1 قراءة دقيقة
كونوا أحرار أنفسكم..


كونوا أحرار أنفسكم..
إلى إخوتي وإخواني في روژئاڤا.. نحن الشعب الكوردي جسدٌ واحد.. إذا أشتكى عضو منهُ تداعى لهُ سائر الجسد بالسهر والحمى..
شاءت الأقدار وشاءت الظروف وأحكام الدول العظمى التي سيطرت على العالم في بدايات القرن الماضي أن توزع الشعب الكوردي على عدة أجزاء من دول.. لقد خرجنا من دَور الشكوى في هذا الموضوع.. وبدا وجودنا داخل هذه الدول يجعلنا دائماً في موقف الأضعف عسكرياً وجغرافياً جواً وبراً.. علينا أن نتعلم أن الدول العظمى لا تؤمن لا بالقيم ولا بالمبادئ بل فقط بالمصالح الضيقة والقصيرة الأجل ونحن هنا لدغنا من التدخلات الخارجية مراراً.. فماذا جنينا غير الخيبة والوعود الكاذبة.. وتغافلنا إنهُ يجب أن نعتمد على أنفسنا ونؤمن إيمان صادق بقضيتنا وكفانا التباكي بمظلوميتنا أمام العالم.. فنحن أصحاب قضية ولدينا كرامتنا وعزة نفسنا وقادرين الأعتماد على أنفسنا..
روژئاڤا تمرّ الآن في محنة وتجربة قاسية.. وأحب أن أذكر إن إخوانهم في كوردستان الجنوب قد مروا أيضاً بمحن وويلات أشد وأعتى ولعل أبرزها مأساة حلبجة الشهيدة وحملة الأنفال السيئة الصيت وكذلك مروا إخوانهم الكورد في باقي الأجزاء في نفس المحن والويلات.. ولكن أحب أن أذّكرهم إن الشعوب الحية دائماً هي المنتصرة وصوتها هو الأعلى ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد إن ينكسر.. وأحب أن أشير لتكون تجربتنا هنا خير دليل ونبراس لهم لأننى رغم كل الويلات التي مرت علينا والحملات العسكرية البرية والجوية وعلى مدى عقود من السنين فإننا أستطعنا في كل مرة أن نعلي صوتنا أكثر وأكثر ونصعد سلم المجد خطوة ثم أخرى وأستطعنا بإرادتنا الصلبة أن نصعد من اللامركزية في الستينيات إلى الحكم الذاتي في السبعينيات ومن ثم الفيدرالية في التسعينيات والآن نخوض تجربة ما بعد الأستفتاء.. فليس أمامنا إلا التمسك بالإرادة الصلبة والحكمة والآمال التي تعلمنا نحن الكورد أن نمني نفسنا بها..
سبق وأن تركتنا أمريكا فريسة سهلة في عام 1975 وأعادت نفس السيناريو الآن مع إخواتنا في روژئاڤا.. هذا وكان هناك قول مأثور لوالدي الشهيد لمجموعة من رفاقه: بأن مشكلتنا (يقصد الكورد في العراق) مشكلتنا ليست في أنقرة أو طهران بل مشكلتنا هنا في بغداد أنا أتكلم بضمير أمتي ولايهمني مصيري كفرد..) وهو بالتأكيد كان يقصد إنه لا يجب الأتكال أو ربط مصيرنا بالأطراف الخارجية بل يكون الحل من الداخل..
عليكم أن تعلموا أن لا ثقة في السياسة مطلقاً كما قال والدي الشهيد، فالسياسة ليست لها مواثيق أو عهود وإنما هي مصالح فقط..
فكونوا إخوتي الأعزاء أحرار وأسياد أنفسكم ولا تمدوا أيديكم إلى لقمة من هؤلاء أو هؤلاء حتى وإن كانت فيها حياتكم.. وأمنعوا أي تدخل خارج حدود أقاليمكم.. برداً وسلاما.. قلوبنا معكم ودعائنا لكم بالأمن والسلام والفرج القريب بأذن الله..
زوزان صالح اليوسفي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏



تم عمل هذا الموقع بواسطة