2 قراءة دقيقة
وطن وكفن

لملمت كل أوجاعي الرتيبة

أسرجت قلبي

لرحلةٍ طويلة

وربما للرحلة الأخيرة

وها أنا اعتصر الزمان

أرتشف مرارة الوقت

أنتشل كلَّ الذكريات

أفتَّش في زوايا غرفتي

وثنايا يدي

وتجاعيد جبهتي

في دفاتري

. . .

لابد لي من حقائب أُخَر

تتسع لأوجاعي

ولكلِّ ابتسامات الطفولة

لدفاتري المهترئة

وحقيبتي المدرسية

لأنشودة الصباح


تُردِّدها أمي من بدء الخليقة

لا بدَّ لي من حقائب أُخَر

تتسع لكلِّ أسمائك يا وطن

لصورة ابنتي الموؤدة

لقلمي النازف من سنين

وقرطاس وكفن

. . .

لابدَّ لي من حقائب أُخَر

تتسع لخيباتي التي زرعتها

من ألف ألف عام

للوعد الذي لازمني كاسمي

لذكرياتي ونعالي القديمة

والصور التي تزين الجدران

لرسائل الحبيبة التي

لم يبق لي سواها

لابدَّ لي من حقائب أُخَر

أُرتِّب فيها أيامي والأمل

أُخبِّئُ فيها دموعي والقُبَل

كي لا يراها حراسُ الحدود

لابدَّ لي من حقائب أخر

فالوطن لا يُحمَل

في حقيبة سفر

تم عمل هذا الموقع بواسطة