في يوم ذكراك الحزين أبي الحبيب..
أحترت أبي العزيز ماذا أكتب لك في مثل هذا اليوم الحزين على قلبي وقلوب كل محبيك.. وحين تصفحت في أرشيفي المتواضع.. عثرت بالصدفة على هذه الرسالة والشهادة من أحد الأصدقاء الأعزاء (وهو صديق لإبنك شيرزاد) فيها الكثير من علامات الأستفهام..؟ ولا أعرف لماذا أخترتها في يوم ذكراك..؟ ربما ما زلت أبحث عن الحقيقة..!
الرسالة:
قرر اليوسفي الرجوع إلى العراق ليكون معارضاً حقيقياً ولو بالكلمة فرجوعه إلى بغداد هو تحدي كبير وجرأة أكبر في مواجهة النظام وإرباك الحكومة.. بمواصلته العمل السياسي وتعرية النظام من خلال نشاطه اللذي كان يمارسه بلقاءاته مع بعض السياسيين الأكراد والعرب فكان يلتقي عزيز عقراوي وهو وزير في ذلك الوقت وكان كثيرا ما يحمل رسائل تحذيرية من الحكومة العراقية بأن يوقف نشاطه السياسي ضدهم والمتمثل برفضه التام بتهميش الشعب الكردي، وأنه لن يسكت أبداً على هذه السياسة المجحفة بحقهم، مع أن عزيز عقراوي كان يحرص كل الحرص على سلامة صديقه في أن يبعد عنه الأذى فهو يعلم قساوة ووحشية هذا النظام بأن يرجوه أن يخفف من لهجته الشديدة أتجاههم لخوفه عليه منهم ألا أنه كان يأبى هذا التحذير ويصر على أراءه مما دفع النظام إلى أن يفكر في تصفيته، بعد أن علم أنه يتحالف مع محمد باقر الصدر في أنشاء معارضة حقيقية ضد النظام وكان هذا حينما أقدم النظام على أعتقالهما في وقت واجد قبل أن يغتالوه بفترة قصيرة من بعد إطلاق سراحه من المعتقل، كان الكثير من الأكراد يضعون أمالهم فيه فهو الوحيد اللذي كان صوته يخرق أذان النظام وعلى الملأ جميعا دون خوف أو تردد..
وهو الوحيد اللذي كان يؤمن بأن النضال الحقيقي هو بمواجهة الخصوم وجه لوجه ليعرف عدوك أنك قوي ولا تحافهم مهما فعلوا حتى ولو كان الثمن حياته، فمن كان على خلاف في عودته إلى العراق على أنه أستسلام فهو مخطأ وضعيف وإنتهازي فلم أرى رجلا على وجه الأرض واجه عدوه في عقر داره كالشهيد اليوسفي رحمه الله في حين كان يستطيع اللجوء إلى أي بلد والعيش في سلام والنوم على فراش من ريش النعام..
لك التحية والريادة والقدوة في نصرة الضعفاء والمظلومين من شعبك التواق لإمثالك في الشرف والنزاهة والعطاء والتواضع..
((أبي العزيز.. كنت كثيراً ما أرسم صورك في خيالي أو على دفتر رسمي حين كنت تغيب عن عالمي الصغير أيام النضال... واليوم ولذكرك الغالية على قلبي أخذني قلمي لأخط لك هذه الصورة.. عسى أن تسعدك كما كانت تسعدك رسومات طفولتي وصباي لوجهك الحبيب.. قبلاتي ومحبتي إليك بوسع الكون كله..)).
زوزان صالح اليوسفي