رجاء وتمني..
من خلال رجاء وتمني للمهندس بكر دلير قبل حوالي نصف قرن.. عن مقالة مفصلة في مجلة شمس كوردستان حين كان يترأسها والدي.. ليروي المهندس (بكر دلير)عن تفاصيل فكرة سد بخمة.. خاتماً نهاية مقالته: ((هذه نبذة مختصرة عن حكاية سد بخمة المقترح إنشاءهُ وقد سمعتُ عنها الكثير وعسى ألا تكون كالأساطير فنرجو أن تظهر نيات حسنة وصادقة وتتمكن الأيادي الخيرة والمخلصة الكفوءة أن تحقق لنا هذا المشروع العظيم..)).
هل لنا الحق أن نعيد إلى الأذهان هذا الرجاء والتمني على الحكومة المركزية وحكومة الأقليم.. لمعالجة مشكلة الكهرباء من خلال التمعن والنظر في مسألة سد بخمة طالما يبدو لا حل آخر..؟! فقد فقدنا الأمل ومللنا من التصريحات والوعود في كل عام لحل مسألة الكهرباء وعلى مدى ثلاث عقود.. وكل هذه الوعود والتصريحات تذهب في مهب الريح دون أي علاج لهذه المشكلة..! لماذا..؟!
ومن هنا أود أن أنشر ما تفضل به المهندس بكر دلير عن تقرير كامل لبناء سد بخمة.. وإذا كانت حجة الحكومة بتأثيرها على بعض القرى المجاورة في المنطقة.. فأرض كوردستان واسعة والحمد لله.. وبالإمكان بناء أحدث قرى والمدن العصرية لهم على ضفاف هذا المشروع الرائع والعملاق والذي سوف يسد الحاجة الكاملة لهذا الشعب الذي تجرع الويلات.. ننتظر الرد من ذوي الشأن رجاءاً..؟
مشروع سد بخمة في كردستان – بقلم المهندس بكر دلير(العدد الثاني لمجلة شمس كوردستان كانون الأول 1972)..!!!
يقع سد (بخمة) المقترح في الشمال الشرقي من العراق وعلى نهر الزاب الكبير عند المضيق الذي يعبر فيه هذا النهر سلسلة جبال بيرات الممتدة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ويبعد موقع السد مسافة (100) كيلو متر على خط مستقيم من مدينة الموصل نحو الجهة الشرقية بمسافة (50) كيلو متر من مدينة اربيل نحو الجهة الشمالية، وهو من النوع الخرساني ذي المساند كما مقترح ومستند على تكوين جيولوجي من الأحجار الكلسية من نوع شرانش، وللسد مسيل مائي لإمرار موجات الفيضان العالية خلاله، كذلك سيلحق بالسد محطة توليد كهربائية ضخمة، وعندما يرتفع منسوب المياه في مقدم السد وبعد إكمال السد وتكوين البحيرة إلى المستوى المحدد في التصاميم سيكون كهف (شاندر) التاريخي الأثري الشهير الذي كان مستوطنا للإنسان الأول بعد العصر الحجري وفي بداية عهد التدجين والزراعة قريباً ومشرفا على البحيرة ذاتها، إن إنشاء السد على الحجر الكلس من نوع (الشرانش) الموجود فعلا في منطقة السد مباشرة سيضمن منع التسرب خلاله حيث ثبت عدم تفادية هذا التكوين الجيولوجي وتحمله في مقدم السد بغطاء من الخرسانة المسلحة، إن أول دراسة أجريت لسد (بخمة) كانت قبل المستر أي . في . ريجاردس عن شركة (كودولسن ميتشال و فوكان لي) الأستشارية الإنكليزية والذي قام بدراسة تفقدية للموقع وأقترح على أثرها وجود إمكانية إنشاء سد عالي في المضيق المسمى بمضيق (بخمة) وكان بذلك أول من أقترح إنشاء السد المذكور وتبنى الأستشاريون المذكورون أعلاه في تقريرهم الذي قدموه سنة 1940 مشروع سد (بخمة) كمشروع السيطرة على الفيضان .
وقد أثير موضوع سد (بخمة) ثانية بعد الحرب العالمية الثانية من قبل هيئة (هيسك) التي قامت بدراسة حول إستعمال السيطرة على الموارد المائية في العراق بما في ذلك التحريات الحقلية والمكتبية خلال السنين (1946-1949) وقد أقترحت الهيئة مشروع سد (بخمة) كمشروع خزن والسيطرة على الفيضان وذلك في تقريرها الذي قدمته سنة 1949 بعنوان تقرير عن الأنهر في العراق وأستعمال مياهها وقد قام بالدراسات الجيولوجية الدكتور سى . ستانسفيلد هيجن . في العراق وقد كنت أشتغل مع البعثة الجيولوجية في ذلك الوقت في موقع السد والمنطقة المحيطة به، ثم قامت شركة هرزا الأستشارية (بموجب أتفاقية خاصة مع مجلس الإعمار الملغى) بإجراء تحريات تفصيلية لسد بخمة أعتبارا من أواسط سنة 1952 لغرض تقديم تقرير تخطيطي وقد تم مسح موقع السد والخزان وقدمت الشركة تقريرها التخطيطي في آب سنة 1953 مقترحة إنشاء سد خرساني ذو مساند بمنسوب أقصى للخزان قدره 50م وبارتفاع كلي قدره 186م ومقدرة كلفة السد بحوالي 36,80 مليون دينار وكلفة المحطة الكهربائية بحوالي 30,000 مليون دينار أي بكلفة كلية قدرها 66,80 مليون دينار باسعار سنة 1953 وقد بينت الشركة بأن مدة الإنشاء تقدر بأربعة سنوات، ثم قامت الشركة بعدئذ بفحص النموذج والفحوص المختبرية لمختلف أجزاء السد وقدمت نتائج تلك الفحوص والدراسات في خمسة تقارير بموجب كتابها المؤرخ في 16-5-1957 إلى مجلس الإعمار حيث أيدت تلك الفحوص صلاحية الأسس والموارد المحلية للانشاء وكذلك ملائمة التصاميم التي قدمتها الشركة في تقريرها التخطيطي .
وقد أجل النظر في إنشاء سد بخمة في حينه ولم يثر الموضوع مجدداً إلا في أواخر سنة 1970 عند إدخال المشروع ضمن مشاريع خطة التنمية القومية للسنوات 70-974 نظراً لإهميته القصوى بالنسبة إلى القطاع الزراعي لما يوفره من مياه لمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتأمين حماية كبيرة لمدن وأراضي وسط وجنوب العراق من الفيضانات علاوة على توليد كميات هائلة من الطاقة الكهربائية وقد طلب مجدداً .
التفاوض مع شركة هرزا الأستشارية لإعادة النظر في التقارير والتصاميم الأصلية التي مرت عليها حوالي 17 سنة وأصبحت قديمة نسبة إلى المستويات العالمية الحالية وإعادة تهيئة تقرير تخطيطي عن نوعية السد وأرتفاعه وكلفته وسعة محطته الكهربائية مع وضع المواصفات والتصاميم المنوع المناسب من السد وكذلك الإشراف العام على تنفيذ السد، بالإضافة إلى ذلك أقترحت دعوة خبراء عالميين لتقييم المعلومات المقدمة من الشركة الإستشارية حول السد وملحقاته غير أنه تقرر أيضا تأجيل النظر في المشروع إلى إشعار آخر، وفي الأونه الأخيرة قدمت مؤسسة (باسفيك كولتانت انترناشنال للاستشارات الدولية) اليابانية عرضا للقيام بإعادة التصاميم وتمويل تنفيذ المشروع على شكل قرض بفائدة بسيطة لمدة طويلة أو بطريقة المقايضة بالنفط ويظهر أن الإتجاه العام أيضا هو وضع مشروع سد بخمة على الرف إلى أجل غير مسمى، ترى ماذا يعني عدم الإقدام على تنفيذ مشروع حيوي للمنطقة الشمالية والعراق عامة في حين تم تنفيذ مشروع سدي دوكان ودربندي خان اللذين لم يفيدا المنطقة الشمالية بشيء يذكر سوى العكس لغرق أوسع وأخصب سهول كردستان كسهل (بيتوين) الذي أحتوى على أقدم حضارة في مدينة (سوشره) بقرب قرية (شمشاره) الحالية وكذلك سهل شهرزور الذي أحتوى على حضارة متقدمة أقدم من البابلية وأمحيت أثارهما، قبل أن تتم عمليات التنقيب في الأماكن الأثرية الكثيرة من كلا السهلين في حين لا يؤدي إنشاء سد بخمة إلى غرق أراضي زراعية أو قرى كثيرة كما حصل في سهلي شهرزور وبيتوين بالإضافة إلى فوائدها الجمة التي ذكرناها سابقاً مع التأكيد على سلامة الطبقات الصخرية أكثر من السدين السابقين الذين وجد فيهما متاعب وصعوبات كثيرة أثناء الإنشاء وخلال فترات الصيانة وحتى الآن وخاصة سد دربندي خان، وسيؤمن سد بخمة الأغراض التالية :
1- السيطرة على الفيضان :
يبلغ اقصى موجة لفيضان نهر الزاب الكبير محتمل حدوثه في موقع السد 21,800م3/ث . وسيكون بالإمكان تنظيم هذا التصريف بحيث يكون التصريف المار إلى مؤخر السد بحدود 15,000 – 16,000م3 في الثانية كحد أقصى . أما بالنسبة إلى تصاريف نهر دجلة مقدم سدة سامراء فان أقصى ذروة فيضان محتمل حدوثها يكون كما يلي :
في الوقت الحاضر (بوجود سد دوكان) = 35,000م3/ث
بعد إنشاء سد بخمة = 29,000م3/ث
بعد إنشاء سد بخمة والموصل = 18,100م3/ث
ويتجلى مما ذكر أعلاه بأن سد بخمة يساهم مساهمة فعالة في تقليل تصريف ذروة الفيضان العالي والسيطرة على فيضانات نهر الزاب الكبير ونهر دجلة لدرجة كبير.
2- توسيع الرقعة الزراعية :
بإمكان السد بتأمين المياه لزراعة المساحات التالية في نهر دجلة :
مساحة الأراضي المرواة حاليا (بطريقة النيرين) = 5,60 مليون مشارة
مساحة الأراضي التي سيتم تحويل طريقة زراعتها إلى الزراعة الكثيفة = 1,00 مليون مشارة
مساحة الأراضي التي سيتم أستغلالها و تزرع بالزراعة الكثيفة = 6,20 مليون مشارة
مجموع مساحة الأراضي الجديدة الممكن لها تأمين المياه لها = 12,80 مليون مشارة
إن المساحات المذكورة آنفا تقع ضمن حوض نهر الزاب الكبير وحوض نهر دجلة مؤخر موقع السد في سهول أربيل والموصل في منطقة كردستان بالإمكان إطلاق التصاريف المائية المطلوبة لها من الخزان الذي يبلغ حجم الخزن الحي فيه (في المرحلة الثانية للسد) 7,80 مليار مكعب .
3- توليد الطاقة الكهربائية :
سيتم توليد طاقة كهربائية تبلغ حوالي 2,70 مليار كيلوواط ساعة سنوياً بكلفة لا تزيد على (1) فلس واحد لكل كيلو واط ساعة . وذلك بنصب (8) ثمانية توربينات قدرة كل واحد منها 110,000 حصان أي 600 ميكاواط . أما كلفة إنشاء السد فهي (حسب التخمينات التي جرت في سنة 1953) هي الكلفة الكلية (السد والمحطة الكهربائية) 66,785 مليون دينار وأجريت هذه الدراسات والتخمينات خلال سنتي 1952 و 1953 وقدمت التقرير التخطيطي حول الشروع بتاريخ 15 آب 1953 أوصت فيه بإنشاء السد وبينت أمكانية التنفيذ بمرحلتين الأولى بمنسوب 500م والثانية بمنسوب 550م للخزن حيث يستغرق انشاءوه (4) أربعة سنوات .
والمعلومات المهمة عن السد وملحقاته والخزان كما جاء في تقرير الشركة أعلاه هي :
معلومات هيدرولوجيه :
مساحة حوض التغذية 16,600 كيلو متر مربع
أعلى تصريف للنهر 8,700 م3/ث (في شباط 1941)
اقل تصريف للنهر 34 م3/ث (تشرين الاول 925)
معدل التصريف 357 م3/ث (من سنة 925 – 951)
منسوب الماء المصمم في مؤخر 413 متر
معدل منسوب الماء في مؤخر 391 متر
اوطا منسوب الماء في المؤخر 385 متر
معلومات عن الخزان
المرحلة الاولى بمنسوب الحزان 500 متر المرحلة الثانية بمنسوب الخزان 550 متر
منسوب التشميل المفرض للتصميم 500م 550م
منسوب اعلى الابواب 500م 550م
اوطا منسوب للخزان 420م 420م
مساحة الخزان عند اعلى الابواب 75 كيلومتر مربع 140 كيلومتر مربع
مساحة الخزان عند اوطا منسوب 9 كيلومتر مربع 9 كيلومتر مربع
حجم الخزان الكلي 3,00 مليار م3 8,30 كيلومتر مربع
حجم الخزان باوطأ منسوب 0,10 مليار م3 0,10 كيلومتر مربع
سمة الخزان الميت 0,50 مليار م3 0,50 كيلومتر مربع
اقصى ضغط كلي للماء 115 متر 165 متر
اوطا ضغط كلي للماء 35 35 متر
معلومات عن السد :
نوع السد خرساني ذو مساند
الطول الكلي 620 متر 840 متر
منسوب قمة السد 506 متر 556 متر
أعلى ارتفاع للسد 137 متر 186 متر
نوع الابواب عمودية عمودية
عدد الابواب 5 عدد 5 عدد
ابعاد الابواب 15-15 متر 15-15 متر
سعة المسيل الاعلى 16,000م3-ث 15,000 م3-ث
منشئات المخرج :
عدد انفاق الري 6 عدد 6 عدد
قطر الفتحة 2,44 متر 2,44 متر
تصريف كل نفق 158م3-ث 193م3-ث
منشئات المأخذ لتوايد الطاقة :
نوع المنشئات منشئات منفصلة على الدعامة اليسرى
عدد المنشئات 4 عدد
عدد التوربينات 8 عدد
قدرة كل توربين 110,000 حصان
نوع المولدات عمودية
عدد المولدات 8 عدد
الطاقة المتولدة (لكل توربين) 83,333 كي . في . أي
سعة محطة التوليد 600 ميكاواط
الطاقة المولدة سنويا 2,70 مليار كيلوواط ساعة
هذه نبذة مختصرة عن حكاية سد بخمة المقترح إنشاءه وقد سمعت عنها الكثير وعسى ألا تكون كالأساطير فنرجو أن تظهر نيات حسنة وصادقة وتتمكن الأيادي الخيرة والمخلصة الكفوءة أن تحقق لنا هذا المشروع العظيم . المهندس بكر دلير.