الشهيد إدريس البارزاني

الشهيد إدريس البارزاني (1944ـــــــــــ 1987)

الشهيد إدريس، الذي ولد في العام 1944في كنف عائلة تعتز بإنتمائها الديني والقومي والنضالي، على القيم الانسانية والنضالية، وتنسم إرادته التحررية الاصيلة عبر الشخصية الفذة لوالده الخالد، الذي كان ومازال يعتبر بحق أرقى مدرسة نضالية لأبناء شعبنا، وتسلح بالوعي القومي والارادة التحررية والبسالة في التضحية من أجل شعبنا وقضيانا المصيرية، وتعزز في أعماقه قيم الاعتماد على الذات ومواجهة الصعاب والتصدي للتحديات، وإثر إندلاع ثورة أيلول التحررية(1961) ترك الشهيد إدريس مقاعد الدراسة وتوجه لحمل السلاح وتحمل المسؤوليات، وقاد البيشمركه في العديد من المعارك التي تكللت بالنجاح والنصر المؤزرين وكانت من أبرزها ملحمة (هندرين) 1966، التي الحقت الهزيمة والعاربكبار ضباط وعسكريي الجيش من دعاة الحرب والقضاء على الكورد وتدمير كوردستان.

أصبح الشهيد إدريس، الذي إستطاع أن يوظف كل ما تعلمه من أبيه الكريم من الخبرة والحكمة والحنكة السياسية، نجماً لامعا وقائدا فذا ذكياً، وفي المفاوضات التي جرت بين وفد الثورة الكوردستانية وحكومة بغداد في العام 1970 ساهم بفعالية كبيرة في تثبيت العديد من البنود والفقرات التي تضمنتها الاتفاقية التي إعلنت في 11آذار من العام ذاته، وحاول بجد تطبيق الاتفاقية ورأب الصدع الذي كان يحصل جراء تنصل بغداد من التزاماتها، وسعى بحكمته ونفوذه، تجنيب العراقيين ويلات تكرار الحروب، وبادر قبيل إندلاع القتال في سنة 1974 وتوجه الى بغداد في محاولة مخلصة أخيرة  لنزع فتيل الازمة، ولكن تعنت البعثيين وغرورهم وإصرارهم على شروطهم المجحفة، أدت الى أندلاع القتال مرة أخرى في جبال كوردستان، وتكالب أعداؤنا على شعبنا، وإجتمعت المصالح الدولية ضدنا، ونتجت عنها إتفاقية الجزائر المشؤومة.

 وفي كولان 1976 إندلعت ثورة جديدة في كوردستان، ووظف الشهيد ادريس مهارته السياسية لإعادة ترتيب البيت الكوردي، وإستطاع التقريب بين وجهات النظر المختلفة التي ظهرت على الساحة الكوردستانية، وكان مهندساً للمصالحة الوطنية التي مهدت لإعلان الجبهة الكوردستانية، تلك الجبهة القوية التي أثبتت جدارتها في قيادة الانتفاضة الكوردستانية عام 1991، وما أعقبها من إدارة شؤون كوردستان وإجراء الإنتخابات الديمقراطية وتكوين المؤسسات الحكومية.

رحل عنا الشهيد في وقت مبكر، في وقت كنا بأمس الحاجة إليه، رحل يوم31/1/1987 ، ولكنه بقي خالداً في قلوبنا وضمائرنا...

تم عمل هذا الموقع بواسطة