لا جدوى من البوح
فالذين مضوا نحو الغياب
لم يعد أحداً منهم
لإن الألم
كَملك الموت
كان ينتظرهم في مكان
آخر بعيداً عنكَ
في تلكَ الرقعة من الأرض
كل الضحايا متشابهون
كُل النازفون
كُل القبور
كُل الأرواح
جميعهم ينشدون أغنية قديمة
للخيبة
ظَنها مخلوقة من اللهفة
الأنبهار
الحبر
الشغف
الفرح
فأقترب…
وأبصر بعد ذلك
مخاوف عتيدة من عمر الحرب
ففر راكضاً تاركاً سهام أكثر عمقاً
وهَلهلَ فخراً بالنصرِ
في الفجرِ ..
ظَلتْ تنظرُ بعيداً صوب الحقلِ
مستنجدة حُلماً دفنته هُناك
منذُ أعوام
فوجدت فظاعة راقدة
تحرثُ الأموات
وتغني لهم
في الوقت الذي تغتسل عائلاتهم
من دماء الحروب الملتصقة بهم
لا تطيل النظر إلي ..
على الواجهة صفار لا غبار عليه
ومن الداخلِ
تتهاوى أرغفة الحياة
في مجاعة الفقدِ
طنين القذائفِ
وضرائح مجهولة
دون أسم
او عنوان
أخشى أن تكتفي في النهاية
بوضع وردةٍ واحدة
على جسدي
وتمضي .