قطرات من الرثاء إلى إيلان
قصيدة: زوزان صالح اليوسفي
رسمتِ لي في البحر زورقاً
يمضي بنا في رحلةِ السندباد
نعيش معها حكايات ومغامرات
ونرسوا على كل جزيرة بأفراح ومسرات
رحلة أثر رحلة.. خطوة بعد خطوة
وبعدها وطنٌ في الغربة
***
رسمتِ في عيني المراجيح
وأحلام وحكايات وأساطير
وكراتٌ ملونة.. وألوان الطباشير
وحلوى ألذ من عرائس المواليد
وبيت فيه دفءٌ وفرحٌ وأناشيد
ورياض من ورودٍ وعالم جديد
***
ما كنتُ أدركُ يا أمي.. إنكِ ستغفين لحظة
فأغدو بين أحضان الأمواج.. تائهاً غريقاً
هل ضاقت أحضانكِ لي ولأخي معاً..
كما ضاقت الدُنيا على عالمي..
وقبلها ضاقت في وطني..
ومع صرختي الأولى بعد ولادتي
***
رسمتِ لي رحلة السندباد
في أحلامي وفي عالم الخيال
رغم أني قلت: لا أريد الرحيل..
لا أريد وعوداً ولا وطناً في الأحلام
قلت: أريد العيش في وطني..
وفي حارتي وبيتي وروضتي
***
ألم تعرفي يا أمي..؟!!
كم كنت أخشى المياه
فكيف ببحر يمتد دون تلاق
وأنت يا أبي.. أين كنت حين ألتقطني..؟!!
مارد البحار.. وسحبني في لحظةٍ وأنا في السبات
إلى قاعٍ في ظلماتٍ ليس فيه أمان
***
تلافظتني الأمواج وتقاذفتني.. دون هواد
وحين ملت من اللعبِ.. رمتني على الضفاف
فلسعتني برودة الموت دون قرار
رأيتُ نفسي وأخي بين أحضان أمي
فنمت بملئ جفوني..وشعرت بالدفئ والآمان
فتحول حضن أمي إلى وطن الأحلام