1 قراءة دقيقة
مكالمة هاتفية من المناضل الكبير والأب الفاضل الأستاذ محسن دزه يى

زوزان صالح اليوسفي


تشرفت هذا اليوم بتلقي مكالمة هاتفية من المناضل الكبير والأب الفاضل الأستاذ محسن دزه يى (أطال الله في عمره)، أستفسر فيها عن أحوالي وأحوال أسرتي، وأخبرني عن مدى أعتزازه وتقديره لوالدي، وأجبتهُ بأن والدي أيضاً كان يكن لهُ نفس مشاعر المحبة والتقدير، وهذا ما كنت أسمعه بدوري من والدي حين كان يسرد لوالدتي عن ذكرياته مع رفاقه المناضلين..
وأبدى الأستاذ العزيز محسن دزه يى أيضاً شُكرهُ وأعتزازهُ بهديتي إلى جنابه والتي كانت نسخة من كتابي الجديد (خواطر من ذاكرتي).
إن المناضل الكبير محسن ...دزه يى كان قد شارك والدي رحلة نضاله الثورية وصاحب الزعيم الراحل مصطفى البارزاني حتى أيامه الأخيرة، وهو كان مثالاً وفخراً للشعب الكوردي وثورته سواءً في بغداد أو في العواصم الأوربية.
هناك عدة محطات من ذكريات النضال بين والدي والأستاذ الفاضل محسن دزه يى وسأتطرق إليها خلال الحلقة القادمة.. وأحب هنا أن أتطرق إلى محطتين جمعت والدي الشهيد مع المناضل الكبير محسن دزه يى في المحطة الأولى فأن الأستاذ دزه يى هو الذي أشار إليها كتعبير على نزاهة والدي وهي إنهُ عندما كان الأستاذ دزه يى مُرشحاً من الثورة الكوردية لدى السلطات العراقية كسفير في العاصمة براغ (دولة جيكوسلوفاكيا حينها )، وحينها صادف والدي أن قام بزيارة براغ للعلاج من آثار التعذيب التي كان يعانيها أثناء أعتقاله في الستينيات وعلى الرغم من إن والدي حينها كان وزيراً وعضواً في المكتب السياسي للبارتي فإنه لم يستغل مناصبه هذه في تحويل العملة العراقية إلى الدولار الذي كان شحيحاً حينها في العراق وأكتفى بأن يُعامل في تحويل العملات كأي مواطن عادي، فنفذت منهُ النقود هناك وقام بأستدانة ما أحتاج أليه من الأستاذ محسن دزه يى.
أما المحطة الثانية فأنا كنت شاهدة عليها وهي أثناء نكسة 1975 وقبل إنسحاب الكورد بأيام أو ساعات تلقى مكتب الزعيم مصطفى البارزاني رسالة من القيادة العراقية وذلك رداً على الرسالة التي أرسلها والدي إليهم بيد أحد الضباط الطيارين الأسرى والتي طلب فيها الذهاب إلى بغداد لإجراء مفاوضات أخيرة وعندها قام الزعيم البارزاني بإعطاء الرسالة هذه إلى المناضل محسن دزه يى وطلب منهُ الذهاب إلى نغدة فوراً حيث مقر إقامة والدي وعائلته، وأستدعائه للقاء الزعيم البارزاني في مقر القيادة وأنا جئت على ذكر ذلك بالتفصيل في كتابي الاخير .
أنني بهذه المناسبة أقدم شكري مرة ثاني إلى المناضل الكبير محسن دزه يى على إلتفاتته الكريمة هذه وأسال الله العلي القدير أن يحفظه ويديم عليه الصحة والعافية.
زوزان صالح اليوسفي
 18 - 2 - 2019

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٧‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏
تم عمل هذا الموقع بواسطة