سؤال وجواب..
من خلال رسالة وسؤال للأستاذ الفاضل د.سفيان عباس، بخصوص مشاركة عبد الرزاق النايف في الإنقلاب المزعم القيام به في كانون الثاني 1970 والتي أشرت إليها في الحلقة السابقة أستفسر الدكتور سفيان قائلاً: ( السلام عليكم أخت زوزان مؤامرة عبد الغني الراوي وعبد الرزاق النايف ليست عام 1970.. أرجو التحقق منها... لان عبد الرزاق النايف أقصي عن الحكم عام 1968... تحياتي) وقد وعدت الدكتور سفيان أن أتحرى أكثر حول هذه المسألة وقد وجدت تفاصيل أكثر وضوحاً..
يذكر الأستاذ شكيب عقراوي: (( بدأت الجهود في محاولة الإنقلاب في أيار/ مايس 1969، وفي شهر تموز/ يوليو 1969 جرى إعلام قيادة الثورة الكوردية بها، فأرسل الشاه الجنرال منصور بور مع كل من العميد الركن عبد الغني الراوي والمقدم الركن عبد الرزاق النايف لمقابلة الزعيم البارزاني في (حاج عمران) في 12 تموز/ يوليو 1969، فرحب البارزاني بضيوفه ووعدهم خيراً.. وكان كلا من عبد الغني الرواي وعبد الرزاق النايف مشبعين بالأفكار الثورية وتأييد حركة القومية العربية.
في شهر آب/ أغسطس 1969 أرسل محمد رضا بهلوي (شاه إيران) دعوة للزعيم البارزاني لزيارة طهران وبرفقته د. محمود عثمان وأشتركوا في المداولات والأجتماعات التي أشترك فيها المسؤولين الأيرانيين مع كل من عبد الغني الراوي وعبد الرزاق النايف، وقد جرى إعداد خطة للإنقلاب العسكري في هذه الإجتماعات، وفي يوم 11 تشرين الأول 1969 وصل إلى مقر البارزاني في قرية حاج عمران كل من عبد الغني الراوي وعبد الرزاق النايف ومعهما سعد صالح جبر وأحمد الجلبي لغرض البحث في موضوع القيام بحركة إنقلابية في بغداد.
عقد أجتماعاً في ليلة 11/ 12 عام 1969 تكلم الرواي بحماس وبنشوة نصر.. وبعد مرور أسابيع على هذا الإجتماع حصل خلاف بين عبد الغني الرواي وعبد الرزاق النايف وقرر الأخير ترك خطة الأنقلاب وعاد من طهران إلى الأردن، وبعد ذلك أنقطعت أيضاً علاقة الزعيم البارزاني بموضوع الإنقلاب وأصبح الموضوع خاصاً بعبد الغني الراوي وحكومة شاه إيران.
في يوم 20 كانون الثاني أعلنت إذاعة بغداد الكشف والسيطرة على هذه المحاولة وجرى تشكيل محكمة فورية برئاسة طه ياسين رمضان قرر فيه تنفيذ حكم الإعدام بحق ستة عشر ضابطاً في الجيش العراقي(1))).
((وقد تم الكشف عن هذه المحاولة ووأدها وذلك عندما قام مجموعة من الإنقلابيين بمفاتحة فاضل البراك للإنضمام إليهم وتظاهر البراك بقبول التعاون مع الإنقلابيين من جماعة الراوي، وأبدى من المراوغة المدهشة وتقمص شخصية المعارض للنظام ما جعله موضع ثقة الانقلابيين المطلقة، وقد قاد الضباط المتمردين الى القصر الجمهوري لا لكي يشهدوا كيفية القاء القبض على البكر وصدام، بل ليلقى القبض عليهم تحت مرأى ومسمع من البكر وصدام، لتموت هذه المحاولة مع ولادة العام الجديد 1970(2))).
مصادر:
(3)سنوات المحنة في كوردستان- شكيب عقراوي – مقتطفات من صفحات 274، 275، 276، 280).
(4)فاضل البراك صائد الجواسيس الذي أعدم مع الجواسيس.