أحداث وتطورات قضية عفرين الأخيرة التي طفت وطغت على السطح "الداخل الكردي" وما استجلبته معها من مواقف ( لا تعبّر عن حجم الحدث وارتداداته ) بحسب البعض " غير القليل " من الشارع الكردي - السوري ، بات حديث الناس ، وربما جعلتهم يتخذون مواقف لتنسجم مع التطورات المتسارعة جداً ، فالجوارح والعواطف باتت هي المحركة والموجهة لهم في هذه اللحظة العصيبة من تاريخ الصراع السوري بشقيه " النظام والمعارضة / الكردي - التركي ؟! والاجسام والتنظيمات السياسية المتواجدة على الجغرافيا الممتدة " لكرد سوريا " إن جزئياً " أحزاب " أو عبر التكتلات والتحالافات الأكبر " مجموعة أحزاب " بدورها سارعت إلى إبداء مواقفها التي تتوافق مع هذه اللحظة التاريخية والتي تناغمت في ( جلها / وليست كلها ) مع طموحات الشارع الكردي " نسبياً "... الملفت أكثر من بينها هما بيانان متناقضان بعد احتلال عفرين ... بيان قوى المعارضة السورية " الإئتلاف " والذي يشكل/ ENKS / جزءاً منه ، يساند العدوان والحملة العسكرية التركية في هجمتها على عفرين بكل وضوح وبصريح العبارة ؟! وبيان آخر يُفنّد مضمون البيان الأول والصادر من " الكتلة الكردية في الإئتلاف " ويتبرأ من مضمون البيان الأول ليقول بأنه خرج دون الرجوع إليهم أو استشارتهم ؟ الأمر الذي أظهر للكردي البسيط " اللامتحزب " وإلى حدّ ما المنتمي الحزبي ، عدا عن المنتمي للطرف أو الأطراف الأخرى ، بوناً واضحاً بين خطاب الداخل والخارج للجسم الكردي في المعارضة السورية التي ترى نفسها المعارضة " المشروعة " تطالبها بالانسحاب من هذه الكتلة من " المعارضات " التي بلغت حدّ الترف في المشهد السياسي السوري ناهيك عن توابعها " العسكرية " ... // وهنا مغزى الحديث // إلى أين سيتوجه/ ENKS / لو انسحب من الإئتلاف ، كما يطالب خصومه ؟ ما هي خياراته المتاحة ؟! وإذا ما افترضنا أن الخيارات عديدة ، من بينها " تجميد العضوية " أو التواصل مع "TEV - DEM " للوصول إلى تفاهمات و توافقات الإعتراف و الإنضمام إلى الإدارة الذاتية والسلطة الناشئة " أو تشكيل جسم سياسي دون الإعتراف بالإدارة " وتاريخ مريرة وتجربة لا تقل مرارة ، تربط الطرفين بطاولة الحوار وجملة اتفاقيات تم ابرامها بين الطرفين / هولير - دهوك .../ والتي مرّ عليها ردح من الزمن ينبغي مراجعة الكثير من بنودها ، لتسارع الأحداث وتغيير في معطيات اللعبة السياسية /كرديا و سوريا وأقليميا ودوليا / إن أراد الطرفان المضي في إيجاد مطرح للصلح والتصالح / كما يُقال / ... ومن القضايا المستعصية أيضاً " التوصل إلى صيغة للجسم العسكري إن في الموافقة على إنضمام Pêşmergê Roj إلى إخوانهم في YPG " أو في صيغة توافق لتعاون وتنسيق مشترك للجسمين العسكريين ... ومن هي الجهة التي ينبغي مخاطبتها في هذا الشأن بالذات ؟! هل هي وزارة البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان ؟ أم هي ENKS ؟ أم جسم محدد منه؟ أم مَن وهل للقوى الفاعلة دوليا وإقليميا أصابع في تلك التوافقات ؟! وغيرها من الخيارات الممكنة والمتاحة ؟ ما هو المشترك من / النقاط والخطوط الحمر كرديا / بين الجسمين السياسيين وشركاءهم ، وما هو موقفهما من مركزية الحكم ونمطه المقترح والمفترض " مستقبلاً " وصيغة العلاقة مع " دمشق " بغض النظر عمنّ سيحكم ويدير ؟! الأمر والإجابة ليست بهذه البساطة ، لو أن أحدهم طالبهم بالانسحاب ، دون أن يقدم لهم بديلاً يناسب و يراعي حجمهم ككتلة سياسية موحدة أو ككتل سياسية متفرقة ، فلا يمكن التنكر لهم / تاريخا ووزناً وحجماً وعلاقات / دون الدخول في تفاصيل ربما تفتح ابواباً لا يمكن غلقها ففيها يكمن الشيطان ؟ ثم مَن المؤهل للمخاطبة معه ككتلة في ظل هذا التخبط بين خطاب " الداخل والخارج " ومواقفهم . وهل الإدارة الذاتية بدورها مهيئة وجاهزة لهذا "الطرح " ولهذه "التسوية" وفي هذا الظرف والسياق ومعركة دحر " داعش "ونهايته بات قاب قوسين أو أدنى... كل الرهان على التوجه الذي يرى أن الكرد في سوريا وطنيين وحدويون ضمن الخصوصية القومية والثقافية وليسوا انفصاليين كما تدّعي وتروج لها جهات " سورية وغير سورية " لتلعب ضمن مساحة الشرخ المتوفرة - وهي ليست صغيرة ، بين الجهات الكردية السورية ، فلم يلاحظ أن النخبة السياسية والثقافية الكردية تنادي وتدعو إلى الإنفصال ، رغم أن جهات عديدة لا تُضمر الخير للكرد ، نجحت إلى الآن في التسويق لهذا التوجه ليكون كل ما سبق رسالة من الكردي البسيط بأن الشعارات ( القومية - الاممية ) في الصراعات والمجابهات " الحزبية " أيام الحروب والصراعات والمراحل الإنتقالية في تاريخ الأمم والمجتمعات لا تساوي الحبر الذي يُخط بها ، وأن احتكار " الخيانة والوطنية " ولصقها بطرف ما دون آخر ، إنما هي محاولات بائسة للتلاعب بالعقول ودغدغة للعواطف و مرض مستفحل ينبغي التداوي منه ؟!