3 قراءة دقيقة
ديوان ــ ولادة من وجع القناديل

روشن عزالدين حجي



غربة وطن

وأنا ابحث عن موطني
أعي جيدا ماذا فارقت
أي وجع احسست..
وطني .. ألم مقطر
على منعطف لم أفلح في الوصول إليه
ولن أفلح..
لا أتقن من لعبة الحياة ..
سوى الاخلاص
سوى الانصهار في ألمي
تلك هي فواجع قلبي
قلب .. لم يهدم جدران النسيان
فواجع تغزو عرش الأمنيات
كالاحتضار تأتيني
رويدا... رويدا...
توجعني .. هواجسي الملعونة
تستدعي المؤازرة والعصيان
وأنا سئمت...
سئمت من ألم وطن يعيش في الغربة
دونما وجود
محسوس
في أعماقي..
في صمتي...
في حنيني
آه من وطن.... يبدو لي كأنه
كان وطنا


_______________

غمامة مسحوقة
...............

ألملم من رحم الخريف
بمكنسة تائهة
أجنحة مسحوقة... مبتورة
تناثرت على الدورب
مذعورة .. من سيل هائج
في رحلة البحث عن النفس 
في كومة من القش
لا يكفيني هذا العمر
فأنا لم أبدأ رحلتي
بين مخيمات الكواسر
في قفصي 
كان الشدو للوطن .. قصيدتي
والديدان تلتهم حنجرتي
في حضني
يغط الطاغوت في نومه
وأنا ارسم على دفاتري
غمامة ملتهبة
أقرأ في مهب ريح هائج
أبجدية البقاء
اغزل جدائلا للعشق
لكل الابجديات
أعلن مواسما لنوارس البحر
صدى لأجمل فجر
يطوق العنق بوميض شهقة
ابنثقت للتو
في خندق لعالم من الفردوس

_____________

لم أحاور .. لن أحاور
نجوما تعانق فضائي
لا طاقة لي به
تركته للروح
وحدها تجول في خبايا الكلمات
كسيل جارف .. يحفر دربه
يجرف حصاة الشغب
ولن تردعها حواجز الاعتبار
أصحو من سكرة النوم
لرحلة في طحل قهوتي
لألم يعتصرني
لشهقة مستعصية
لزمهرير يتسلل في جدران الشرايين
لمسيرة الدوران..
وأنا في زاويتي المعتادة
بين طيات الظلام
انثر أوجاعي فوق أوراق
تحفر في الصخر
ندبات حنين
تحت عناقيد الكروم
وحكاية السكر
تبدأ برشفة
 من خمرة الخدود

_________________

حين اكون أنا... وهواجسي
لايسعني الكون كله
تقتلني.... تدمرني
تحرق غابات الليلك
لايسعني حتى قلبي
ينتفض بعنف .. يضرب أضلعي
يبدد كل قيودي....
يسابق الريح بخفة النسمة
يرسم في الهواء
قهقهاتي الباكية من الوجد
من قال أنني اكون حينها انا.؟؟
 هي حالة تفرض نفسها

______________

طغيان المد والجزر

 ............
بين كل ليلة وليلة
حفرة من دموع الندى
على وسادة محشوة بالجوى
وروح مدمنة للنوى
تسمع في قاموس الضحية
أنين أطفال لأعالي الفضا
كدمات من خد الزمن
سجلٌ فاقد للتاريخ
مؤرخٌ بحد السيف بطلقات
من النار
في محرقة تلفظ سكرتها
على ايام
باتت دمعتها أحر من الجمر
كمجهولةٍ للهوية
لا تنتمي لأحد
من سكرةٍ للعزاء
لم يعزيها أحد
وحدها تعزي نفسها...
تحمل نعشها فوق صدرها
تقرض كل أظافرها
تبكي.... تتألم..
ترخي ستائر الظلام على
قيلولة الربيع
وغفوة الياسمين
صمتٌ للشحرور
في حضرة بهاء الشمس
في حشرجة الصوت
لقصيدة سطرت
في عمق الصمت..
لجمال روح لايليق به
 طغيان المد والجزر

__________________


حفلة التأبين

 ...........
اختنق...
أخاف...
اطرق أبواب الأشباح
أرتمي كالأطفال
على أرصفة الباعة
أمشط الشوارع
أتوسل مواكب رحلة إلى بلدي
أتوق لها
تعصرني المسافات
بيني.. وبين وطني
طوابير من الرايات
قوافل من الشهداء
وأنا أول المستشهدات
أرتطم مذهولة بالف سور
والف باب
أذوب في مشعلٍ للشموع
أموت في حفلةٍ للتأبين
أنهارُ في محفل للآلام
أثور....
أجور...
ولا يبقى إلا جزءٌ من بعضي
أجازف بمجاذيف القنوت
اتسلق جدران من البللور
فأسقط في مستنقع
الخذلان....
وأعود...
منكسة الرايات...
لسفرٍ لم يكتمل...
ولن يكتمل....
لطريق ليس من الحرير
لهلوسات أدمنتها أجفاني
لقنص الابتسامة على شفاهي
لمعركة فريسة
 اعتادت على فصول الشتاء

_____________

براعم دالية لم تزهر
 ........

 شغف أذار
شمس .. تستفز محنتي
في إطلالة العمر
انطلاقة مدوية
تسطر للتاريخ
ملحمة صارخة بلغة الأساطير
قصيدتي تغطي وجهها .. خجلا
من ضوضاء .. يمتحن النعاس
في المجرات
حواس تستنجد خيوط الفجر
من أطلال
تربعت فوق قلاع محصنة
وبين الدوالي وأوراق العنب
معصرة نبيذ
تشد الرحال إلى عمق ليل
يغازل وريقات ياسمين مكدسة
استنشق عبيرها...
لألقي بنفسي بين براثن عفوية مفرطة
تخدر السعادة بين أناملي
على وقع تيار
يدحرج هدوء النسيم
في تمرد مضن
إلى محرقة الشمس
لتقتلع من الآهات .. من الأوجاع
أسقام رحلة .. لم تطأها قدمي
فأنساب كدالية على جدارن
كان قصرا مشيدا
قبل أن ينحر البشر
كل حجر .. كل زواية
من اروقة حصون قلعتي
في روحي المستفزة
بوهج أذار .. بنيرانها
أبدلها بوريقات خضراء نضرة
بالكاد بدأت رحلتها
بالكاد تشهق أول شهقة
كطفل مولود
 لأول مرة يبصر رونق النور


____________


في عمق صدري..المضطرب
بين حنايا الاضلع
صهوة خيل جامح
يجثو على ضفاف الغيث
يسكب حلماً...
كالمطر المسترسل..
ينساب على الروابي في نهمٍ
ينثر على الغيوم...
ومضات النبض
يطلق الحرية لكل الحواس
على مراصد خفر سواحل الروح
لحناً مصقولا بالدموع
لأمسيات متوهجة أصابها الوباء
يمتطي صهوة الريح
ليعانق تباشير الصباح
خدود القمر والشمس
يسقي كؤوساً ثملت على خد الورد
من سفح قمة جبلٍ
لقمة شلالٍ منهمر
لمسيرة طريقٍ يليق بالملوك
لتخوم حدود بلاد..
 ماوراء الشمس..


________________

لعبة الأقدار
 ................... 

 فوق سياج منزلي زنابق بيضاء
ناصعة لطختها رياح الخوف
بركام الحرب
بعينين باكيتين أمنح البر
والبحر رايات السلام
فيرتد إلي كأشرعة البخت الملتوية
كأعصار يقتلع كل زنابقي
من جذورها
من بين أناملي المرتجفة
ينبت أصيص العشب الأخضر
فيلفه الصقيع في تمردٍ
يلهب الاخضر واليابس
في حراسة منزلي ألف ماردٍ
ومارد
يستنفر منه وطن بأكمله
أغربل من بين أعينهم
لحظات من ديناميت الشوق
لحضن وطني
في وجه الصباح والليل
يتوه مني..
هو يتوه مني عنوةً
يفرد للوجع أجنحة فوق
كاهلي المنهار
كدمية تتلاعب بنا الاقدار
على كل رقعة من جسدي
ثورة لمواكب الإنتظار
يجوب حواف مدينتي
متعقبا إشارة مرور حمراء
لرحلة صيد
  في موانئ الوصال.

_____________

... نغم الفارين.....

 فوق جسر لولبي..
لم يهدأ عصفوري المذبوح
في شفاهه نغم الفارين من أرض اليباب
من صفارات حرب ضروس
من حواجز الشوك
مضطرب ٌ..يعانق روحي بشدة
يستفزني كفوهة بندقية منفلتة
حول عنقه شرائط مرصعة
بالياقوت والزمرد
كيف تستعذب الاقفاص...؟
قيود من النار
مستنفرة من أرض رمضاء
لتبات في حضن ليلي
لايزال ينتظر عناقيد دالية الأحلام
من صور الأمس
أنا.... وأنت
حين بات النزوح وجهتنا
لم تسعفنا أنقاض مدينتنا
في سفرنا إلى حتفنا
في عذرية قطرات دمك
غصة في زوايا معتمة
ملحمة يسطرها التاريخ بإسم الحرية
صرخة لإنجاب
آلاف الأجنة تحمل
آلاف الأجنحة
في جعبة ثوارت
لولادة وطن لم....يموت
 ولن يموت


_______________

.... ولادة من وجع القناديل.... 

 انا .. وقنديل يسهر على وجعي
أنا .. وونيس يطارد وحشتي
أرتشف من معركتي فيضا
من غيض غنائم
باتت في بحيرة البجع
يناديني طائر العنقاء
لعناق أزلي بين الأرض والسماء
لسكة قطار يغزو بهو قصري المحدب
على طاولة الشطرنج
تقلصات مخاض
ولادة.... باتت حقيقة
مولودٌ... وولد في موعده
منذ حملتني أمي
استنفرت الشمس من جبين الشوق
بات الليل ضيفا في حضن ليلي
والمتاهات تدور في لولبية
حول نفسها...
فقط أنا
أنا....وقنديلي المعلق في التأوهات
النائم على جبيني
الغافي بين الرمش والعين
نحاور النجوم حتى الصباح
 ونمضي في تفسير الأحلام

________________

.... موجات إيجة اللاهبة....

حين أخذت معك .. قلبي
وقلبك يخفق مناديا .. أمي
بدأت المسافات تلعب لعبتها
بين الشريان
عد تنازلي موحش يقتلع الرؤية
من شواطئ
ترسم الخطوات بدموع
لم تجازف في لعبة الوداع
أميال تتسابق .. تسابق بعضها
كفرائس بين أنياب ذئاب
تنهش أحشاء أم
تلك التي حملت بك
وهنا على وهن....
الأمواج .. تفتك بأوردة
اندلعت القيامة فيها
زلزال.... لم يشعر به أحد
وحده قلب الأم
ينزف من طغيانه
على وقع التنهيدات
كنت أخطو قبلك
كنت أركض خلفك
أستجدي الله....
أرتل آيات السلام
و أنهار من مقلي
أنا وقلبي كنا قبلك
في عمق تلك البحار
شريط في الذاكرة
يشرخ شغاف القلب
لايجدي فيه الصمت ولا الصبر
أولى كلماتك...
أول خطواتك....
ابتسامتك....دمعتك
دفاترك... أنا وأنت
موجات حرب...
أحزمة تنسف الابتسامة
والغربة .. سيف
يفتك بعذرية الانتماء
في رحلة
كانت البحار هودجها
لتسحق قلوب أمهات
في لحاف الانتظار
ثيابك .. تبعثرني .. تشتت نبضاتي
عطورك.... أعقاب سجائرك
تغزو غرائز الأمومة
في صدري
خطوطك المرسومة .. بأناملك
على جدران البيت
تومئ إلي...
تناديني على سفرة الإفطار
أمي.... ياأمي
آه ياأمي...
ياطعنة الزمن...
لو أعيدك لروحي
لنبضي.... لقلبي...
لدمي... لرحلة الاشهر التسعة
للوحام... للألم....
للمخاض..
لأولى أبجديتك
حين كنت تناديني...
وقت الضيق...
وقت الفرح...
... أمي.... ياأمي..
أين أنت ياأمي

____________

..... حمامات الليل.....

 كيف تكتفي منا الحياة
تقشع راياتنا الباهتة
المستسلمة
كيف ترحل عنا
تزيل حزن حمامات الليل
المنزوية في عتبة الألم
اسمع همسات دبيب النمل
ولا أحد يسمع صرخات
تأن في ثغر ناين حزين
في قصورة مشيدة
ملتحفة بألف سور
لايطاله ظل ولانور
قصص وروايات خلف كل باب
أبواب تنتحب على نفسها
فتيات يهرولن خلف أحلام مسافرة
تومي لها في المدى البعيد
علها تستكين علها تعيد شيئاً
مما استبيح
في إحدى رويات الخيال
لمصباح علاء الدين
لرحلة من رحلات السندباد
مؤلمة خطوات الأمل
إذا ترنحت
إذا حفرت في الصخر
كالحت
وتبقى... ربما
لعلا
وعسى
تتبادل النحر في اليوم
 وفي الغد

_______________


لأنني ابنة هذه الأرض
وليدة لحظات حارقة
لن تقوى هبوب الرياح
شنق الأمل في معصمي
لن تحرق سنابل القمح
صدق الترانيم
في حنجرتي
هي الأرض .. أرضي
بهاء أنوثة بين هتافات
تغرد في محنتي
نغمات أساور
ترسم في رنينها
لوحة الوطن


___________


... زهرة الجلنار ...

أتسلل في غشاوة التأمل
لوحات جمال .. أرسمها بأنامل منتشية
على جدران
تتصفح آفاق الإحتمالات
صفحة .. صفحة
في بحر الخيال
وعلى شفاه الرحيق .. أمضي
كنجمة تغفو تحت جنح الظلال
تتسلق أغصان العراء
في استنزاف .. تدمي كل الشكاوى
شمس أذار تنادي
تحطم مدارات الهوس
تشكو من جنون الرحيل
لتغار الزهور من شذى العطور
على أطلالٍ .. يذبح الصمت فيه
لتتساقط دموع التصحر
تتقرح ذبذبات الأمس
تنتفض وسائد الأرق
كلها....
كلها حبيسة الأنفاس
أسيرة النقم على الايام
موجة العياء على القلب
سنعيد هناك .. ترتيب الأوراق
لتغار الدنيا من الحماقات
من موج بحر يعانق نسيم الصباح
يهدي أطواق زهر الرمان
بطاقاتٍ .. للحلم.. للترحال
لموانئ تثمل فيها الارواح
وينحر فيها شجن الأرحام


_____________

.... نعش برسم البيع....

سفر في جماح الخريف
اسطوانات مشرخة
تعاد مراتٍ.... مرات
بجرعات من الاستسلام
نرفع رايات للسلام...
تتمزق بين الحين والحين
تطرحنا لقافلة المطلوبين
في لائحة أطفال يتجرعون الألم
بصمت دموع الأيتام
لم يحلموا..
لم يرسموا..
إلا أحضانهم الخاوية
و نعش ينادي للحرية
يزج بهم لقفصٍ
كعصفور جريح مطارد
يلتف حول نفسه
ليشعل شمعة ترتعش من هبوب
رياح قوية
من بحات حبال صوت جامح
ينادي...
كصوت المأذن
كأجراس الكنائس
أنا أهوى الحرية...
أنا أعشق الحرية...
تشب نيراناً في المدى
تشعل براكين الثورات
لنسقط في طابور الاشقياء
صباحاً.....ومساء
ننحدر نحو هالات الهاوية
كلما صرحنا
عاش الوطن
لنغزل دون ملل
عربون ولادة آمالٍ
تطفو فوق القمم
نحتضنها في نسمات براري وطني
نعيد صياغتها
بنفحات البارود
المنهمر من خلجات أضلع الثوار
نزيل سنين القحط
لحظات الضعف
هيجان الأحلام
ببسالة فرسان الميادين
نفك رموز أنين الدم
على جراح صدر الشهيد


_____________


أسير الحرية 


في منفاك خلف الأسوار

 طعم مأساة بين جفنيك 

سفرٌ في مرارة بحر مرمرة

 لوحةٌ زيتية

 أضاءت جدران زنزانة منفردة

 ساعات رملٍ تتكاثر

 سنوات طوال ولم تزل.... 

كم من منديلٍ تعفر

 بدموع قهر الرجال في حَجْرٍ للضوء...

للهواء للروح.... 

مذاكراتٌ ملطخةٌ بالمآسي 

بكلماتٍ بلا أجنحة تطير

 لتناطح الحيطان فتقع صريعةً... 

بين تقاويم ليالي لامنتهية

 منذ عشرين عاماً تجرعٌ للسم...

 للصمت قطرة ً....

 قطرة عينان تحتضران

 في الليلة ملايين المرات تبحر

 في سنين عجاف

 بمجاذيف مبتورة 

ترسم على الشمس 

رمزاً للرجولة... رمزاً للبطولة..

 لأمة ترسم بدمها أنشودة 

لخلود وطن ٍ مطعون

___________

... مملكة محاولات متوترة ...

 أفتش بين الحاويات
عن لعبتي التائهة مني
لأضمها...أمشط وبرها بحنان الأم
أهمس لها قصص الأمس
تحمل شيئا عني..
اجثو على ركبي
أمام بركة من دمي
فتعكس ملامحي المدمية
تقرحات وجهي...انهياري
سقوطي تحت أقدام المارة
قهقهات الجموع حولي
عبارات تخمينات
مجنونة...؟متوترة ٌ
عابرة سبيل..؟
متشردة...؟
جلسات كيٍ على طاولات الشطرنج
وكش ملك...
اضبارات تحمل صك محكمة
أرحل من اليباب إلى اليباب
في رقصة للموت بجروح
لن تندمل
وحدها القطط ترافقني
في طرقاتي المخنوقة
المضطربة
تغتسل معي تحت زخات المطر
مع نفحات الحنين اللامنتهي
وحدها حدقات أعيننا تتهامس
في مملكتي المقفرة
هكذا خلقت...
هكذا ولدت..
ساعاتي عصيةٌ مستنفرة
لاتسعفني توسلاتي
زمن يفرش الأرض بوحات الصبار
لا فتوحات...
لا بطولات...
لاشي سوى الهلوسات
ورائحة قهوة اختزلت مرارتها
كل المحاولات
أقبية تستدرج ضفائري
لقعر فنجان في يد العرافات
تطلق في الهواء كلمات
تنقش على صدر بتولٍ
جمرة من الاختراقات
ترسم اسواراً
حول عنق ذبيحة
 فرت من الموت آلاف المرات

_______________

.... مشانق ردهات الجحيم...

 وحدها تهرول حافية القدمين
على ذرات الثلج..
لايسعفها غليان الدم في عروقها
كألفِ سيفٍ بتار
لامفر...منه
حربٌ ضروس...
تصطاد الهزائم
الواحدة تلو الآخرى..
حبال مشانق...
مصطفة في طوابير الإنتظار
لتأخذ نصيبها من روحٍ كذرات الغبار
كطيفٍ تتطاير شظاياه
في دوائر مغلقة...
يندب حظه
في رحلة غثيان
في صور مشوهة
لم تنهيها ريشة الفنان
ملامح غير مكتملة
تصرخ في وجه الألوان
استغاثة أشقياءٍ في ردهات الجحيم
لاسبيل...
لإنتشال جسد منهك
تحت ثقل غيوم ملبدة
مستنفرة..
تفتح من السماء ألف باب
لهطول زخاتِ ماء النار
على منصات الأفراح
لحفر الندب على خد الورد
 يعصر الروح ولايقتل

______________

.... خطوط التماس....

 تَعِبَ صوت الكتمان
ملت أسراب السنونو
رحلة الهجران
بعثرت اللقالق مواسم اعشاشها
أكلت الهررة صغارها
فرت الساعات والدقائق
هرب الليل خوفا منكِ
كل شيء كان يصرخ...
كل شيء يشتعل... يستدعي
ينادي..... يومي....
اكتفت حالات الهذيان
تمزقت قيود الاشرعة...
ارفعي السواعد في الفضاء
غوصي في عمق البحار
خوضي الأمواج لاتخشي
رحلة الطيران..
الخوف ليس إلا
أولى الخطوات
ارسمي بريشتكِ..
تجرأي....
أخلطي كل الألوان
لوني الحيطان...
شوهيها... بكل الأسقام
الأحمر والاخضر...
الأبيض والأسود
لاتقفي فوق خطوط الرجحان
اعزفي لحن الخلود...
افردي اجنحتهُ في الآفاق
دعيه يدوي عالياً
دعيه يشرخ عباب الظلام
فقد ملتْ منكِ الجدران
وناحت عليكِ القضبان
عانقي وهج الشمس
لاتخافي الذوبان
طيري في حدود السماء
لاتخشي التوهان
فقد...
سبقتكِ كل المواقيت
وفاتتكِ كل المحطات
بكل ماأوتيتِ من قوة
من قسوة...
انطلقي... وثوري ...
كوني إنسانة...
كوني انت..
 لأول مرة.

______________

.... سكة القطار....

 بكل تفاصيل العمر
براءة ذكريات الطفولة
شقاوة لحظات الشباب
اوجاع سنين الإنجاب
إطلالة مشتنور الصامدة
ترانيم الحرية المستغيثة
وبخطوات متثاقلة مرتجفة
غادرنا ..
وكان الوداع وطن بأكمله
دخان أسود يتصاعد في سمائي
يمزقنا ألماً....أشلاء
لينثرنا في أرض برسم الطغاة.
خارت قوانا
في مشهد يومٍ كالقيامة
سيول من البشر.... تتلاطم
تتوافد لمهزلة الإغتراب
لمحنة سطرها التاريخ
بظهورٍ منحنية
أعين دامعة..
بحناجر مخنوقة...متحجرة
في تداخل صور من الجحيم
على رقعة
جغرافية موحدة
كان الفاصل سكة قطار
حواجز أسلاكٍ من حديد
دعوة لجحر العدو
للذل.. للمهانة
لألمٍ يختزل كل الآلام
بكلمة واحدة..
كلمة واحدة فقط...
ويرحل بنا للمجهول
ألا وهو...النزوح
رحلة شقاء في اللاإنتماء
في فصول مسرحية عرجاء
لحقائبنا المتبعثرة على الطرقات
على أرصفة الحدائق
ومحطات الحافلات
على مقاعد تلخطت بدموعٍ
سجلت...
بداية تقويمٍ جديد
لنعتاد أصناف البؤوس.
مع ميلان الشمس للغروب
مالت رؤوسنا
لقطع الخبز المندسة لأيدي أطفالنا
ليلتهمو وجبات الزرنيخ
في كف الضياع
في طرقٍ كانت مفتوحة
إلا طريق وطني....
 كان فوهة من النار..

________________

... محراب عيد الحب....

 أحمر شفاهٍ
يتزين من شذى شفتيكِ
بنخب نبيذ عيد الحب
بعطر يثير ثورة الاحتفالات
تطوقين بحجارة ملونة
عنق الجمال
في تفاصيل فستان مغزولٍ
من خيوط الحرير
من وهج عينيك
تشق أمجاد سلاطين الهوى
في نبض للفردوس
يهدأ بين أناملك
في بوحٍ يتسرب من ثغرك
سيدةٌ.... أنت
أمرأة...... أنت
تنفخين في الرماد
فيولد جمراً بين يديك
تتربعين تحت عناقيد الأحلام
تحاورين المرايا
برسالات سماوية للقمر
في مواقد الشتاء والسمر
ببهجةٍ على طرقات الحالمين
ترصد إشارات المرور الحمراء
ورودٌ تباع على الأرصفة
تطيرين كفراشة مع كل نسمة
مع كل نظرة
مطرزة على المدى البعيد
تتلاطم الشوارع..
في محراب حضورك
في أجمل إطلالة
وأرق نغمات الهوى
وماللحب عيدٌ
 لولاك أنتِ.


______________

.... احتضارات الطريق ...

 في وحشة الدرب
في عمق خلجان الضياع
ارتطم بأرصفة الحوانيت الباكية
امتطي هزيمة فستاني...
اتعثر به..
أقيس انحناءات الطريق.
أرجم المسافات مخلفة أحذيتي خلفي
بهيئة المتسولات أحمل بين أصابعي
حروف تتوه مني
أعزف على كلمات الإسترحام
بأقدام مهترئة...
تشققت من حمولة طاعنة
لرحيق سراب يتراءى من بعيد
حين لاح لي غدٌ
ولد من مخاض هرم
وحدها القضبان أدركت المأساة
عاجزة....
مشلولة هي محاولاتي
ظل يتبعني.. يكاد يبتلعني
من لظى احتضارات
تدك الحي
تخنقه...
كل شيء يرجمني...
يعريني من الإنتماء
لبواكر أحضان تاه العمر فيه
على شفاه قبري
أنشودة موت
تخترق...
عالم الثقلين
تُسمِعُ..
عالم البرزخ
تلغي....
 كل خيم العزاء.

_____________

... مشتنور نبض القلب...

 طيري يا طائرتي الورقية
طيري...
رفرفي فوق حماهم
اخبريهم عني...
عن شوق أغزله كل يوم
من شعاع الشمس.
عن حنيني لتخوم بلادي
كعاصفة من أصيص الزهور
منسقة بشذى الربيع
سأرميه لحضنك ذات يومٍ
كطوفان يخترق رصاص العدو
يرمم كدمات الدهر
كصبية الحارات
سنشنق شجناً...كان يشدو في صدورنا
فوق سفوح مشتنور تحت شجرة الأمنيات
سنولد من جديد
نعيد إيقاع الحياة...
هذه المرة أنا سأحتلك يابلدي
بشوقي.... بشغفي....
بخيطان طائرتي الورقية
سأنقش على صدرك شقائق النعمان
وأزرع حقول الاقحوان
سأسرد لك حكايات أحلامنا المكسورة
ضحكاتنا المبتورة
قضم أظافرنا
في محياك ياوطني
سأبعثر كل أوراقي
كل الواني
سنفتح باباً من الجنة
نفترش الأرض في استنزاف لكل الهلوسات
نغربل كل الإيحاءات
ونلقي بغبار الطلع
على كل حجر...
 من حجارة الشوق لأرض بلادي

_______________

....ضفائر الرماد....

  امرأة من دخانٍ أسود
تتذوق الجمر في ركن المعبد
بغصة تحت داليتها العارية
تتأمل سحابة دخان يتقد من وهج التبغ
تحرق ساعاتها المنتحبة
من حرارة النار في دمها
من وجه منهك... متعب
في مواقد تفر من العناية المركزة
من شحارير تبث ثلجا
على خدود الورد
تكتحل من رمادها المهترء
تداعب اصابعها
سنين سجنها الحالكة
منذ لفظها رحم أمها
لرحم عوالم الطغاة
في خانات متشابهة لقفص الحريم
بصوت مبحوح تسرد
في حلمها... في صمتها
قصص فراشات حالمة
لم تخلد إلى النوم
ترتشف رائحة الخوف
من وصايا أمها
عن جثث تناثر فوقها عطر البارود
تقذفها لعرض الموت
بهمة ثوار وطني
 في حلبات المبارزة

 *******************

____________

قديستي انت...


أهفو بشغف إليك
بجنون الرعد والبرق
لفنجان قهوة مرة من تحت يديك
فقد اشتدت رياح اليأس
وهاجرت صغار العصافيرا
انتحر الشمس والقمر
تزلزلت قيعان روابط الجأش.
ضميني..
يانبضاً داخل نبضي
ياآخر درر العمر
يامنزلةًلايسمو لحدودها أحد
أغمريني ياأمي
بحلمٍ... أواري أصابعي بين كفيه
ذوبيني...
بين خلاياك
خذي كؤوس الدمع
اجعلي منه عطرا
أغسل به قدميك.
طوقيني.. أعيدني من جديد
لرحمٍ... لقدرةٍ من الله تعيد تكويني
لأرقد كأهل الكهف ملء اجفاني
في حضن أقتلع فيه كل أشجاني
بحمى الشذى...
بين حيطان غرفتك
سنلتف انا وهواجسي
في عشي الطفولي
مخلفة كل حقائب العلع
ليندثر العالم كله
إلا بحة صوتك
إلا صدى حكاياتك
في فيض سحابة
تتقد من دفئ معصميك
في روض نابت
 من بين ذراعيك. 

 *********************

_____________

... خفافيش الظلام...

 عشعش الوهن في أحضان مرتعشة
ضاعت في خربشات الزمن
على شرفات الإيماء نسمة
مرتجفة في العتمة
تبكي الإنصهار
في اللامكان
في اللازمان
تحاور نفسها
تشهق في صمتها
تقتلع جذور اليأس بمزمار الحنين
بقيثارة نهمة تتسلل كاللدغة
في آفاق الاعماق
تهز عنان الذاكرة لترمم نزف اليمام
في المضاجع
مراكب الإنتظار ملت مراسيها
في اختراق التصحر فيها
في نعش يندب حظه
من زفير الموت فيه
لا الجنون يجدي
ولا الهروب
كل شيء مصاب بالاجهاض
بالخلل... بالترنح..
في مخدع يتلاشى
يتعثر...
يتدحرج..
بين تلابيب كوابيس الظلام

___________

هولير .. عشق الأديم 

 سرقتُ من ويلات الزمن
شهداً .. عنبراً
من أمسيات هولير
هتافات حرة تداعب الأعماق
في نشوة روح
يتزاحم في خلجانها
جمال الخيال
في رقصة بين الشعر
وعزف .. يغني حلمي
نداءات .. تسكن قزحية العينين
تنهمر كالبارود .. على لوحة
نجت من البارود
هلمي هولير....
لنستنشق الأديم تحت شعاع القمر
بأمواج أشواق .. تبتلع نفسها
في حضنك ..
حنين يكسوه حنين
في صمتك .. درر وياقوت
وفي هدوئك ..
صخب لحظات تراشق ملاحم الوجد
زخات أمل .. تشدني إليك
من تقاسيم الحرب والنزوح
من بلد ضاع في مهب الريح
أدفن جرحه بين تخوم عينيك
بين شفاه .. تنثر عبق الياسمين
في ليالي تتوهج كاللؤلؤ
تعيد للعمر ربيعا
تاه منا
ما أن أعلن الحرب
موت الريحان في فصل الخريف
***************************



_______


فوق سحابة مصطهجة
متمردة..
وهج في الافلاك
دبيب خطوات هناك
سباق للزمن
هروب من الأرض
كحمامة تفرد أجنحتها بشغف
تستنشق عبير الكلمات
في خلوة.. عارية من الندبات
تتطاير أوراق الياسمين
من بين أناملها
تنثرها باحضان غيوم بيضاء
كفقاعات الصابون
تفرد جدائلها بحرية
تطلق أنوثتها في كحل عينيها
في خمرة الورد على شفتيها
بمحفل لموعد قطاف ترياق الحياة
بغابات السنديان المترنح
تحت وهج سيول العسل
من مخدع الشمس.
******************

____________

... تحت جناح الكروان....


 فوق غصن شجرة
كروان يغرد على نافذتي
على وقع أمواج الهيجان
فوق جنح الخيال
ينحت في الصدر وشمة انتصار الحب
يغازل ألهة الجمال
يقذف سيل الحمم في ارتعاشات
شهر شباط
أهازيج حرية
تلتهم بقايا الاحشاء
يغرد على وقع نبض القلب
يفتح نافذة بين الاضلع
تعويذة للضجر
رسائلا لوطن يدق بصمت ناقوس الخطر
بين تراتيل شدوك
ينبض الكحل في العين
يخفق القمر من زفير نحيبي معك
غصة... دمعة..
تخترق شيرايين التعساء
حين نبكي الوطن معا
من وقع فوهة بندقية على مواسم
اعشاش الكروان
ينثر دمنا بوجه التاريخ
من غرفة الإنعاش
من قيد على الرسغ
في ثورات رسمناها..
على وسادة الأحلام
في وهج كل صباح
تحملنا موجات شحنات الأمل
لنستسلم لخيال الشعر
من حمولة الليلات
ليوم نعلق عليه
قبلات الشوق..
لأغصان الزيتون في عفرين
لساحات سهل سروج في كوباني
لاحتضان هلوسات
يتصاعد الألم من بين أناملها
ستهلل يوما...
في عرض السماء
ستمطر...يوماً...
على خاصرة الشوق
في زحمة...
إفلات أجنحة..
 تاقت للحرية...


_

.... أرواح بين طيات الانقاض....

 كأسيرة بين ثوار الحرية
خذلتني ابوابي المستسلمة
لملحمة الهزائم.
ظننته سيفتح جوقة للفرح
حلماً يستنسق رائحة الحياة
من عمق نبضات الخيبات
أمواج تقذفنا لجحور
دونما وداع..
كغيمة هاربة من لحظة
سقوطها على أرض جرداء
أمام بيتنا..
تاهت المسافات...
أفسدت جرعات الحنين
وأنا ارتقب حجم الدمار بين الحطام
لمن سأهدي غصتي..
طوفاني الذي يبتلعني
من مطبات الهوس
في مزراع طواغيت بلدي
من خانات التخوين
لخانات التكذيب
من يرشقنا بحجارة من نار
يمزق وصال الأوطان
ليرمي الياسمين والاقحوان
في بؤر الحاويات
في جعبتي قصائد من سنابل القمح
من وهج الشمس
تنبثق منها تقاسيم الحياة
صهيل حصان جامح أصيل
تحاصره رياح اللعنات
في زوايا بيوت منهارة معتمة
لم تفقس بيوض اعشاشها
كلما سجلنا على ساحات الحرية
أناشيد من رزاز الياسمين
قادنا الجلاد من المعاصم
لمرافعة نرتجف منها ذعرا
لأرق على وسادة
تحرق لحظات انبلاج بيادر القمح
لهزيمة السنابل
تطأ رأسها بتنهيدات تحت
ركام حينا المحترق
حينا المحتضر..
من سحابة نشوة مرت بها
لنقف كلنا في طوابير النواح
على وقع ملحمة الوجد

___________

.... أرواح بين طيات الانقاض....

 كأسيرة بين ثوار الحرية
خذلتني ابوابي المستسلمة
لملحمة الهزائم.
ظننته سيفتح جوقة للفرح
حلماً يستنسق رائحة الحياة
من عمق نبضات الخيبات
أمواج تقذفنا لجحور
دونما وداع..
كغيمة هاربة من لحظة
سقوطها على أرض جرداء
أمام بيتنا..
تاهت المسافات...
أفسدت جرعات الحنين
وأنا ارتقب حجم الدمار بين الحطام
لمن سأهدي غصتي..
طوفاني الذي يبتلعني
من مطبات الهوس
في مزراع طواغيت بلدي
من خانات التخوين
لخانات التكذيب
من يرشقنا بحجارة من نار
يمزق وصال الأوطان
ليرمي الياسمين والاقحوان
في بؤر الحاويات
في جعبتي قصائد من سنابل القمح
من وهج الشمس
تنبثق منها تقاسيم الحياة
صهيل حصان جامح أصيل
تحاصره رياح اللعنات
في زوايا بيوت منهارة معتمة
لم تفقس بيوض اعشاشها
كلما سجلنا على ساحات الحرية
أناشيد من رزاز الياسمين
قادنا الجلاد من المعاصم
لمرافعة نرتجف منها ذعرا
لأرق على وسادة
تحرق لحظات انبلاج بيادر القمح
لهزيمة السنابل
تطأ رأسها بتنهيدات تحت
ركام حينا المحترق
حينا المحتضر..
من سحابة نشوة مرت بها
لنقف كلنا في طوابير النواح
على وقع ملحمة الوجد

________

... سلاسل زهور الشيلان...

 وأنت تعانقين ثلوج الجبال
تهمسين بين تلافيف الكهوف
دندنات عيد الحب...
عيد وطنٍ...
لعلعت في شرايينه رصاصات السلاطين
يدوي صداها...
على بتلات زهور النرجس
كفارسة....
تأبى الإنصياع لخنادق تمجيد الغزاة
بعيون لبوة ٍ خالية من كحل الأنوثة
صرخات تنادي للحرية
تسجلين على جسدك
ملاحم البطولة
أسمى عبارات الحب
لتزهر من حروف اسمك
من رائحة أريج دمك
أمجاد قرابين البقاء
رسائل شفهية
في وجه الموت
لأمٍ تعصر دمها
في وداع دون لقاء
لم تمشي تحت نعشك
تستنشق رائحة البارود على ضفائرك
تضمك قبل رحيلك الأزلي
وحدها آلام المخاض
توازي صرخة نحيب أمك..
****************** روشن حجي
 مع تمنياتي لكم أصدقائي بوطن ملؤه حب

تم عمل هذا الموقع بواسطة