....لحظات الدفن بشرائط من حرير...
تقاسمتها وحدي بطقوس مدمية
على سريري المهترئ ..
تجرعت ملوحة خطوط التماس
في خلوتي..
عبر نافذة سجني..
أنا وخيباتي...
أحلامي المنكسرة
هتافاتي العاقرة..
المبتورة
بسكين توجني..
أسرني..مع الموت
في حلبة مبارزة غير عادلة
كتمت صوت النحيب..
خلف تخوم
لن يبصرها أحد..
بكيت الألم برئة مخنوقة
مخمورة من صعقة البرق
في خندق منزوي...
بألف شهقة
لبستها واحدة تلو الأخرى
حين غادروا حدود مقبرتي
لم يقتلني قبري..
ولا دبيب خطوات الأقدام..
طعنات الصمت..
جلسات خيمة العزاء على جسدي
أحاديث تغزل من تفاصيلي
أكذوبة من أكاذيب نيسان
صور في مخيلتي
دمار...
قهر لم ترسمه أناملي
بيانات وهم...
مجهولة الهوية
على دفتر السجلات...
*********************
..................
.... طفل في بركة ملوثة.....
في أزقة وطني
أرصفة مستباحة من خيم العزاء
بصمات حزن...
تعيد الإنسانية إلى جذورها
في بركة ماء ملوثة
من بعيد...
عينان تحاوران ألما..
ضياعا...
حرمانا..
عطشا..
جوعا..
وأنا .. أخطو بين حقول السهام
شريدة
فترسم على كل ذرة
من جسدي
خطوطا
نقوشا
وأسماء المدن.. و الكتائب
وحيد... مشرد...
ذاك الطفل المنكسر
مذبوح مثلي..
من الوريد إلى الوريد...
مددت يدي الباكية
لأمسح شعره المبلول
بدمه .. بدمي
هي محاولات بائسة
كالنوم في أحضان الجحيم
عساني .. أرمم شيء من يتمه
فتصعقني شهقة الحسرة من شفتيه..
لتسكن في قعر ذاكرتي..
عيناك يابني ...
تفجر كل مدارات
البؤس والألم...
تصرخ الطفولة فيهما..
كحلاوة الندى على قصب
السكر..
أوقدت في مهجتي عطف الأمومة
دمعة الرثاء..
في وطن تنام الأقنعة على فراش الحرير..
لتتوه البراءة عن عش الطفولة..
في أروقة الانتهاكات..
يقتات على مواقع القمامة
تحت جنح الليل .. في العراء
بأقدام حافية ينفض وحل
قسوة الزمن منها..
أصابعك المتجمدة..
المرتجفة..
وجهت التهم إلينا..
بصقت على صفحات الإنسانية..
برسالة سماوية للعالم أجمع..
هل اكتفينا من البارود والخراب
وتجارة الدم والأعضاء
شهوة المناصب...والقيادات
صيد اللؤلؤ... والياقوت
هل امتلأت البطون .. أم هل من مزيد ..!!!
اخجل من جشعنا
أمام قدميك..
هات يدك يابني...
هاتها...
أقبلها...
أدفئها..
ازرعها في قلبي..
ابكي عليها..
علني أمسح بدموعي..
شيء مما علق عليها...
**********************
................
اخترت من إبداعات
ماموستا روني علي هذه اللوحة
........ من لوحة الممنوعات.......
كم تخوفني الإشارات .. في بلدي
وأنا .. أتمتم بيني وجدران خرساء
آخر حروف .. من أبجدية اسمكَ
فأمي علمتني .. للحيطان آذان
أمشي .. وطيفكَ يلاحقني
فأهرب من عيون المارة
خوفاً من تقرير .. إلى هيئة الأمم
استحضر الأشباح .. في صورتكَ
أداعبها في همسي
أراقصها في الهواء
احتضنها على سجادة الصلاة
اقرأ عليها هلوساتي
وفي ظهري ..
خنجر يحاصرني من ألسنة ثوار المتعة
فأهرع إلى البكاء
خشية من افتضاح أمري
حرة أنا ..
في أحزاني .. التقاط الألم من تحت العجلات
وأتنفس .. من رئة اصطناعية
صممت في مصحة الشرف ..
على مقاسي
أكتب عن الحرية .. فأتخيلها
أرحل في قصائد الحب .. ولم أُحِب
فأنا .. في موائد العشق
زهرة في أصيص مزخرف
تنثر أريج الحب مع كل قطرة ماء
من يدً .. لن انحني إليه
وفي خلوتي ..
ورقة خريفية الهوى
تطير مع كل نسمة عابرة
فتلاحقني قوارض البراري
لترتطم في خذلانها
من حفرة إلى حفرة
٢٢/١/٢٠١٩
..................
مطر من الحنين...
الليل بدأ يعلن ساعة الاجتياح
يتسرب رويدا... رويدا...
في مآق الفؤاد
يجتاز كل المسافات
في غفلة من دفئ الحيطان
يخطف الروح..
من هالات الدخان
لبرد الشتاء...
إلى زوايا الانفراد
إلى أزقة التسكع والشتات..
وحيدة... بأثير يفرقنا
تحت هدير الرعد..
وصعقات البرق..
في خضم زخات
مطر من الحنين...