غربة وطن
وأنا ابحث عن موطني
أعي جيدا ماذا فارقت
أي وجع احسست..
وطني .. ألم مقطر
على منعطف لم أفلح في الوصول إليه
ولن أفلح..
لا أتقن من لعبة الحياة ..
سوى الاخلاص
سوى الانصهار في ألمي
تلك هي فواجع قلبي
قلب .. لم يهدم جدران النسيان
فواجع تغزو عرش الأمنيات
كالاحتضار تأتيني
رويدا... رويدا...
توجعني .. هواجسي الملعونة
تستدعي المؤازرة والعصيان
وأنا سئمت...
سئمت من ألم وطن يعيش في الغربة
دونما وجود
محسوس
في أعماقي..
في صمتي...
في حنيني
آه من وطن.... يبدو لي كأنه
كان وطنا
_______________
غمامة مسحوقة
...............
ألملم من رحم الخريف
بمكنسة تائهة
أجنحة مسحوقة... مبتورة
تناثرت على الدورب
مذعورة .. من سيل هائج
في رحلة البحث عن النفس
في كومة من القش
لا يكفيني هذا العمر
فأنا لم أبدأ رحلتي
بين مخيمات الكواسر
في قفصي
كان الشدو للوطن .. قصيدتي
والديدان تلتهم حنجرتي
في حضني
يغط الطاغوت في نومه
وأنا ارسم على دفاتري
غمامة ملتهبة
أقرأ في مهب ريح هائج
أبجدية البقاء
اغزل جدائلا للعشق
لكل الابجديات
أعلن مواسما لنوارس البحر
صدى لأجمل فجر
يطوق العنق بوميض شهقة
ابنثقت للتو
في خندق لعالم من الفردوس
_____________
لم أحاور .. لن أحاور
نجوما تعانق فضائي
لا طاقة لي به
تركته للروح
وحدها تجول في خبايا الكلمات
كسيل جارف .. يحفر دربه
يجرف حصاة الشغب
ولن تردعها حواجز الاعتبار
أصحو من سكرة النوم
لرحلة في طحل قهوتي
لألم يعتصرني
لشهقة مستعصية
لزمهرير يتسلل في جدران الشرايين
لمسيرة الدوران..
وأنا في زاويتي المعتادة
بين طيات الظلام
انثر أوجاعي فوق أوراق
تحفر في الصخر
ندبات حنين
تحت عناقيد الكروم
وحكاية السكر
تبدأ برشفة
من خمرة الخدود
_________________
حين اكون أنا... وهواجسي
لايسعني الكون كله
تقتلني.... تدمرني
تحرق غابات الليلك
لايسعني حتى قلبي
ينتفض بعنف .. يضرب أضلعي
يبدد كل قيودي....
يسابق الريح بخفة النسمة
يرسم في الهواء
قهقهاتي الباكية من الوجد
من قال أنني اكون حينها انا.؟؟
هي حالة تفرض نفسها
______________
طغيان المد والجزر
............
بين كل ليلة وليلة
حفرة من دموع الندى
على وسادة محشوة بالجوى
وروح مدمنة للنوى
تسمع في قاموس الضحية
أنين أطفال لأعالي الفضا
كدمات من خد الزمن
سجلٌ فاقد للتاريخ
مؤرخٌ بحد السيف بطلقات
من النار
في محرقة تلفظ سكرتها
على ايام
باتت دمعتها أحر من الجمر
كمجهولةٍ للهوية
لا تنتمي لأحد
من سكرةٍ للعزاء
لم يعزيها أحد
وحدها تعزي نفسها...
تحمل نعشها فوق صدرها
تقرض كل أظافرها
تبكي.... تتألم..
ترخي ستائر الظلام على
قيلولة الربيع
وغفوة الياسمين
صمتٌ للشحرور
في حضرة بهاء الشمس
في حشرجة الصوت
لقصيدة سطرت
في عمق الصمت..
لجمال روح لايليق به
طغيان المد والجزر
__________________
حفلة التأبين
...........
اختنق...
أخاف...
اطرق أبواب الأشباح
أرتمي كالأطفال
على أرصفة الباعة
أمشط الشوارع
أتوسل مواكب رحلة إلى بلدي
أتوق لها
تعصرني المسافات
بيني.. وبين وطني
طوابير من الرايات
قوافل من الشهداء
وأنا أول المستشهدات
أرتطم مذهولة بالف سور
والف باب
أذوب في مشعلٍ للشموع
أموت في حفلةٍ للتأبين
أنهارُ في محفل للآلام
أثور....
أجور...
ولا يبقى إلا جزءٌ من بعضي
أجازف بمجاذيف القنوت
اتسلق جدران من البللور
فأسقط في مستنقع
الخذلان....
وأعود...
منكسة الرايات...
لسفرٍ لم يكتمل...
ولن يكتمل....
لطريق ليس من الحرير
لهلوسات أدمنتها أجفاني
لقنص الابتسامة على شفاهي
لمعركة فريسة
اعتادت على فصول الشتاء
_____________
براعم دالية لم تزهر
........
شغف أذار
شمس .. تستفز محنتي
في إطلالة العمر
انطلاقة مدوية
تسطر للتاريخ
ملحمة صارخة بلغة الأساطير
قصيدتي تغطي وجهها .. خجلا
من ضوضاء .. يمتحن النعاس
في المجرات
حواس تستنجد خيوط الفجر
من أطلال
تربعت فوق قلاع محصنة
وبين الدوالي وأوراق العنب
معصرة نبيذ
تشد الرحال إلى عمق ليل
يغازل وريقات ياسمين مكدسة
استنشق عبيرها...
لألقي بنفسي بين براثن عفوية مفرطة
تخدر السعادة بين أناملي
على وقع تيار
يدحرج هدوء النسيم
في تمرد مضن
إلى محرقة الشمس
لتقتلع من الآهات .. من الأوجاع
أسقام رحلة .. لم تطأها قدمي
فأنساب كدالية على جدارن
كان قصرا مشيدا
قبل أن ينحر البشر
كل حجر .. كل زواية
من اروقة حصون قلعتي
في روحي المستفزة
بوهج أذار .. بنيرانها
أبدلها بوريقات خضراء نضرة
بالكاد بدأت رحلتها
بالكاد تشهق أول شهقة
كطفل مولود
لأول مرة يبصر رونق النور
____________
في عمق صدري..المضطرب
بين حنايا الاضلع
صهوة خيل جامح
يجثو على ضفاف الغيث
يسكب حلماً...
كالمطر المسترسل..
ينساب على الروابي في نهمٍ
ينثر على الغيوم...
ومضات النبض
يطلق الحرية لكل الحواس
على مراصد خفر سواحل الروح
لحناً مصقولا بالدموع
لأمسيات متوهجة أصابها الوباء
يمتطي صهوة الريح
ليعانق تباشير الصباح
خدود القمر والشمس
يسقي كؤوساً ثملت على خد الورد
من سفح قمة جبلٍ
لقمة شلالٍ منهمر
لمسيرة طريقٍ يليق بالملوك
لتخوم حدود بلاد..
ماوراء الشمس..
________________
لعبة الأقدار
...................
فوق سياج منزلي زنابق بيضاء
ناصعة لطختها رياح الخوف
بركام الحرب
بعينين باكيتين أمنح البر
والبحر رايات السلام
فيرتد إلي كأشرعة البخت الملتوية
كأعصار يقتلع كل زنابقي
من جذورها
من بين أناملي المرتجفة
ينبت أصيص العشب الأخضر
فيلفه الصقيع في تمردٍ
يلهب الاخضر واليابس
في حراسة منزلي ألف ماردٍ
ومارد
يستنفر منه وطن بأكمله
أغربل من بين أعينهم
لحظات من ديناميت الشوق
لحضن وطني
في وجه الصباح والليل
يتوه مني..
هو يتوه مني عنوةً
يفرد للوجع أجنحة فوق
كاهلي المنهار
كدمية تتلاعب بنا الاقدار
على كل رقعة من جسدي
ثورة لمواكب الإنتظار
يجوب حواف مدينتي
متعقبا إشارة مرور حمراء
لرحلة صيد
في موانئ الوصال.
_____________
... نغم الفارين.....
فوق جسر لولبي..
لم يهدأ عصفوري المذبوح
في شفاهه نغم الفارين من أرض اليباب
من صفارات حرب ضروس
من حواجز الشوك
مضطرب ٌ..يعانق روحي بشدة
يستفزني كفوهة بندقية منفلتة
حول عنقه شرائط مرصعة
بالياقوت والزمرد
كيف تستعذب الاقفاص...؟
قيود من النار
مستنفرة من أرض رمضاء
لتبات في حضن ليلي
لايزال ينتظر عناقيد دالية الأحلام
من صور الأمس
أنا.... وأنت
حين بات النزوح وجهتنا
لم تسعفنا أنقاض مدينتنا
في سفرنا إلى حتفنا
في عذرية قطرات دمك
غصة في زوايا معتمة
ملحمة يسطرها التاريخ بإسم الحرية
صرخة لإنجاب
آلاف الأجنة تحمل
آلاف الأجنحة
في جعبة ثوارت
لولادة وطن لم....يموت
ولن يموت