من هو البارزاني الخالد
البارزاني:
هو مصطفى بن محمد بن عبدالسلام ولقب في شبابه بـ (الملا مصطفى البارزاني) لدراسته وتعلمه العلوم الدينية على أيدي علماء عصره حينما كان في ريعان شبابه في قصبة بارزان و السليمانية إلا أنه وفيما بعد ذاع صيته فاشتهر بـ (البارزاني) اختصارا.
ولد مصطفى يوم 14/ 3/ 1903 في قصبة بارزان الواقعة على سفح جبل شيرين الشامخ والذي تحول منذُ بداية القرن العشرين ولحد الان إلى قلعة حصينة للكوردايتي.
طفولته ورعايته
توفى والده عام 1903 فتولى رعايته وتربيته أولا شقيقه الشيخ عبدالسلام البارزاني من عام (1903- 1914 ) و ثانيا شقيقه الشيخ أحمد البارزاني من عام( 1914 - 1930) حيث بعدها عاد الملا مصطفى البارزاني شابا قادرا على الاعتماد على نفسه و على قيادة و توجيه الآخرين .
البارزاني والطفل الأسير
من الطريف بل والظريف أيضا إن الطفل مصطفى إي (الملا مصطفى البارزاني) وقع مع والدته البطلة وآخرين من الناس العزل في بارزان أسرى بأيدي الأعداء في إحدى المعارك الخالدة التي وقعت عام 1906 وكان عمره آنذاك (3 سنوات) فأودعوهم جميعا في سجن الموصل وبعد ذلك اُطلق سراحهم بضغط من الشيخ عبدالسلام.
الشيخ احمد و رعايته للطفل مصطفى
بعد استشهاد عبد السلام تولى شقيقه الشيخ احمد البارزاني زعامة بارزان فتولى رعاية أشقائه ومن بينهم الطفل مصطفى ، وقد سار الشيخ احمد على نهج شقيقه الراحل عبدالسلام ولم يحد قيد شعرة عنه فقد حافظ أولا على كل إصلاحاته الاجتماعية و بذلك حافظ على وحدة وتماسك أبناء عشائر بارزان و ثانيا استمر أيضا في مقارعة الأعداء وساند ثورة شعب كوردستان و زعمائهم الابطال في إرجاء كوردستان والمطالبة بحقوق الكورد. في هذا المجال نذكر:
1- أرسل الشيخ احمد شقيقه الملا مصطفى البارزاني إلى كوردستان تركيا فالتقى بزعماء الكورد هناك أمثال عبدالقادر النهري و الشيخ سعيد بيران وذلك خلال المدة من 1917 - 1919 فتشاوَر معهم في شؤون ثورة الشعب الكوردي .
2- كذلك أرسل الشيخ احمد شقيقه الشاب الملا مصطفى البارزاني على رأس قوة إلى مدينة السليمانية مدينة التضحية والفداء والكوردايتي و ذلك عام 1919 لتمد ثورة الشيخ محمود الحفيد إلا ان القوة وصلت هنالك بعدما أخمدت الثورة من قبل الأعداء.
3- لم يَرق للانكليز و لحكومة العراق الملكية النهج القومي الوطني الذي سار عليه الشيخ احمد فوجهوا قواتهم للقضاء على نفوذه فاندلعت انتفاضة بارزان عام (1931 - 1932) و وقعت عدة معارك شرسة بين الطرفين غير المتكافئين عدة و عتادا و رجالا تكبد فيها العدو خسائر فادحة في هذه المعارك الخالدة حيث ابلي فيها الثوار بلاءً حسنا بقيادة القائد الشاب الملا مصطفى البارزاني فذاعت شهرته كقائد و مقاتل جسور و لقى كل التشجيع من لدن الشيخ احمد ,هكذا (بعد إن ولد مصطفى البارزاني) في بارزان ونشأ و ترعرع في أحضان اُسرة كوردية دينية قيادية وطنية مناضلة قارعت الظلم والاستبداد و أصبح شابا مليئا بالحيوية و الرجولة والفطنة مدركا تمام الإدراك ما يعانيه شعب كوردستان من الظلم و الجور على يد الغزاة و الطغاة.
دخل البارزانى ساحة الشرف والنضال والكوردايتى شاهرا سيفه بوجه الأعداء و بدأ يشق طريقه في ما بعد في الحياة العملية و السياسية بنجاح باهر وهو يدافع بأمان و تفان عن حياض الوطن ذاع صيته ليس في كوردستان العراق فحسب بل في إرجاء العالم .
اِندلاع ثورة بارزان 1943
أدرك البارزاني ان العدو لا يعرف سوى منطق القوة لذا لابد من توجيه ضربة له وتلقنه درسا بليغا ليفيء من غيه و يعود لرشده فقرر احتلال كل المخافر الحكومية في المنطقة فاندلعت ثورة بارزان 1943 وحاولت الحكومة و بكل ما اُوتيت من قوة للقضاء على البارزاني و ثورة بارزان فوقعت عدة معارك ضارية بين الطرفين غير المتكافئين منها معارك (خيرزوك و مه زنة) حقق فيها الثوار انتصارا تلو الانتصار فارتفعت معنوياتهم و قد طلب القائد العسكري من البارزاني الثائِر موافقة نقل جثث قتلاه فوافق على ذلك و حقنا للدماء وحل المشكلة القائمة سلميا بعث سيادته برسالة الى الحكومة عرض من خلالها الحوار والتفاهم لابد هنا أن نذكر بان حزب هيوا الكوردي لعب دورا مهما في دعم ثورة بارزان من خلال المناشير التي وزعها مناضلوه في بغداد وبقية المدن العراقية أيد الحزب فيها الثورة و ندد بسياسة الحكومة العراقية الملكية العميلة تجاه الشعب الكوردي .
اخماد ثورة بارزان
أخيرا أخمدت انتفاضة بارزان وتمكن العدو أيضا بالغدر من حجز الشيخ أحمد و إخوته وآخرين و نفيهم إلى بغداد فالديوانية فالتون كوبري فكفري فالسليمانية و ظلوا هناك تحت المراقبة حتى عام 1943 حيث تمكن الملا مصطفى البارزاني من الرحيل الى السليمانية بمساعدة حزب هيوا في يوم 12/ 7/ 1943 فتوجه نحو كوردستان ايران بزي رجل ديني .
المكافأة الثمينة:
حينما علمت الحكومة العراقية بانسحاب البارزاني من السليمانية خصصت جائزة ثمينة مقدارها (50,000) لمن يلقي القبض عليه ويقدمه حيا أو ميتا للحكومة العراقية ومن الظريف في هذه الإثناء وصل البارزاني إلى كوردستان إيران و كان ضيفا عند المدعو (مامند آغا) وجالسا في الديوان و حين جاء احد الاشخاص و لم يعرف شخص البارزاني فطلب مــــــــــــــــن ( مامند أغا ) أن لا تفوته فرصة ألقاء القبض على البارزاني لنيل الجائزة فغضب (مامند) ورد عليه قائلا (اِنه لعار على من يفكر بهذا النطق المخزي واِن الذي يلقي القبض على البارزاني لم تلده أمه بعد) .
العودة إلى بارزان:
قرر الملا مصطفى البارزاني العودة إلى الوطن ومعه البارزانيون المشردون حيث شجعه (مامند آغا) على ذلك و تكفل إعالة عوائلهم كما أهدى بندقية برنو وكانت حين ذاك هدية غالية وصل البارزاني ورفاقه منطقة بارزان فرحب بهم الأهالي ونشر الخبر السار كالبرق حيث كانوا مشتاقين لرؤية القائد بعد غيبة طويلة وفي الحال بعث سيادته برسالة إلى الحكومة العراقية حذرها من مغبة القيام بأي عمل ضد السكان العزل فقامت السلطة بتعزيز مخافرها في المنطقة أولا ونقل البارزانيين إلى السليمانية والى جنوب العراق ثانيا.
جولته في المنطقة
قام البارزاني بجولة تفقدية في معظم قرى المنطقة وعقد ندوة في كل قرية فالتفت حوله آلاف الشباب معلنين الولاء المطلق له ولنهجه القومي فشكل منهم جيشا لا بأس به مطالبا قواته طاعة المسؤول والالتزام بالاوامر الصادرة من القيادة و معاملة الأسرى معاملة حسنة و عدم الاستحواذ على أموال الناس بالقوة ....الخ .
بعد ذلك بعث برسالة إلى الحكومة العراقية تضمنت اِستعداده التام للحوار والتفاهم معها ولكن انكشف له فيما بعد نواياها الخبيثة .
المفـــــــــاوضــات
وافقت الحكومة العراقية على إجراء المفاوضات مع القائد الثائر الملا مصطفى البارزاني وأُرسلت فعلا وفداً برئاسة المدعو ماجد مصطفى الوزير الكوردي في بغداد والتقى بالبارزاني وجرى حوار طويل بين الجانبين خلالها قدم البارزاني مطالب الشعب الكوردي إلى الحكومة منها:
1- تشكيل ولاية كوردستان تضم كركوك و سليمانية و اربيل و أقضية خانقين و مندلي من محافظة ديالى و أقضية دهوك و زاخو و عمادية وسنجار و شيخان و عقرة من الموصل و يقوم وزير كوردي بإدارة شؤونها .
2- تعيين معاون وزير لكل وزارة عراقية .
3- اعتبار اللغة الكوردية لغة رسمية في الولاية .
4- فتح المدارس والمستشفيات و محاسبة الموظفين المقصرين .... الخ .
5- و بعد عودة ماجد مصطفى إلى بغداد عرض المطالب المذكورة على الحكومة وفعلا أقدمت السلطة على خطوات ايجابية تبشر بالخير منها السماح للشيخ احمد ورفاقه بالعودة الى برزان يوم 12/ 12/ 1944 وفتح المخافر وإصدار عفو عام .......الخ.
البـــــارزاني يعـــود إلى بغـــداد
في يوم 22/ 2/ 1944 زار البارزانى الخالد العاصمة بغداد بتعزيز الثقة بين الطرفين و التوقيع على ما تم الاتفاق عليه مع (ماجد مصطفى) ممثل الحكومة في المفاوضات السابقة فالتقى بالوصي (نوري سعيد) الشخصية السياسية المعروفة الحكومة العراقية الملكية و قد تعهدت الحكومة بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه و خلال هذه الفترة أصبحت بارزان مركز إشعاع للحركة التحررية الكوردية.
تـــراجع الحكـــومة عن وعـودهـــا بعد فترة وجيزة تراجعت الحكومة الملكية عن وعودها وتنصلت عن تطبيق الاتفاقية المذكورة آنفا وأدارت لها ظهر المحن وبدأت تستعد علنا لشن هجوم غادر على بارزان.
جـــولات البــــارزانـــي
حاول البارزاني أن يكسب ود وتعاطف رؤساء العشائر الكوردية قبل اِقدام الحكومة على شن الهجوم على بارزان و فعلا زار والتقى بمعظم رؤساء العشائر و حصل على وعود منهم بالتكاتف والتضامن مع ثورة بارزان وفي هذه الإثناء بذل البارزاني جهوده لتحاشي الاصطدامات بقوات الحكومة العراقية .
في 15/ 1/ 1945 وبعد مداولات ومناقشات جرت بين البارزاني والشيخ أحمد والضباط المتواجدين في بارزان تقرر تشكيل (لجنة الحرية) برئاسة البارزاني ويتضمن منهاجها عدة أمور مهمة تخص القضية الكوردية والحركة التحررية الكوردية ومنها تشكيل فصائل مسلحة للدفاع عن كوردستان وإيصال صوت الشعب الكوردي إلى الرأي العام العالمي والعراقي وفضح سياسة الحكومة المعادية للكورد وإنقاذ الكورد من الظلم .....الخ. وقد لقيت هذه الخطوة السياسية والوطنية كل التأييد ولاسيما من قبل الطلاب والشباب الكورد , قررت الحكومة العراقية شن الحرب على بارزان العطاء والنضال والصمود والشموخ فاندلعت ثورة بارزان عام (1945) بقيادة ابن الشعب الكوردي البار مصطفى البارزاني وقد وقعت معارك شرسة منها معركة ميدان موريك وأخيرا ولمقتضيات مصلحة الثورة والمنطقة قرر البارزاني الثائر الانسحاب إلى كوردستان ايران وفي يوم 11/ 10/ 1945 وصل مع قواته هنالك وبذلك انتهت ثورة بارزان عام 1945 .
البارزاني ورفاقه في خدمة جمهورية كوردستان مهاباد
في 22/ 1/ 1946 أعلن عن قيام أول جمهورية كوردية في التاريخ في مهاباد برئاسة الشهيد الخالد قاضي محمد و طلب من المناضل مصطفى البارزاني أن يحضر حفل تأسيسها فحضرها واتفق مع القاضي محمد ان يأخد البارزاني ورفاقه دورهم الفعال للدفاع عن هذا الوليد الكوردي العزيز وفي آذار عام 1946 استدعى كل البارزانيين المتواجدين في ايران ممن يستطيعون حمل السلاح من الرجال الى مهاباد للدفاع عن هذا الكيان الكوردي العظيم وتم تنظيم ثلاثة أفواج عسكرية من هؤلاء الكورد الإبطال ,بالإضافة إلى قوة بارزان البطلة هذه فقد انضوى تحت علم جمهورية كوردستان الفتية ايضا معظم أبناء العشائر الكوردية في إيران ولعب البارزاني وقواته دورا فعالا مشهودا في الدفاع عن هذه الجمهورية حين تقدمت القوات الايرانية لسحقها وقد سقط منهم شهداء وأبرار قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن هذا الكيان القومي .
تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي)
بعد قيام إنتفاضة بارزان عام 1931 ومن ثم ثورة بارزان عام (1943-1945) بعدها تأسس (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) في كوردستان إيران أدرك كل الكورد بالأخص العاملين في مجال السياسة بضرورة تأسيس حزب طليعي في كوردستان العراق يقود شعب كوردستان العراق وبعد مداولات و مناقشات مستفيضة تم الاتفاق على تأسيس ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني) .
وعقد المؤتمر الأول يوم 16/ 8 / 1946 في بغداد وأنتخب البطل القومي البارزانى الخالد رئيسا له كما وأُنتخب لجنته المركزية ووضع نظامه الداخلي و عرف فيما بعد ولحد ألان ((البارتي)) وهو يقود نضال شعبنا بجدارة بزعامة البارزاني الخالد ومن ثم بزعامة نجله المناضل كاك مسعود بارزاني رجل السلام في كوردستان والعراق والمنطقة.
الاجتماع الأخير بين الزعيمين الخالدين
جرى آخر إجتماع ولقاء بين المناضلين الخالدين قاضي محمد و البارزاني يوم 16/ 12 / 1946 والقوات الايرانية في هذه الإثناء مستمرة في زحفها نحو العاصمة مهاباد ، وقد اخبر القاضي محمد رفيقه الحميم مصطفى البارزاني بأنه ينوي إلقاء السلاح وأنه سوف يضحي بنفسه من اجل حقن الدماء وعدم تدمير مدينة مهاباد ، إما البارزاني فقد اخبر القاضي بأنه ينوي إقناع الحكومة العراقية بقبول عودته ورفاقه للعراق بدون قيد أو شرط و بعكسه سوف يتوجهون الى الاتحاد السوفيتي .
القاضي يسلم الراية للبارزاني
في اللقاء الأخير بين القاضي والبارزاني نهض القاضي من مكانه والدموع تسيل من عينيه فقبل البارزاني قبلة الأبطال والوداع واللقاء الاخير واخرج من جيبه علم جمهورية كوردستان و سلمه للبارزاني الخالد قائلا: هذا هو رمز كوردستان اُسلمه لك أمانة في عنقك لأنك في رأيي خيرٌ من يحفظه عــــودة البارزانيين للعـــــراق
بعد سقوط جمهورية مهاباد قرر البارزاني الاتصال بالحكومة العراقية لإقناعها بعودته ورفاقه للعراق فوافقه بدون قيد وشرط فعبر الشيخ أحمد ومعه الكثير من البارزانيين الحدود و دخلوا الأراضي العراقية وكان في استقبالهم مدير الشرطة العام العراقي وبقي هنالك البارزاني ومعه مجموعة كبيرة من المقاتلين الابطال , بالنسبة إلى الشيخ أحمد ورفاقه العائدين إلى الوطن تم نفيهم إلى جنوب العراق ومن ثم أطلق سراح بعضهم والسماح لهم بالعودة إلى بارزان بين عامي 1950-1953 إما الشيخ أحمد فقد ظل في السجن حتى قيام ثورة 14/تموز الوطنية في العراق عام 1958 حيث أطلق سراحه وعاد معززا مكرما إلى بارزان .
إعدام الضـــباط الكـــــورد
حاول البارزاني أن يقنع الضباط الكورد الملتحقين بثورة بارزان بعدم العودة إلى العراق خوفا على أرواحهم فوافق البعض وقرر آخرون الاستفادة من العفو العام إلا إن الحكومة العراقية نكثت بوعودها وأقدمت غدرا على إعدام الضباط الكورد الأربعة المدونة أسماءهم أدناه يوم 19/ 6/ 1947 وهم الشهداء الابرار:
1.- عزت عبدالعزيز .
2- مصطفى خوشناو .
3- خيرالله عبدالكريم .
4- محمد محمود قدسي .
وقد أصبح يوم استشهادهم يوم الشهيد الخالد في كوردستان وقدم هؤلاء أرواحهم فداء على طريق تحرير كوردستان .
تان العراق وبعد أن فشلت كل مساعيه لعودته ورفاقه للعراق بدون قيد أو شرط من جانب السلطة ، جمع قواته و خطب فيهم يوم 6/ 5/ 1947 وابلغهم بقراره الحاسم باللجوء إلى الاتحاد السوفيتي و بذلك بدأت المسيرة التاريخية للبارزانيين إلى الاتحاد السوفيتي و قد بدأت القوات العراقية بقصف المنطقة جوا فتوجه البارزاني ورفاقه نحو كوردستان إيران عبر الأراضي التركية وقد حاولت القوات التركية ملاحقتهم من دون جدوى حيث دخلوا كوردستان إيران يوم 27/ 5/ 1947 فحشدت إيران قواتها لمقاتلتهم فتصدوا إلى الجيش الإيراني ببسالة و كبدوه خسائر فادحة وهم في العراق الى الاتحاد السوفيتي في يوم 16/ 6/ 1947 حصلت موافقة الاتحاد السوفيتي على السماح لهم باللجوء هناك، فبدأوا يعبرون نهر آراس والجيش الإيراني يلاحقهم ,وفي يوم 18/ 6/ 1947 عبرت النهر آخر مجموعة و معها البارزاني ومنذ ذلك الحين أصبح اسم هذا النهر العظيم (آراس) إسما خالدا وعزيزا ومعروفا يسمى به الكورد في أرجاء كوردستان المجزأة أولادهم و مدارسهم و شوارعهم و محالهم التجارية .
مقــــولــــة البــــارزاني الخـــالـــد
للرجولة والأداء المتقن فقد نحقق آمالنا , وتلك الرجولة والقوة لا تأتي إلا باستخدام العقل المقترن بالعمل . البارزاني الخالد ورفاقه في الاتحاد السوفيتي السابق 12عاما بعد عبور البارزاني ورفاقه نهر آراس عام 1947 عاش في الاتحاد السوفيتي حتى قيام ثورة 14/تموز الوطنية في العراق عام 1958 أي ظلوا حوالي (12) عاما في ضيافة هذه الدولة العظمى والقطب الثاني في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة . نقل البارزاني إلى إحدى مدن أرمينيا ورفاقه إلى معسكر محاط بالأسلاك ثم نقلوا إلى جمهورية أذربيجان السوفيتية ووزعوا الى عدة مناطق و عانى الجميع عذابا و معاناة دامت تقريبا حتى نهاية عام 1947 .
البارزاني يلتقي بالمسؤولين السوفييت
في أيلول عام 1947 نقل البارزاني إلى العاصمة باكو وهناك حظي سيادته لمقابلة السادة المسؤولين و على رأسهم باقروف فقدم البارزاني عدة رسائل و مذكرات للقادة السوفيت شرح فيها أسباب لجوئهم إلى هنالك مطالبا من الزعماء الروس و على رأسهم القائد المعروف (ستالين) بتقديم الدعم والمساندة للحركة التحررية الكوردية .