1 قراءة دقيقة
21 Nov
21Nov

فند للأنشطة الثقافية_Find ya çalekiyên rewşenbîrî


»»» السلام الداخلي «««

بقلم المدرب : دجوار هرميسي



السلام الداخلي من المواضيع الهامة جداً في حياة الإنسان والتي يتوجب علينا أن نسلط الضوء عليها ونمنحها أهمية خاصة ، كون الفرد يعيش في ظروف تتعقد وتتشابك فيها الأحداث ، واقع مليئ بالتناقضات والصراعات والفوضى " ذاتية كانت أم موضوعية " ...
يعرف السلام الداخلي أنه راحة البال أو الهدوء والطمأنينة للتحكم بمواجهة القلق والتوتر ،ان تكون في سلام يعني انك متوازن وصحي عكس ان تكون مرهقاً وقلقا، وترتبط راحة البال عموما بالنعيم والسعادة والرضا عن الذات
وينبغي أن نعلم جيدا أنه لا أحد يستطيع ان يمنحنا السلام "السكينة والصفاء" لأنفسنا، كون ذاتنا هي المسؤولة عن ذلك !!
فأفكارنا السلبية هي غالبا ما تخلق في داخلنا نوعاٌ من الفوضى والتشتت الفكري "الذهني" وعدم الإتزان في خياراتنا وقراراتنا الهامة وأحيانا "المصيرية " سواءا كانت قرارات يومية والتي تتعدد أو قرارات مصيرية ستؤثر لاحقا على توجهنا العام في علاقاتنا مع المحيطين بنا أو مع الفضاء الأوسع "المجتمع بتنوعه"
- الكثير منا يفكر في هاتين الكلمتين ( السلام الداخلي ) ماذا نعني به ، ربما ينبري أحدنا ليقول معتقدا أنه يتوجب عليه العيش في عزلة منفردا ، أو يبتعد كل البعد عن واقعه الذي ينفعل ويتفاعل فيه ، أو عليه العيش في كهف من " كهوف جبال هيمالايا " أو أي مكانٍ اخر ، حتى يظفر بتلك اللحظة ويشعر بتلك النشوة واقصد "السلام الداخلي " !
- لنخلق بداخلنا السلام الداخلي ولنجلبه يتوجب علينا معرفة هذه السلوكيات ومحاولة السير في دربها ما أمكن ، ربما تكون هذه الأفكار والاقتراحات سبيلا ناجحة للوصول إلى تلك المصالحة مع الذات وهي كالتالي :
اولا : ( تبسيط حياتنا )
إن ضغوطات الحياة كثيرة ومعقدة أحيانا ، ولها متطلباتها ودوما تشعرنا بالقلق والتوتر ، ولأنه ليس لدينا الوقت "الكافي" لإنجاز مهامنا المنوطة بنا ، فيتوجب علينا أخذ الوقت الكافي لتبسيط الامور فعامل الزمن كفيل بمساعدة توضيح بعض الغموض الذي يكتنف بعض الأحداث والمواقف والاستغناء عن الاشياء والأمور التي يمكنك العيش بدونها "اللاضروري " وابعادها كل البعد عن جدول اعمالك اليومية !
" اللاضروري يختلف من شخص لآخر "
ثانياً : ( السعي لزرع وخلق ثقافة السلام الداخلي )
أكثرنا يسعى أو يجاهد في مدة لا تقل / من ثمانية الى عشرة ساعات / لجمع العملة ( المال ) ليوفر وسيلة استمرارية حياته ومتطلباته المعيشية ، وهو نمط الحياة اليومية لغالبيتنا ، ألا تستحق " ذاتنا " أن نحاول جاهدا لنجلب لها ايضا شيئا أهم من المال !؟
وهي مدة قصيرة لا تزيد عن ربع ساعة لجلب السلام الداخلي وهو ( ممارسة التأمل ومحاولة الابتعاد عن الأفكار التي تجلب القلق والتشتت ) فقط لحظات من النقاء والهدوء والتنفس الصحيح ومراجعة المواقف التي مرت علينا وأثرت في سلوكياتنا ونمط تفكيرنا فربما يمكنك أن تشعر بمزيد من الأمان والطمأنينة مع ذاتك .
ثالثا : ( تجاهل " النقد إلا في موضعه " والتملق )
إن اعتدنا على مدح ونقد آراء الاخرين بلا مبرر منطقي، وبلا مناسبة ، لن نصل بتاتا الى السلام الداخلي الذي ننشده ، فالنقد بلا معنى والتملق لغايات مخفية ، كلاهما تعبير لحكم الآخرين !!
لذا ينبغي ألا نسمح لأنفسنا ان نتأثر بكلاهما "النقد والتملق" لغايات عندما تكون من أطراف أو أشخاص لا يجيدون آليات ممارسته
وأن نتعلم كيف نثق بأنفسنا (دون مبالغة) كي لا يتحول بنا الأمر إلى " غرور أو تباهي أو إلى الوقوع في حالة النرجسية "
رابعا : ( التحكم في الآراء و الأفكار )
أكثرنا متفقُ أن أفكارنا هي التي تتحكم بمزاجيتنا ، حتى يقال بأن أفكارنا هي التي تقودنا ، لذا ينبغي أن نسعى دوما الى الإبتعاد عن الأفكار والآراء السلبية ، كونها العامل الرئيسي لإبعاد السلام الداخلي ..
ولكيفية إبعاد الأفكار والآراء السلبية أغلبنا بحاجة ماسة الى تمارين معينة والمواظبة عليها ، ليتحول سلوكا لدينا .
خامسا : ( تجنب نقد الاخرين ما أمكن بدون مبرر )
إن أردنا أن نجلب " السلام الداخلي " لأنفسنا ينبغي علينا أن ندرك أنه يعتمد وقبل أي شيء على احترام مشاعر الاخرين واحاسيسهم وأن شعورنا باللامبالاة تجاه مشاعر واحاسيس الآخرين يجعل من المستحيل الوصول إلى مبتغانا في " السلام الداخلي " لدينا.
حاولنا جاهدين أن نضع بعض الاستراتيجيات الفاعلة لبناء " السلام في ذواتنا " وتحقيقه الى حدٍ ما ، فكل منا له أدوات وهبها الله لنا ليحقق ويظفر في داخله " بسلام داخلي " ..
فالمؤمن بالله (الملتزم دينيا) يجد أن الدين هو الطريق المناسب لتحقيق السلام الداخلي أو يحاول إقناع نفسه بذلك ليتخلص من ذاك الصراع الكامن بينه وبين محيطه وهي من آليات تكيف الانسان مع ما يؤمن به أو يعتقده ، فكل له وسائل وأدوات يختار منها ما يناسبه لتحقيق ذاك السلام الداخلي المنشود ..
نتمنى لكم الوصول إلى "السلام الداخلي والخارجي " ليسود " السلام " العالم ، الذي بات حلما لنا جميعا والذي بات أقرب إلى أضغاص أحلام ..

تم عمل هذا الموقع بواسطة