نحن الغجر لا يقر لنا قرار في مكان ؟؟؟

عندما اختارت جدي الأول خيمة قبل نصف قرن تقريباً
في عامودة ٠٠٠٠٠٠

لأن السكن كان محرم علينا وعلى الأخوة الايزيدين ٠٠٠٠
فكان لا يتعامل معنا غير الدكانجي !!!؟؟؟
خلو باب وعلي بك الله يرحمهم ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كانت حدود العمران تنتهي أمام مطور كهربا شرقا 
وحارة المسيحين جنوبا ٠٠٠٠٠٠٠ وآشي علاوي غربا ومنزل ميرزو المهاجر الله يرحمه شمالا

كنا نقضي شطراً من الاستراحة في منتصف الشارع العام الوحيد والخالي من كل شيء إلا من رواد المقاهي ٠٠٠٠٠٠٠٠ نستدل على جلساتهم ٠٠٠٠٠٠٠٠كنا متذمرين من بعد مكان خيمتنا ،عن مطور كهربا قياساً من ذلك الزمان ٠٠٠٠٠٠٠٠

الكثير من سكانها أولادهم أحترقوا في السينما ٠٠٠
واحد لا يعلم بوجودنا ٠٠٠٠ إلا إذا تحولنا كمادة للحرائق والمأسي وابطال أمام أعواد المشانق سينمائيا ٠٠٠؟؟؟والأغلبية لم يتحملوا هول الصدمة وروائح شواء الأجسام الغضة هجروها ٠٠٠٠٠٠
رغم قلة المال كثرة العيال في تلك الأوقات ٠٠٠٠٠
فسكنت خلال سنوات في عدة خيم حتى استقر بي المقام في حي من أحياء عامودة ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
من يوم اعرف عامودة هي هي سواء بيد سلطة دينية ٠٠ شيوعية ٠٠كردية ٠٠عفلقية.. دكتاتورية ٠٠ اشتراكية٠٠ ليبرالية أوربية ٠٠ غربية ؟؟؟
الخدمات الأساسية لا تتكامل فيه حتى بوتيرة سلحفاتية ناسها منهمكون ٠٠شتاء٠٠ وصيف في ترميم البيوت الطينية حياتهم بشروك ٠٠٠؟؟؟
وقد هجرت هكذا منازل إلى الخيم الغجرية دون أسف ٠٠٠ عندما أصبحت تكاليف خدمته وصيانته مرهقة ومملة.. 
لكن معظم أهالي عامودة الكبار ٠٠٠٠٠٠٠٠
لايذهبون للعيش ببنايات وشقق أولادهم الذي لايبعد عنهم بمرمى حجر ٠٠٠٠٠ بسياراتهم السريعة يفضلون قضاء شيخوختهم الهادئة ٠٠٠٠٠ 
ولو في جحرالفئران ٠٠٠٠٠٠٠٠،بخلاف نفوس الأبناء الراكضين نحو المواقع الجديدة ٠٠٠٠٠٠٠٠٠
وهذا ما دعاني إلى ترك مكاني في التخييم ٠٠٠٠٠٠ الذي كنت اشهد فيه أحلى الأيام ٠٠٠٠٠٠٠ 
لإن أبناء الكثير ممنأعرفهم منعائلات عامودة هجروا وتركوا منازلهم لتأجير أو بيع مساكنهم ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بحثاً عن منازل تتناسب وواقع الحال ٠٠٠٠٠ المتمثل غالباً في استقلال الأبناء والبنات، الذي يترتب عليه عدم الحاجة للمساحات الشاغرة في البيت ٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 
وما حصل مع كبار السن، بات يحصل الآن مع الأسر الشابة كان متوسط تعداد أفراد الأسرة ثمانية أفراد ٠٠٠٠٠
الآن غالبية الأسر الشابة لا يزيد عدد أفرادها على الخمسة أفراد ٠٠٠٠٠٠٠٠٠ بمن فيهم الزوجان ٠٠٠٠٠٠٠٠وهذا ما جعل هذه الفئة تقبل على المنازل الصغيرة٠٠٠٠٠٠٠٠
أو ذات الأدوار المفصولة ٠٠٠٠٠٠٠ لكن الجميع انجرفوا نحو التغيير ٠٠٠٠٠٠٠٠تغيير المنزل، تغيير الأثاث، تغيير الديكور، وبعد مدة ربما تغير المنزل كله٠٠٠ !!!
هذا النمط في التغيير جعل من وتيرة البناء وتأمين المخططات السكنية الجديدة لا تتوقف ٠٠٠٠٠٠٠ 
بل هي تتسارع، مع ما يتبع ذلك من تمدد مرهق في تأمين الخدمات المساندة، لهذه الأحياء الجديدة ٠٠٠٠٠٠٠
وأبرزها الماء والصرف الصحي والهاتف والكهرباء والمدارس والمراكز الصحية والطرق ٠٠٠٠٠٠٠٠٠
من ينظر إلى مدينة مثل عامودة بعين الشاهد المراقب ٠٠٠ سوف يجد أنها تقلصت عشرات المرات، وسوف يجد أن لا أحد بقي في مكان سكنه خلال تلك السنوات
والتي جعلت قامشلوا تتوسع على حسابها عشرات المرات ٠٠٠ 
، التغيير أصبح عادة ٠٠٠٠٠٠٠٠

لم يبقى احد في عامودة غير الكبار ٠٠٠٠٠٠٠٠
أوفياء لمقتنياتهم، منازلهم، سررهم، كراسيهم، ساعاتهم، أقلامهم، مقاهيهم، أصدقائهم، كتبهم ٠٠٠٠٠٠٠٠٠
غير أن حب الجيل الجديد للتجديد ٠٠٠٠٠٠٠٠جرف كل شيء في طريقهم، فقد بات يعكس قلقاً جارفاً ٠٠٠٠٠
يحاولون معالجته، بتغيير كل ما حولهم ٠٠٠٠٠٠ حتى مرض الحياة الزوجية كاوربا ٠٠٠٠٠٠٠ باتت قابلة للعطب، أكثر من السابق بكثير ٠٠٠٠٠٠٠٠٠
***** دوقو هدلي وعشق عامودا !!!!!


تم عمل هذا الموقع بواسطة