4 قراءة دقيقة
__غصة القلب كوباني__

غصة القلب كوباني

للوهلة الأولى 

حين تسللت إليها من سهل سروج... 

قررت ألا أبكي.. 

ماان وطأت قدماي.. غبار الحرب

بعد غياب لم أغيب عنه

مسحت ضباب دموع الفرح... 

لاح لي شموخ مشتنور...

معالمها .. ابنيتها المهدمة...

غصة القلب كوباني..

أطلقت أحلامي واشواقي في الهواء...

كطيور مهاجرة...

شريط في الذاكرة...

تشردنا.. تهنا في عوالمهم...

تغيرت حتى هويتنا...

تمالكت نفسي...وكان القرار..

ان لا أبكي...

رويداً...رويداً هبت نسائم...

الحرب... والدمار... 

لأنفاسي المضطربة فرحا..

 شوقا.. حزناً... 

شهقت صدري رائحة الدم بعطر الشهيد..

ليشدني الحزن إلى صدره... 

وأبكي.. ثم أبكي... 

هاقد تحررت كوباني... 

على أبوابها لمست آلام صرخة الأمهات....

النساء المرملات... 

الصبية والفتيات.. 

اليانعات.. خانتني عيناي.. 

على أبوابها الباكية... 

خجلت من نفسي... 

خذلناها حينها... 

خطونا لطريق الذل... 

بخطوات مرغمة... 

وها نحن الآن... 

على أبوابها.. 

فوضى حطام الدور... 

زهور نبتت بين الأنقاض لتعلن ربيعاً موحشاً.. 

مؤلماً بدون أصحابها.. 

صرخاتها تدوي.. 

تنادي من يلملمها..

كانوا بالامس هنا... 

هنا حلموا... هنا رسموا.. 

هنا مر الدواعش.. 

وهنا تحررت كوباني.. 

من بين خصلات شعر الفتيات المتناثرة على باب نخره... 

رصاص الحرب... 

كلمات مبعثرة..

طاردت الأحجار الهاربة

 في شوارع تحوم الاشباح 

فيها لاتدلي بعنوان.. 

معالم ضائعة..

ياخجلي منك لأول مرة أتوه فيكي... 

بحثت في أكوام الركام.. 

عن صور أبي.. وأمي.. 

عن ألبومي وألعاب ابنتي.. 

عن ياسمين سقيته من ابتسامتي ودمعتي..

كل شيء فيكي كان يوحي للبكاء.. 

للنحيب... للعويل... 

هنا مررنا... 

هناضحكنا.. 

هنا مدارسنا... 

هنا بكينا.. 

بالكاد كنت أخطو.. 

وصل حطامك لحنايا روحي ...

 بدأت الجدران تواسيني.. 

وأنا التي قلت من شدة فرحي... 

انني.... لن أبكي...



_____________

لهيب الموت

 أتوق لرائحة قهوة
نثرت عبقها
بين شرايين المدينة
لنفسٍ دافئٍ منعش
سامر ألمي
في وحشة الليل
لصوت كعب حذائي
على مساحات الخيال
وأنا أتمايل ألماً
بخطوات مرتجفة على خطوط المسير
يحاصرني المشهد تحت الأجفان
المتسولات تتقمصن صورتي
على أرصفة الحانات
وكأني طفلة
تتمرد بين أحضان ابيها
تتمسك بأنامل اهدتها
أجمل لحظات العمر
اليوم توجعني حركة النجوم
اتلفظ الاختناق في لهيب الموت
استجدي قلباً بحجم وطني
انكسر وحدي
أدفن تباشير الحياة
اتبعثر كالذرات في الهواء
اتحسس ازار قميصي
حين دفنت وجهي
في حقول البيلسان
وباتت الزفرات
  زوبعة من الهلوسات

_____________

مشاتل الزهر والريحان

 لست وحدي...
في الضوء..لست وحدي
في الظل لست وحدي
بين خلايا جسدي
نماذج من الازدواجية
نصفٌ ويلزمه النصف الآخر
بين زوايا غرفتي المعتمة
نتبادل أدق التفاصيل
اسمع نبض القلب
اسابق الفراشات حول الضوء
على شفاهي تزهر
إحدى أعظم الأساطير
من خلف زجاج نافذتي
عوالم أبحر فيها
وهل يسمع أحد صوت الأحلام
ولا عذرٌ يلغي خلوتي
أنا ودبيب انفاسي
أنا ونصفي الملكوم
نقود بعضنا لعالم غير منتهي
لمشاتل الزهر والريحان
بين طيات معطفي
ادفن كل النداءات
أطير مع أسراب الحمام
وهل يعتقل من رسم
 الشمس على الجدران

_______________

تاريخ ميلادي

 وأنا أعلن للملأ
بنشوة قرأتها
كقصص الف ليلة وليلة
بين عينين سطرت على جبيني
أجمل طقوس الهوس
أعادت صياغتي
مذالرجفة الأولى
تدميني عبارات الندم
وكيف لا...؟
أنا التي انتظرت جوقة الفرح
من أنفاس تتوه مني
أمشي في طريق العودة
ألملم أحلى الباقات
أجمل اللحظات
أشمها....
احتفظ بها بين طيات الروح
أخترع لها قاموسا
اجمعها لتكون شاهدا على قبري
على عدد ايام العمر
فهي تاريخ ميلادي
 وهي تاريخ لمماتي

_____________

حكم مبرم

 إلى أين....؟
كيف سأدفن نفسي لوحدي....؟
فأنا على حافة الجحيم
أتكور داخل بعضي
تأكلني الحمم
تبتلعني لعبة القدر
تحت قرص الشمس
انزلق إلى هاويةٍ لانهاية لها
تزنرني أشواك الخنوع
تدربني لسنين حالكة السواد
للخضوع
لهزات عنيفة كانفجارات الحروب
من يلملمني....؟
حين تتناثر أناملي
على دروب خاوية
أنا عاجزة منذ مخاض ولادتي
تلاحقني بربرية البشر
تنتهك كل حرماتي
تشعلني كحطب الشتاء
 والحكم مبرم غير قابلٍ للطعن

_____________

ساعات قاتلة

 في غياهب الأسماء
التقط طوق التذكر
فهو يمر بين الضلوع والرئتين
استرسل نحو أبواب مؤصدة
بعضاً من زفراتي
في الثلث الأخير من الليل
حيث تلاحقني خيوط الفجر
تغزو مابداخلي
تحرقني لعلعة الشرايين
تسري بين الأوصال
وخزات من البارود
تهز أرجاء مسكونة
ساعات قاتلة تلقي بنفسها
 لتختلط مع عناوين القهر والحرمان

_______________

حقوق النشر

 كل الأشياء ترمقني
تقرأني....
أنا الهاربة بين السطور
اصارع ماليس باليد
فجوات تجدد عهدها معي
أقنعة تتبادل الأدوار
منسية أنا والليل
نعانق أمانينا
والكون غائب عنا
وفي عنقي حلم تذكرة سفر
تمنحني آخر رحلة
تبكيها عيناي
تجلجل الصدر برهبة
يانبض القلب أهدأ
فقد ضلت بي السبل
وزاد الصمت في الوجع
هنا تاهت عني المسافات
وغابت جرعات التحصين
فكيف لتلك المآسي
النسيان
ولعبارات السجن
 بعضاً من حقوق النشر

_____________

ساحات بلدي

 لازال الحي ساهراً
النوافذ مغلقة
تشابكت الغيوم في السماء
تتلاعب الريح باغصان الشجر
صعقة برد تركت بصمة
للحظة غاب طيفي
توغل بين اروقة موحشة
جرفني معه التيار
طرقت أبوابا كالأطفال
هل يدلني أحد
ماعدت اتعرف على عنوان
غبت بين طيات الظلام
صببت دمعاً حارقاً
كتلك الليلة
كالقشة تتلاعب بها الامطار
كجنح خيال مصطهج
لايمتطي للارض مكان
ممزقة هي شراعاتي
تلف وتدور
لا بحرٌ ولا سهل
هائجة سفن الأوهام
تقتبس من ليلي
انين الأمسيات
تتجرع من الخانات
سكرة من نبيذ معتق
كساحات بلدي حين تحتضر فيها
 كل الأمنيات

______________

على وقع الضباب

 كمدينة يضج بها الصخب
تتمرد لبرهةٍ على طاولات المقاهي
في أزقة الضباب والتسكع
ترتشف قهوة
تفور منها الألغام
تطرز زفرات دافئة
على وشاح الليل
كحمم البركان
تتوارى بين طيات الظلام
تهمس في اذن نفسها
أنا حالة نادرة
أنا طير عصي
فاتني سرب الطيور
ولازال قلبي يبكي
يندب حظه
لازلت انتشي على نهكة الناي
وطاولات الشطرنج
تحرك إيقاع النغم
لرقصة الخلود مع الأطفال
لبهجة سرقتها الهزائم
كم اغدو أجمل
حين تطأ قدمي
أمواج الغبطة
من رذاذ النشوة
 مع قيامة ساعات الليل

_______________

هجرة الشحارير

 بدأت شمس المغيب رحلتها
بدأت تسرق الدفئ
تعيد صياغة تكويني
تختنق عباراتي
تلوي عنقي على مفترق الرحيل
باغتراب أمضي
ترمقني لحظات الإنتظار
ترميني على قارعة الطرقات
يسري الصقيع على خطواتي
ولازال في العمر بقية
فأنا عاشقة لبزوغ الفجر
حين تنفرد أساريره
على صفحات روحي كبريق
يوقظني... يستثيرني
لبدايات جديدة
حيث أنقش على ورق الورد
تراتيل البقاء حتى آخر رمق مني
ربما.... ربما يوماً ما....
ربما تزهر على الروابي
وتغرد الشحارير
 فوق بيوتٍ هاجرتها الأحلام

______________

زجاجات العطر

 وأنا أرسم الكحل في عيني
خلتها للحظة تنطق..
تستجدي... تشتكي
ينابيع وفاض الجوى فيه
تهب الكون وتحتويه
وهجا يسري بين الشرايين
تسقي عطاش الصحاري
يزهر الصبار
حدائق ورد وياسمين
يانبضا يتسلل كالأطفال خلسة
يزلزل الأرض ولا يبالي
يسطرني كأجمل حورية
على وجه المرايا
وأنا ماعدت أقوى
حواءٌ...
تتراشقني زجاجات العطر
مذ بدأ عصر الليلك
ونقشت التعرجات على خاصرتي
في نوبات القشعريرة على حروفي
انهكني عناق القمر
في ليل يسامر عبق الورد
 ودمع يحفر دربه مع الكحل

______________

أزقة الشتات

 شعلة من النار
تتقد فوق دفاتري
تحولها إلى رماد
لتعصف بها رياح الهبوب
وتهطل فوقها دون جدوى
كل أمطار الشتاء
ترميني لحدود بعيدة
لملاذ أصبو إليه
دون أن تناله يداي
ارفعهما للفضاء علني التقط
نجمة
لوحات تتسابق أمام ناظري
تسير عكس التيار
اهازيج تقتلعني وترميني
إلى أزقة الشتات
إلى متى.....
إلى متى.....؟
أولد وأموت
في الليلة آلاف المرات
مابها هذه الساعات
تعصرني.... تقتلني
تعبت يداي
وأنا افردهما في الفضاء
كجناح لايقوى على الطيران
يعيدني للأرض بقوة
يدكني فيها
 وأنا لا حول لي ولاقوة

________________

لعبة الأيام

 وأنا التقط من شفاه الزمن
تلك الجمرات
غبت عن عالمي
للحظة ما
نسيت حتى من أنا
وهو يتحسس كل المدارات
فتتوزع كرعشة تقتلني
تسري بين اوردتي
فتوقظ ثورة البراكين
تقطف آلاف النجمات
وتزرعها في عمق النبض
ترى...؟ هل كان مسموعاً..؟
هل كان ملموساً...؟
تلك الهلوسات...
تلك النيازك الحارقة
حين ترتطم بالأرض
فتندثر في الفضاء
كألعاب نارية
تتقاذف حممها في الارجاء
آهٍ من لعبة الأيام
صباح يلحقه مساء
وأنا لازلت
اختزل داخل الاروقة حمولة
لم تعد تحملها قدماي
حين أعود بالذاكرة تؤلمني الصور
وحين استبق الأيام
تحرقني كافة الخيارات
لاسبيل.... لا أمل.....
شمعةٌ
لايليق بها إلا الذوبان
حالة مصابة بالشلل
تدور في زوايا معتمة
كمطر قُدِرَ عليه السقوط
من أعالي السماء لقاع الوديان
لتعيدني دورة الحياة لنفس
 المصير ونفس الدوران

_____________

آمال معلقة

 تكسرني تلك الأوراق المبعثرة
تمتص رحيقاً انسجه كل ليلة
روايات اكتبها
فأنا لا أمتلك الخيارات
فحتى أحلامي
تصادرها دوريات المناوبة
تضنيني دائرة الاتهامات
تشردني كقطط الشوارع
تسحق طيات قلبي كورق الياسمين
آمال معلقة على وقع ناي حزين
على صدر يهدهدني بين الحنايا
في غفوة للزمن
كقطفة عنب لسارق
ينتفض خوفاً
وتلاحقه بربرية البشرية
سجل أيها التاريخ
سجل شرخك الذي لا تضيع علاماته
ولن تضيع
حين رسمت على جسدٍ مضطهد
كل عبارات العبودية
سجل...
ملحمة عن روحٍ تتأرجح بفناء الظلام
تفننت كل الصراعات لتقتلع عينيها
 وتدمي خطى تاقت يوماً ما للحرية

___________

دورب خاوية

 كلما هبت رياح الشمال
وصعقتني نسمات البرد
تحن يدي لدفئ فقدته
لحروف كتبتها
لرحلة في غياهب الليل
لأمطار سالت على خدي
كسيول جرفت معها كل تفاصيلي
تطحني هذه الدورب الخاوية
كم بدت شاحبة بدوني
أين وهجك أيها الليل
كيف تقتل الجمال هكذا
وتغيب في الزحام
كرواية ضاعت
  من بين أناملي نهايتها

_____________

خطوة العبور

 ليتها تمطر أكثر
لتروي عطاشا نفذت قواهم
علهم يخطو خطوة للغد
خطوة مجنونة.... قوية
كقوة بركان راكد صامت
فقد تاكلت كل أطرافي
وضاقت علي دنياي
لم يعد هناك متسع
لنفس لم يعد يستنشق
إلا الرماد
وكأنني حبات بردٍ تتناثر
فوق رمال الصحاري
لاأنا انتشي
ولا هي ترتوي
نحرق بعضنا فنولد في فوهة
قطار جامح
يطوف كل المحطات مرغما
ممزقا بطاقات العبور
 لغد مجهول

________________

أحلام منتحبة

 على ضفاف اليتم
أراقب سراب صحرائي القاحلة
تهاجمني كل الأفاعي
تاركة سمها يجري بروية بين عروقي
وأنا لاأقوى حتى على الأنين
بصمت اتجرعه
بصباحات مكسورة
التقط تحت ظل نخلة عاقرة
خيبات خبأتها لي أيامي
لتغفو قطرات الندى مرغمة
بين أجفاني
في كل ليلة ابني قصوراً
على الرمال
لاتحمل حتى اسمي
فهو ليس من ممتلكاتي
ولن يكون يوماً حلماً من أحلامي
تنهال فوقها قصائدي
تصقلها... تجملها...
تتفنن في اطلالتها
حتى شرفاتها اكللها بغابات الريحان
ومع أول بزوغ شمس الصباح
لاتسعفني دموعي
حين تنهار قصوري المشيدة
ولا تنصفني صرخاتي
فتتقيد حروفي
وتنكسر أقلامي
فيمضي الكون في رحلته
وأبقى أنا وحيدة
 تحت ظل أشجاني

____________

شقائق النعمان

 لاتليق بي هذه الإحتمالات
فأنا منذ خلقت
أسكن على وجه القمر
أبدد الشهب حولي
ليبتهج الليل في حضوري
وتنتحب الأطياب في غيابي
مابين عيناي نهرٌ منساب
يختزل تاريخ الضوء عبر الأزمان
فأنا امرأة مصنوعة من نور
وكل أوراق الربيع
ومواسم الازهار انبثقت
من بين أناملي..
راياتي مزقت على أعتاب
الفاجعات
تتوالى علي حمم الجحيم
تحرق وسادة الأحلام
بات الفكر ينزف دماً
حين لاح شبح الكسوف
و دُكَت على المشارف ألاف الاسوار
لازالت العطور تلامس أنفاسي
وبصمات يدي تقتلع حنيني
بين جدران صومعتي
هناك حيث مالت الشمس للمغيب
ولم تكتفي حمرة خدودي
قبلات شقائق النعمان
لوحات للجمال رسمتها
بآهات صماء
 تناثرت حتى عنان السماء

_______________

عبارات عقيمة

 كقلب مدمن فاض عبقه
حدود الاضلع
حتى بدا يحاكي النجوم والسماء
يتمرد على نفسه في
رقصة على وهج شمعة
ذابت من وجد روحي
فوق كثبان الرمال
يصرخ... يعاتب نديمه
يعصر خمرا معتقاً من دمي
في ليل طويل موحش
يحرقني في طريقه ويمضي
يكسر نشهوة قهوتي
على طاولة ذاقت مرارة عباراتي
وتركتها ترفرف في الأثير
مطعونة.... خجلة....
 مسحوقة تحت أقدام المارة

_____________

منصة الإعدام

 بدأت دورة الانقلاب
وبدأ العد التنازلي
ليل مظلم يعزف أنشودة بكماء
قاموس مبعثر الحروف
نداءات مرهقة
على خد أصابه الاعياء
حيث لا مواساة لا رثاء
عيون ترحل لأمل مبتور
لغربة لاتقشعها إلا عيناي
ضباب يلف الشوارع
ينسج خيمة عزاء
ليتني أشبه بعض الأشياء
ليتني اتناثر كعقد
من حبات المرجان
على وجنات الفجر الندي
اسابق الريح
على اسطح المدن
أبكي على عتبة الشطآن
منهكة قصائدي
بكماء أمام الهجاء
وعلى كتفي يصرخ الجمال
يفوح العطر والزهر
يزدهر أمام إشارات المرور
أرمم روحي في زوايا الانفراد
فتنتحب كل آمالي
وتغفو على منصة المحكمة
 والاعدام

_____________

حد السيف

 حررني... من غطرستك
المكان هنا بارد جدا
لا ماء يروي براعم الزنابق في صدري
ولا هواء اتنفسك منه
فك قيودي الصدأة
على أقرب رصيف
ابتهل عليه صلوات
لم أصليها مذ قرأت في عينيك
إني من طينة الجن
على جادة عربدة
لم تطأها قدماي
منذ قتلت صومعة التنسك
بقايا أحلامي
فأنا
تنبأت منذ عهد لم يعهدني
أن نصالها ستبتر كل أصابعي
وليمة لزفاف عبد يوم تحرره
الكل هنا
يواسيني بحد السيف
لم يجدي نوحي يوماً
إطلاق صرخة مكبوتة في حلقي
ولن يجدي
الكل هنا
اعتاد على صمت
كان ندبات متقرحة
رسمتها الأقدار على روحي
الكل هنا
في سكونه متلذذ بخيباتي
إلا أنا
بدأ البركان يعلن ساعة الاجتياح
يتسرب رويدا رويدا لروح
ضاقت عليها دنياها
في عجرفة الاستسلام
مؤلمة احتضاراتي
غير مرئية للعيان
فأنا أبكي منذ عصور
على نصفي الضائع
بدمعٍ لم ولن
  يحرر نصفي الباقي

____________

مطر الربيع

 مابال روحي لاتهدأ
تعانق في سفرها عنان السماء
تتوهج هناك في ذاك المدى المنفلت
حيث لا حدود.... لا قيود
تتمرد كخيل لم يروض
تضرب بحوافرها غيوماً سوداء
تبددها... تبعثرها
تنسج من خيوط الشمس
عقداً يلف خاصرتي
كألوان قوس قزح
ترمي على شفاهي لون الحياة
تسقيني مطر الربيع
يحررني من الجسد
أنا وروحي فقط
أنا وحنيني
 نتراشق أسمى معاني الكلمات

______________

نقش القمر

 أهمس بترنيمات  
لنبضي المتأرجح .. صعودا وهبوطا
لخلجان تسكن فيها أمواج روحي
لورق شجر يحملني نحو المجهول
فتتمزق أحشائي الممزقة
وأنا أعيد نفس الكلمات...
وأكررها في سري ..
الأحرف ذاتها
بخوف رهيب
بوقع جديد
بنغمٍ أقوى
بألم.... بحسرة
علها تورق زنبقا بين عينين
فاضا ألماً .. فآلمني
علها تحمل بعضاً من سكرتي
والكثير الكثير من أنيني
وأنا أجوب الشوراع
بجنازتي
تائهة بين براثن الظلمات
كنت مشردة... وما زلت
كمتسول يبحث عن نفسه
على ضفاف الأمل
أراقب المشهد .. الوجع
في الشوارع كل يوم
للحظة ما...
تنتابني القشعريرة ذاتها
قشعريرة يد تبحث عن ضالة
فقدتها في معمعة تدرجات الزمن
ذات مرة ..
أردت صياغة زمنٍ آخر
عمراً جديدا يقذفني إلى الوراء
احداثيات مجنونة مثلي تماما
ترسم مسار طوفان نوح
علها تعيدني لجبل الجودي
لكهف ينبت فيه الجوري
لعقد بدايات سحر الغسق
لشالٍ أرميه على كتفي
مطرز بلون الشفق .. وعينيه
لرسم لوحةٍ يتوه فيه
دفئ الندى
 ونقش وجه القمر

 ٢٣-٣-٢٠١٩

_____________

شرانق الحرير

 ليلة البارحة
بين الصحوة والغثيان
طبع الهلال على مسامات شفاهي
سخرية القدر
انهض مترنحة.. منهكة
من سرير الغفوة
كحالة عابرة سبيل
ميؤوسة منها
أبدد الضباب المتراكم من زفراتي
على زجاج نافذتي
واستنشق من جديد
ملوحة دمعتي
مابال النسيم....؟
قد هام شغفاً
من رقصة في الصدر
على دروب الحيارى
لا يهدأ .. ولن يستكين
الشعر فيه يسكر من مجون الدهر
والحسرة تشييع النوارس في المحاجر
فيستولي علي براثن ضعفي
كحمولة الجبال في منفاي
ليقتات الطوفان من أحلام
لا أسوار لها
تخونني في هزيمتي .. حتى عيناي
خشية ان يلمح أحد
عبارات الاستيطان من رسائل
نسجتها
بأحرف محترقة
من ضوء .. يشع
حول شرانق حرير
  توشك على الطيران

______________

امرأة من زمن الحرملك

 موحش درب التبانة
هذه الليلة
كسنين عجاف
يحرق أجمل ما حصدناه
وأنا لازلت طفلة
لا أقوى على سجاني
وربما لن أقوى
ألفتني أحزاني
بعقدٍ لايقبل الرجوع فيه
هيهات...هيهات
على أوراق تبعثرت
تحت أقدام المارة
وكأنها لم تحمل دموعي
تسحقها النعال
كما سحقتني الأيام
على من أنادي....؟
وهل يسمع أحد صوتي
كيف ستغفر السماء والأرض
لمن اقتلعوا حنجرتي
ووشم صك
 الحرملك على كتفي

______________

خاصرة غابات اللبلاب

 هناك...
على وجه القمر
على تلك البقعة خُلقتْ
من جذور الشجر
أبصرت النور بعيون مفتونة
لأول مرة ابنثقت من شفاهي
أولى أبجدية عجزت سنينا عنها
بقلب موجوع
بصرخة من الأعماق
أطلقت العنان
لنافورة الدم في نبضي
فارتشف الفجر مني ضياءً
وخفقت أجنحة الطيور للحرية
كالفراشات كنت اغدو
كريم الفلا
وكأن تاريخا قد بدأ..!
صرحاً...
ترك بصمة على جبين الزمن
وحدهم...
من ذاقوا طعم الأسر
يدركون معنى أن تبصر النور
لأول مرة
يتقنون احتضان السنابل
تحت وهج الشمس
يلملمون من خاصرة
غابات اللبلاب
بتلات الاقحوان
وشقائق النعمان
على كل طرف من أطراف
 السهول الخضراء

_______

زوابع أعتاب القلب 

 الهوينا أيها البوح...
الهوينا...
أسألك الثبات
في مملكة المحال
تبث الجمر على مشارق الأرض
تقتحم أبوابا
أقفلت منذ عقود دون استئذان
وكؤوس الكأبة تستلذ بنا
بغيوم سوداء تكلل شرفتي
تكبل أوراق الياسمين بين ضلوعي
أنا السجينة في أعتاب قلبي
تعانقني عبودتي
بين السماء والأرض
أنقش ابجديتي على الرمال
أبحر بصمتٍ
بزورقي المتآكل
خضم بحر يعانق القمر
فاغفو على الهباء المنثور
يدثرني ندى المحار
يستظلني دونما حراك
 زوابع برد الشتاء

____________

لافتات وصور

 لم انتظر أحداً
في بهو ذاك المطار
لافتات وصور
وفي يدي أوراقي
وحدها تعرفني
كتبت عليها
أبي.... كنت أعلم أنك لن تأتي
هو فقط حنيني
يسبقني لقاعات المستقبلين
وهدير الطائرة يقتلعني
أحن إليك....
كما نحِن بعد شتاء طويل
لليالي الصيف والسمر
تضج اوردتي بك
من حيث لا أدري
وتنهمر دموعي
مع كل مودعٍ ومستقبل
كالماء الجامح
 أتوق لغمرة تطفي حنيني

______________

قيعان القبور

 لايوازي مدارات صومعتي
المهترئة إلا أحزاني
مخلصةٌ... مكتوبة بخطٍ من النار
تبدد عرش يقظة الاحلام
تمتصها جذوري
في مقبرة ميتة الزهور
أتأمل وحدتي
في عالمٍ لم يعد يغريني
أبوح لعيني كل الأشياء
فتتسرب لقيعان القبور
لست أدري...!؟
لماذا يتوه مني
حتى تاريخ ميلادي...!؟
دخانٌ....وفناجين
تنضم لرماد نيراني
وأنا في كفي
زهرة حمراء تقتلني بصمتٍ
ثم تفنيني
وعلى خاصرتي عاصفة هوجاء
تلتهم الكحل في عيوني
في معصمي انتفاضة عشقٍ
تجتاح النوم على صدري
وأنا أركض حافيةً....متعبةً
خلف مصابيح مطفأةٌ
منذ الف عام
في بهو معبدٍ
أتخذ من بقايا روحي
 أضحيةً للعيد وقرباناً

___________

حلبجة

 إن جئت تسأل عن حلبجة....؟
فصرخة أطفالها
لازال يدوي في المدى
دورٌ خلت من اصحابها
ينعق فوق خرابها أسراب البوم
مآقي توقفت عن الدمع
أمام مشهد انتهاك الإنسان
أرضٌ رثت نفسها بالافق مجاهل القفار
تحاكي المآساة سكون السحابِ
صورٌ اجتثت من أصل الجحيم
تلال جثث استبيحت
كشهادة ميلادٍ أمام الرأي العام
مدينةٌ بأكملها
رخُصت في لعبة الدم والانتماء
عمقُ جريمتهمْ أنهم خلقوا
على أرض حلت عليها لعنة الأزمان
لن نقبل تعازي العالم أجمع
وطرف ظفر أطفالنا لازال يعاني
وياليتنا نأخذ عبرة مما كان
فمأساة شعبنا
لامست حدود الشقاء
وابحرت عبر البحار والخلجان
هائمين عبر القارات
 في طاعون التسول لحق تقرير المصير

_______________

شهادة ميلادي

 أما أنا.....؟
فلم تصمت بعد أحزاني....
ولم تتحرر شهادة وفاتي
فأنا صرخة روح لن تنتهي
منذ ولادتي إلى يوم مماتي
حتى جثتي....
لن تتلاشى
في عالم الاندثار
فبين طيات قلبي وأضلعي
أحمل
 أيقونة الحياة

______________

رحيق الريحان

 سأتوارى بين أجفاني
علني لاألمح أوجاعي
كيف الخلاص...؟
فأنا لم تنبت منذ سنين على أناملي
أطواق اللؤلؤ والمرجان
لم أسبح في قوافي الجمال
بين رحيق الورد والريحان
قاموسي
يصفع وجهه
من الصباح حتى المساء
يطوقني بتعويذات
الخوف والأحزان
يمزق أماني الراحلين
 في عتمة الأيام

_______________

إضبارة من النار

 لايزال الليل فتياً
يواكب الندى على بتلات الورد
يجاري الحلم فوق الأطلال
لشعلة .. في الروح والدم
لخيال ملتهب نابضٍ بالحياة
تجرفه سيول الهيام
لقيعان انتحرت فيه الاماني
أنا وعيناي
غريقان في نخب كأس ٍ
لم يرتوي من مطر الخريف
من عناقيد العنب
على خدي
جحيمٌ من الهلوسات
أوراق الخزامى والصبار
في روحي انتفاضات...
انقباضات..
تغتصب طقوس اضباراتي
وانا لازلت في حديقة وطني
انطلق من غرفة نومي
مثل السجين ابتسم لأحلامي
بباقة زهور تقطر دماً
بأحمر شفاه
أراقب النجوم
اتفقد مذاق أمسياتي
أتوارى بين السحاب
أجري وراء السراب
في طريق متخم
 بأطواق من النار

______________

قصب السكر

 كعادتي...
قهوتي .. شمس صباح
يحملني شوقا
لا أحتمله
صباح ورود تزهر
في باقات امنيات
أهرول إليها
فأنكسر
غابات قبلات مجنونة
يبدد ضباب الأمس
ولم تبدد الغبار المتراكم على نافذتي
ارتشف على طرف سريري
عمرا من الأحلام
بمزاج
يداعب النغم على أطراف قلبي
يغوص في الاعماق
فينفجر شلال عطر من الكاميليا
سفرٌ لمدىً منفلت
لعالمٍ لم يطأه أحد
لشواطئ الفيروز والزمرد
وهالات الجمال
لنكهة قصب السكر
تحت جبين الشمس
 ولم يروي الفنجان .. محنتي

__________________

رثاء وطن مضطرب

 هذه المرة
على ورق الياسمين
سأكتب ملحمة بلغتي
من رحم أمي
سأبدأ في رحلة
لم أرحل لها مذ نويت الرحيل
إلى تخوم عينيك ودمعتي
سألجأ في همس النبرات
إلى صغار عصافير توقظني من يتمي
لأسطر قصيدة وطن
لن يسطرها أحد عن وطني
في محرابك
تتناثر أجزائي
كالنيازك
كما القارات السبعة
وعلى صدرك
حمائم البساتين
تزفني إلى لوحات من الفسيفساء...
وأنا مضرجة بالحنين
لاقتنص من دورة الزمن .. برهة
اتجول في زواياك المتكئة على شغفي
أعصر من شفتيك
نبيذ التوت بأوردتي
أشم رائحة المسك والعنبر
أسند خاصرة السحر
بطوق من سنابل القمح
تحت ظل شجيرات لم تظلل
إلا رقصتي
هناك
سأخلد إلى نوم أهل الكهف
لاتغلغل في حلمي بين الاضلع
بقهقهات
تتوج بأصيص من العطر
لنغير منبع الطوفان.
 وتاريخ الشعر..

________________

هبوب رياح متمردة
 .........

 وأعود مرة أخرى
بشوق السنين
بشغفي وحنيني
بثقة عمياء للعنة وفية
لميلادٍ شقيٍ
ويأس ....مخضرم
لظل منحني ... منكسر
وربيع ضاع في متاهات محرابي
لأخطط على الجدران احتضاراتي
وأعزف على قيثارة
من دخان سجائري
لتغرق دموع عيني في قعر فنجاني
أجمل التنبؤات
فأحلامي تعبت مني
وتعبت منها
فأنا تعودت على انكساراتي
من رحلة الحياة
كأسنان عجوز نخرة
كعكازة شيخٍ هَرِمَ
فلا يصلح العطار
ماأفسده العطار
سأسرج سرج حصاني
لمواكبة صهوة الرياح
لأبحر في كل الإحتمالات
لتجود قصوري بكل الثورات
بكل الاندلاعات
فأرسم على خطى حصاني
على دورب الرمل
كل نغمةٍ
 من نغمات اسطواناتي

__________________

أحلام من الرخام

   ......................
في السماء البعيدة...
بين طيات الغيوم
تشردتْ...
روحٌ معذبة... تائهة..
طرزت على مناقير الحمام
ببهاء قلب منفطر
اقحواناتٍ...مشاكسة
ليتني أطير معكم
في عوالم المهجة
اخفق بأجنحتي
على نسمات الشفق
أتسلل من مرافئ الضجر
إلى خلجان ترسو إليها ريش النوارس
بأوجاع سرير من الرخام
لايغني عن بردٍ ولا دفئ النغم
يفتح باباً من النار
لعالم المقابرِ
لشهيق مستعصي
لدرجة الصدأ
لسهر سرمدي..
حتى ينام..
على صدري القمر
وتعود الحمائم
  لعتبة الألم..

________________

رحلة المستحيل      

 .................. 

 اخترق بشغف طفولي
وهج الشمس
كفقاعات صابون عابرة
كهدير قطار يدوي في المدى
فينثر نغمات أغنية
أرددها في حلم مخملي
يمسح بأصوات الشحارير
بممحاة سحرية
دموع أمسيات
سهرت على فناجين القهر
في غرفتي
بصمات طعنات محن
اجتازت عتبة الصوت
في رئتي
هناك .. في فضاء لامتناهي
التحم مع نصفي الضائع
بخطى ثابتة
أرتشف بشعور حاد الطباع
قهوة الصباح
بعيون مفتوحة
اقتحم مدارات قوس قزح
كقطة متمردة... متمكنة
تعبث بسمكة ذهبية
حاملة بين شفاهي
نكهة ساعات الصحو
على سلالم المزاج
كما البحر يحتضن الأفق
في رحلة البحث
  عن المستحيل.

_________________

غربة وطن

 وأنا ابحث عن موطني
أعي جيدا ماذا فارقت
أي وجع احسست..
وطني .. ألم مقطر
على منعطف لم أفلح في الوصول إليه
ولن أفلح..
لا أتقن من لعبة الحياة ..
سوى الاخلاص
سوى الانصهار في ألمي
تلك هي فواجع قلبي
قلب .. لم يهدم جدران النسيان
فواجع تغزو عرش الأمنيات
كالاحتضار تأتيني
رويدا... رويدا...
توجعني .. هواجسي الملعونة
تستدعي المؤازرة والعصيان
وأنا سئمت...
سئمت من ألم وطن يعيش في الغربة
دونما وجود
محسوس
في أعماقي..
في صمتي...
في حنيني
آه من وطن.... يبدو لي كأنه
 كان وطنا

_____________

غمامة مسحوقة
 ............... 

 ألملم من رحم الخريف
بمكنسة تائهة
أجنحة مسحوقة... مبتورة
تناثرت على الدورب
مذعورة .. من سيل هائج
في رحلة البحث عن النفس
في كومة من القش
لا يكفيني هذا العمر
فأنا لم أبدأ رحلتي
بين مخيمات الكواسر
في قفصي
كان الشدو للوطن .. قصيدتي
والديدان تلتهم حنجرتي
في حضني
يغط الطاغوت في نومه
وأنا ارسم على دفاتري
غمامة ملتهبة
أقرأ في مهب ريح هائج
أبجدية البقاء
اغزل جدائلا للعشق
لكل الابجديات
أعلن مواسما لنوارس البحر
صدى لأجمل فجر
يطوق العنق بوميض شهقة
ابنثقت للتو
 في خندق لعالم من الفردوس

_______________

زوايا الظلام

   ......................
لم أحاور .. لن أحاور
نجوما تعانق فضائي
لا طاقة لي به
تركته للروح
وحدها تجول في خبايا الكلمات
كسيل جارف .. يحفر دربه
يجرف حصاة الشغب
ولن تردعها حواجز الاعتبار
أصحو من سكرة النوم
لرحلة في طحل قهوتي
لألم يعتصرني
لشهقة مستعصية
لزمهرير يتسلل في جدران الشرايين
لمسيرة الدوران..
وأنا في زاويتي المعتادة
بين طيات الظلام
انثر أوجاعي فوق أوراق
تحفر في الصخر
ندبات حنين
تحت عناقيد الكروم
وحكاية السكر
تبدأ برشفة
 من خمرة الخدود

______________

انتفاضة قلب
 ........................ 

 حين اكون أنا... وهواجسي
لايسعني الكون كله
تقتلني.... تدمرني
تحرق غابات الليلك
لايسعني حتى قلبي
ينتفض بعنف .. يضرب أضلعي
يبدد كل قيودي....
يسابق الريح بخفة النسمة
يرسم في الهواء
قهقهاتي الباكية من الوجد
من قال أنني اكون حينها انا.؟؟
 هي حالة تفرض نفسها

______________

طغيان المد والجزر

 ............
بين كل ليلة وليلة
حفرة من دموع الندى
على وسادة محشوة بالجوى
وروح مدمنة للنوى
تسمع في قاموس الضحية
أنين أطفال لأعالي الفضا
كدمات من خد الزمن
سجلٌ فاقد للتاريخ
مؤرخٌ بحد السيف بطلقات
من النار
في محرقة تلفظ سكرتها
على ايام
باتت دمعتها أحر من الجمر
كمجهولةٍ للهوية
لا تنتمي لأحد
من سكرةٍ للعزاء
لم يعزيها أحد
وحدها تعزي نفسها...
تحمل نعشها فوق صدرها
تقرض كل أظافرها
تبكي.... تتألم..
ترخي ستائر الظلام على
قيلولة الربيع
وغفوة الياسمين
صمتٌ للشحرور
في حضرة بهاء الشمس
في حشرجة الصوت
لقصيدة سطرت
في عمق الصمت..
لجمال روح لايليق به
 طغيان المد والجزر

________________

حفلة التأبين

 ...........
اختنق خوفا
اطرق الأبواب كالأشباح
أرتمي كالأطفال
على أرصفة باعة المسك
أمشط احزاني
من توسلات
لموكب رحلة إلى بلدي
المسافات تعصر خلوتي
بيني.. وبين وطني
طوابير من الرايات
على قارعة الطرقات
قوافل من أضرحة شهداء
وأنا .. أولى المنتحبات
فأرتطم مذهولة بالف سور
أذوب في مشعلٍ
من صرخات حفلة تأبين
في وحدتي .. أثور
وثورتهم بؤس وجور
فلم يبق إلا جزءٌ من بعضي
يجازف بمجاذيف القنوت
يتسلق جدران من البللور
يسقط في مستنقع الخذلان
ليعود ..
منكس الرايات...
من سفرٍ لم يكتمل...
ولن يكتمل....
من طريق مكفهر
إلى هلوسات أدمنتها أجفاني
لقتل الابتسامة على شفاهي
ويكون الحلم فريسة
 اعتادت على فصول الشتاء

________________

سمفونية الخلود

 كحلم ينجو من مخالب الزمن
في وجهة لحلبات الرقص
لمعانقة بصمات الفرح
حين تطأ قدمي أرض الوطن
أفرد أجنحة الفراشات
لتسترسل في سمفونية
للخلود..
كعصفور تحرر
يطلق دموع الفرح
على صدر الطفولة
يصرخ من شدة الوله
حيث اسمع نبض قلبي
بين أنفاس
نقتبسها من عين الشمس
أرمي كل الأقنعة
أغفو في عش العصافير
أتمرد على كل الروابي
حتى تقلع الشمس
  نحو المغيب

___________________

لعبة الأقدار
 ................... 

 فوق سياج منزلي زنابق بيضاء
ناصعة لطختها رياح الخوف
بركام الحرب
بعينين باكيتين أمنح البر
والبحر رايات السلام
فيرتد إلي كأشرعة البخت الملتوية
كأعصار يقتلع كل زنابقي
من جذورها
من بين أناملي المرتجفة
ينبت أصيص العشب الأخضر
فيلفه الصقيع في تمردٍ
يلهب الاخضر واليابس
في حراسة منزلي ألف ماردٍ
ومارد
يستنفر منه وطن بأكمله
أغربل من بين أعينهم
لحظات من ديناميت الشوق
لحضن وطني
في وجه الصباح والليل
يتوه مني..
هو يتوه مني عنوةً
يفرد للوجع أجنحة فوق
كاهلي المنهار
كدمية تتلاعب بنا الاقدار
على كل رقعة من جسدي
ثورة لمواكب الإنتظار
يجوب حواف مدينتي
متعقبا إشارة مرور حمراء
لرحلة صيد
  في موانئ الوصال.

_______________

براعم دالية لم تزهر
 ........

 شغف أذار
شمس .. تستفز محنتي
في إطلالة العمر
انطلاقة مدوية
تسطر للتاريخ
ملحمة صارخة بلغة الأساطير
قصيدتي تغطي وجهها .. خجلا
من ضوضاء .. يمتحن النعاس
في المجرات
حواس تستنجد خيوط الفجر
من أطلال
تربعت فوق قلاع محصنة
وبين الدوالي وأوراق العنب
معصرة نبيذ
تشد الرحال إلى عمق ليل
يغازل وريقات ياسمين مكدسة
استنشق عبيرها...
لألقي بنفسي بين براثن عفوية مفرطة
تخدر السعادة بين أناملي
على وقع تيار
يدحرج هدوء النسيم
في تمرد مضن
إلى محرقة الشمس
لتقتلع من الآهات .. من الأوجاع
أسقام رحلة .. لم تطأها قدمي
فأنساب كدالية على جدارن
كان قصرا مشيدا
قبل أن ينحر البشر
كل حجر .. كل زواية
من اروقة حصون قلعتي
في روحي المستفزة
بوهج أذار .. بنيرانها
أبدلها بوريقات خضراء نضرة
بالكاد بدأت رحلتها
بالكاد تشهق أول شهقة
كطفل مولود
 لأول مرة يبصر رونق النور

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏ و‏طبيعة‏‏‏‏



تم عمل هذا الموقع بواسطة