3 قراءة دقيقة
حين زفت عفرين...



....لحظات الدفن بشرائط من حرير...

 تقاسمتها وحدي بطقوس مدمية
على سريري المهترئ ..
تجرعت ملوحة خطوط التماس
في خلوتي..
عبر نافذة سجني..
أنا وخيباتي...
أحلامي المنكسرة
هتافاتي العاقرة..
المبتورة
بسكين توجني..
أسرني..مع الموت
في حلبة مبارزة غير عادلة
كتمت صوت النحيب..
خلف تخوم
لن يبصرها أحد..
بكيت الألم برئة مخنوقة
مخمورة من صعقة البرق
في خندق منزوي...
بألف شهقة
لبستها واحدة تلو الأخرى
حين غادروا حدود مقبرتي
لم يقتلني قبري..
ولا دبيب خطوات الأقدام..
طعنات الصمت..
جلسات خيمة العزاء على جسدي
أحاديث تغزل من تفاصيلي
أكذوبة من أكاذيب نيسان
صور في مخيلتي
دمار...
قهر لم ترسمه أناملي
بيانات وهم...
مجهولة الهوية
على دفتر السجلات...
 *********************

..................

.... طفل في بركة ملوثة.....

 في أزقة وطني
أرصفة مستباحة من خيم العزاء
بصمات حزن...
تعيد الإنسانية إلى جذورها
في بركة ماء ملوثة
من بعيد...
عينان تحاوران ألما..
ضياعا...
حرمانا..
عطشا..
جوعا..
وأنا .. أخطو بين حقول السهام
شريدة
فترسم على كل ذرة
من جسدي
خطوطا
نقوشا
وأسماء المدن.. و الكتائب
وحيد... مشرد...
ذاك الطفل المنكسر
مذبوح مثلي..
من الوريد إلى الوريد...
مددت يدي الباكية
لأمسح شعره المبلول
بدمه .. بدمي
هي محاولات بائسة
كالنوم في أحضان الجحيم
عساني .. أرمم شيء من يتمه
فتصعقني شهقة الحسرة من شفتيه..
لتسكن في قعر ذاكرتي..
عيناك يابني ...
تفجر كل مدارات
البؤس والألم...
تصرخ الطفولة فيهما..
كحلاوة الندى على قصب
السكر..
أوقدت في مهجتي عطف الأمومة
دمعة الرثاء..
في وطن تنام الأقنعة على فراش الحرير..
لتتوه البراءة عن عش الطفولة..
في أروقة الانتهاكات..
يقتات على مواقع القمامة
تحت جنح الليل .. في العراء
بأقدام حافية ينفض وحل
قسوة الزمن منها..
أصابعك المتجمدة..
المرتجفة..
وجهت التهم إلينا..
بصقت على صفحات الإنسانية..
برسالة سماوية للعالم أجمع..
هل اكتفينا من البارود والخراب
وتجارة الدم والأعضاء
شهوة المناصب...والقيادات
صيد اللؤلؤ... والياقوت
هل امتلأت البطون .. أم هل من مزيد ..!!!
اخجل من جشعنا
أمام قدميك..
هات يدك يابني...
هاتها...
أقبلها...
أدفئها..
ازرعها في قلبي..
ابكي عليها..
علني أمسح بدموعي..
شيء مما علق عليها...
 **********************

................


اخترت من إبداعات
 ماموستا روني علي هذه اللوحة 

 ........ من لوحة الممنوعات.......
كم تخوفني الإشارات .. في بلدي
وأنا .. أتمتم بيني وجدران خرساء
آخر حروف .. من أبجدية اسمكَ
فأمي علمتني .. للحيطان آذان
أمشي .. وطيفكَ يلاحقني
فأهرب من عيون المارة
خوفاً من تقرير .. إلى هيئة الأمم
استحضر الأشباح .. في صورتكَ
أداعبها في همسي
أراقصها في الهواء
احتضنها على سجادة الصلاة
اقرأ عليها هلوساتي
وفي ظهري ..
خنجر يحاصرني من ألسنة ثوار المتعة
فأهرع إلى البكاء
 خشية من افتضاح أمري

 حرة أنا ..
في أحزاني .. التقاط الألم من تحت العجلات
وأتنفس .. من رئة اصطناعية
صممت في مصحة الشرف ..
على مقاسي
أكتب عن الحرية .. فأتخيلها
أرحل في قصائد الحب .. ولم أُحِب
فأنا .. في موائد العشق
زهرة في أصيص مزخرف
تنثر أريج الحب مع كل قطرة ماء
من يدً .. لن انحني إليه
وفي خلوتي ..
ورقة خريفية الهوى
تطير مع كل نسمة عابرة
فتلاحقني قوارض البراري
لترتطم في خذلانها
 من حفرة إلى حفرة

 ٢٢/١/٢٠١٩

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏



..................

  مطر من الحنين...


الليل بدأ يعلن ساعة الاجتياح
يتسرب رويدا... رويدا...
في مآق الفؤاد
يجتاز كل المسافات
في غفلة من دفئ الحيطان
يخطف الروح..
من هالات الدخان
لبرد الشتاء...
إلى زوايا الانفراد
إلى أزقة التسكع والشتات..
وحيدة... بأثير يفرقنا
تحت هدير الرعد..
وصعقات البرق..
في خضم زخات
  مطر من الحنين...


.....................

..... صمت في الحنجرة.......

 يتصاعد الدخان
من حروف صماء..
بكماء
من أشياء تقتل الجمال
تبكينا..
تدمي الأعين بين القضبان
تعتقل المعاصم والانامل.
في رحلة الضوء بين الظلمات
وتسريح فقاعات الهوى..
بوصلة في حالة اللارجحان
تقتادنا...
لحرق غابات الكاميليا
لقضم قلب بائعة علب الكبريت
حتى يتجمد الرمق في عروقها
كيف ستغفر السماء...؟
لمن يحبس امرأة في قمقم الأبجدية
لمن يلف حروفها في جبيرة
ويغير مجرى التحليق
من أعلى القمة....
 لقاع السقوط..


...............


..... حالة اعتقال.....

 ليال الصمت الكئيبة...
تحرقني في غرفتي المهجورة
بشمعة من حنين
حاصره الموت .. فحاصرني
خطوط متعرجة في دائرة التوهان..
كتعرجات الطرقات في بلدي
الدمع الأسود المبعثر
على اوراق بيضاء ناصعة
منذ الف عام ... وميلادي
بأحلام .. اغتيلت في محطات
انتزعت من دفاتر المذكرات..
والسفن
راسية على شواطئ الانتظار...
مغلقة نوافذ القمر
على مواسم حصاد النار..
لتسوق قطيع السنوات
تحت ظل شجرة عارية...
تستفيق كل ليلة وليلة
لتكوي جراحا معتوهة
من لدغات الثعابين..
فلول اللعنات تنهمر على قبعة
أوقف عداد العمر منزويا
في منفاه ..
يخطط الأيام..
على الجدران بمحبرة من الدم ..
ليفقد الكون توازنه من ألم كابوس
يبث سموما
على أهداب الأرق...
رحلة تخيط في الذاكرة..
خيوطا .. خطوطا
تلفها شبكة العناكب ..
وتنجب عمرا
مابين الظلمة والوحشة..
سكون يتلاعب بأصوات الصمت
ليمزق طبلة الأذن
سفر يحمل طعم الموت المتعرش
في كل تلابيب الجسد...
نسيج عتمة...
يكتسح كومضة انطفأت في
فضاء زنزانة فردية
دون اعتذار من الجمال ..
من الزمن..
من جرح أفرد بجناحيه
على عوالم الهذيان ..
 والمتاهات...

............


...... حنين الروح للمطر....

 وكأنني أتساقط مع زخات المطر
وارتطم على أوراق الشجر
التحم مع ندى حدائق الزهور
فتتحرك قيعان الروح
في رحلة تحت وهج المطر..
يزيل عن شرفتي ظلام السحاب
يبلل وجهي..
يغسل ارهاقي..
يستدعي الطفولة فيني..
لنركض على أرصفة الطرقات
نرمي المعاطف وقفازات الأيادي
تحت مظلة مزركشة الألوان
لا تسمع سوى صوت حبات المطر
ينقر على قراميد بيوت حينا..
سمفونية تحي دبيب النبض
لنرسم على زجاج النوافذ
صور لجمال الاحساس..
ليتني أصغر أكثر...
ليتني أركض أكثر
ليتني أتنفس اكثر..
لأطوف كل الحارات...
اغني على إيقاع المزاريب..
أناشيدا للمطر...
تتبدد هموم المآقي
لنذوب مع السيول
تحت جذور عرائش الكروم..
ندغدغ مناقير العصافير..
نرتوي من ورق الورد...
في أغوار الغابات..
ونهمس للسماء..
دمعة اللؤلؤ...
في قلب المحار...
 *****************

............


.... صفعات الزمن على خدود الورد... 

 ومضات تلدغ بريق قصائد الحرية
بيد أرواح تستبيح القهر..
تحرق خيوط التأمل..
في غزوة على أرض بلاد الزيزفون
ليعتقل أنامل الطفولة
في سجن المنفردة..
لمصادرة صوت
يبشر بولادة قصص الأوطان
في بوتقة من الوجد
لصرخة انين في فجوة جرح ينزف دما..
من وقع طلقة بندقية صوبت لصدر
يختلج بإيحاءات من جحر الذعر
لقمع..
يتسابق مع الزمن...
لتمزيق رسائل المعتقلين
ومصادرة دموع العصافير
على منصة مقبرة فرعونية
في طقوس الضباب اللامنتهي
تقام وليمة..
تتشرب من أوردة الشدو والشجن
لترقص في حفلة سمر
على وقع رنين كاسات النبيذ
من قاعة محكمة جائرة
فوق ركام محترق
ليركلنا بأحكام.. بمواعظ تلتهم بقايانا
يسلبنا بطاقة الإنتماء..
يشوه شفافية الأعين ..
يكتم انفاسا معدمة
لنضالنا... لشغنا...
لطفل يكبر في أرشيف يومياتنا
يرتب حقائبه
في صوامع الحنايا
يغوص في قعر محبرة
ليرسم على حيطان الإستيطان
لوحات لوأد الجمال
للملمة شغف إدمان الأوطان
للإقلاع عن نشوة إلتقاء الأرواح.
وابادة ربيع
آتي من خيبات الشتاء
بإعلان حداد الموت
على زفة عروس تكللت
بأكليل ...من التنهيدات
 **********************

..............


تعرجات لحظة الارتطام
 .........

 في خريطة السماء
بمنتصف مجرات الألغام
وعلى وقع تعرجات هياج الصبار
تتبعثر الكلمات
تتشتت الرؤى
لم نسمع .. إلا
ازدحام نبضات قلب
سقط في صقيع الشتاء
كجرعة جماح
في كف ضياع
يلقي بوخزات العمر
في أتون جحيم
تحت ظلال أرواح ..
تتراقص اعناقها المنصهرة
على وتر بختها الملتوي
في جغرافية مشتتة
لا تمتلك نقطة ارتكاز
مضطربة صور الاستدعاء
بين خلجات روح
تقذف بنفسها لزوايا معتمة
تسكنها الأشباح
لتطارد وطأة أحلام
تناثرت في يقظة مؤلمة
تحت سقف كوخ
يستفيق على صراخ نسوة
نسجن بيوتا .. مدنا
من خيوط الحرير
تصارع سيولا من الأوهام
من دمها المهدور
منذ الف عام
منذ ألف حسرة
منذ ألف تنهيدة
تلطم وجهها .. في سرها
تبكي موشحات عمر .. لم تعشه
في نحيب قافلة أضلت السبيل
في آخر صفارة هجرة هزلية .. مستعصية
على طريق .. كان مسار حلمها
لم تستنشق أصيص العطر
لم تحتضن أسوار الجمال
في صهيل خيل خرج من السباق
منكسرا
تخشبت على قارة الشفاه
فك رموز الوحام.
تنتعل شظايا اللحظات المذعورة..
على رصيف سجن الوطن
 في وطن هو سجنها

..............


حوار في بركة راكدة
 ........

 غيمة شفافة
تحاور في هذا الصباح..
حدودي التائهة .. وتمضي
تتسربل داخل جسدي
كسارق يضم غنائمه
من بين الرماد .. في دمي
متاهات من الضيق
تحتاج دموعا استثنائية
أوجاعا .. لا تموت إلا ..
في حصادها
ظل أسود .. يرافقني
يقودني لكدر لا منتهي
لجنون يسكننا
لإرادة مسلوبة
لهزيمة ..
تفتش في صناديق الظلام
لتختبئ حضارة من الأسمنت والخشب والتعب
تكسو العراء
تبيد السند والهند
في هيجان كوكبي..
لبست عباءة سوداء
لاحقتُ العصافير والفراشات
في أعشاش الدبابير
بحثت عن بيادر النرجس والزنبق
في صحراء جرداء
عن عروسة السكر
على طاولات متخمة بروائح البارود
عن شطآن الفيروز
في رمال محركة
وعن ألعاب الأطفال
في مراجيح التشرد
زرعت من أحلامي مشاتل التفاح
ولم أجنِ إلا .. هذيان
بخطايا المثقلة.. في فناء الألم
أعود لنافذتي... لشكواي
لشللي الرباعي..
للضجر.. للخواطر..
لقطط حينا المبللة..
لرائحة عبير قهوتي...
ودخان سيجارتي....
 ********************

...........


..... رحلة الشوق لأمي...

 كيف سأرحل إليك...؟
مابقي لي شيء مني..
أنا ذاتك المتقمصة في أنفاسي
أنا انت يا أمي
في حقائبي المجهزة
في رحلة الشوك إليك
مخالب تخرمش أجنحتي ..
تسحقني..
مقاعدي .. ضجرت مني سجائري الملطخة بدموع الانتظار
تغادر صومعتي
وأنا المحتارة في القرار
أدفن أعقابها في رئتي .. أم..
أقذفها على تخوم جناحيك
كيف لي الاختباء ..
في طيات معطفك
في مشارق حيطان الليلك
في زوايا ستائرك
أفسحي المكان لآهاتي .. يا أمي
رصفي لي كل الطرقات..
هل بين ذراعيك متسع
لأغوص فيه .. ولا أغرق..
بين عينيك سفر بلا حدود عن غربتي
مرسى للأماني..
خبئيني في مغامرة تهريب خرافية .. بين ثيابك
انتشليني يا أمي
من برد. يمسني كل ليلة
من سجن قهري وأغلالي
فأنا المكبوتة في سفري
من حصار القمع
مزق الشوق حنجرتي.
أدمت الاشواك أقدامي..
ضيعت كل الدروب
كل السبل..
لتخوم المواساة بين انفاسك..
أنا التي ..
أقضم روحي المستغيثة
قطعة... قطعة..
في دائرة ..
تزنر المتاهات خاصرتي
فاتوه عن الدنيا كلها
ولا ... أتوه عنك
 ******************

...............


..... أوراق الشتاء...

 في ساعات الغروب
لإمتحان بكاء الأعين..
رايات تنكس رأسها في مهد النازحين.
براكين تصحو...
تصغي لخطوات حفار القبور..
ليخنق النداءات المرتجفة...
الخائفة..
بين عقارب الساعة..
أشلاء تنتفض.. تحترق..
في مهب الريح
سهرة في حفلة شواء..
بين الجنة والنار..
لقطاف عناقيد الوجد..
في زوبعة أوراق الشتاء
تحت شُرَف منازل منتحبة
هلموا لنختبي في مدارات معركة البقاء
تحت ظل ياسمينة
علها تورق يوماً..
فتغفو حمامات مشردة على جبين الزمن
في محطات البرزخ
لنسدل عليها ستائر مخملية..
بطقوس هلوسات مجنونة..
سنقتبس من كحل العيون
أقلاما.. نكتب بها شعارات الصمود..
لنلتحم في جسد واحدٍمصطهج
نستعير قلم حمرة
نرسم على ثغر الطفولة
بحناجرنا الثائرة..
لوحة تشرق الشمس منها..
في غرفة إنعاش تعانق كروان يشدو
من نافذة القفص..اناشيد الحرية..
بشفاه لن ترتوي..
إلا بغيوم من المطر...
 ********************

...........

...... ربيع وطني.....

 أكاليل غارٍ
مرصعة بخرزات حنين
من بهاء وطن
ينتظر موعد التتويج
تحت شموخ جبلٍ... هرمٍ..
نحصد على سفوح ضفافه ندى الربيع...
يزهر على خدود المهجة
في محفل فراشات تفرد أجنحتها
على أرض مرصعة بغبار الطلع.
لتتنشق من عبق الاهازيج
ترياق عبق الحياة
في مهب خيال
يلثم شفاه الأحلام
على بريق ارتطام النيازك
بخيوط الفجر
لحظة بزوغه
لينتحر الظمأ في محراب الوطن..
رشفات على هالات الجمال..
بغابات قصب السكر..
في مدارات الربيع وطني..
سنرقد لألف ربيع..
نلملم كل سحابات الهوى.
بصدر متمرد...
يذوب تحت حنين الشمس..
تتلاشى الدنيا كلها ...
ولانتلاشى..
 ******************

..............

...... انشودة الليل البكماء...

 ليل موبوء في نواحه.
تتسرب قهقهة السكرات
إلى فناء حي
يصدع بعواء الذئاب.
تتكأ على طريق طويل .. طويل جدا
كآهات أنوثتها
تشعل متخفية في مواقد الأمل
شموع ابتهالات اللقاء
ترسم من رموشها .. خيوطا
في جحيم الإنتظار.
وعلى باب الوصال
طوابير نواح
تسامر أسرة الحالمين في شوقهم
كلما .. عزف الليل أنشودة بكماء
لتطارد أجنحة خيال منفلت
وصفارات موت مؤجلة
على عرش مسارات ملتوية
لأبواب ندية ..
لاتمطر غبار العبق
على وجه قمر
 يسطع في ليالي السمر...

....................

لعنة البارود 

  في الخوف والحرب
تصمت سيمفونية السماء .. في قبرها
منتظرة انقشاع فصول جليدية
في عيون البشر
لتتمرد على اقفال .. تصادر نفحات الهوس
وتمشي في جنازة مشوهة
بأكاليل من زهور النسيان
في تشييع لمعارك الاستنفار...
لرقصة .. بين دهاليز الاعتقال
وتعانق الحرية في لحظة دفئ .. تدمي الفؤاد
في زمن الحرب...
نبكي على منصة قهر
تحت جعبة الرغبات..
علنا .. نحررها ذات يوم..
على طريق من حرير..
نقتبس شهباً من ساحات الحرية ..
لموعد مع الشمس .. مع المروج الخضراء
نصفف آهاتنا على أرصفة الشوارع...
علها .. تلتحق بقافلة ..
تمحي أنين الأمس
في دروب .. تتحرر فيها
شقائق النعمان والاقحوان.
زمن اختارنا بقسوة..
لنتجرع سموم الطغاة..
كم زفرة تتوه منا.. لتبحث عن خيمة
لتبحث عن ملجأ...
عن وطن يحتوينا..
هياجنا لن يكفيه خيمة
لن يكفيه ملجأ
حلمنا يزمجر في عروقنا
يفتش عن كوكب
نفرش عليه اعشاش حمام السلام
ونحاور تقرحات الجراح...
تحت ظلال أشجار تخبأنا
على مسرح مكشوف..
لايخشى إلا خفقان قلوبنا.
في جرعة .. تعيد قوانا المغتالة ..
من رائحة بارود
خلفها الحرب في صفارات اإنذار مدوية
على أنفاس .. تكتب بمنديل الخوف
دموعا
لثورة تنادي للسلام
لدندنات . لاتتجاوز سياج
الشفاه
وشدو أهازيج الصدور
 ********************

...................

في غرفة أبي
 .......

 على تلال الحنين
أتسول بهيئة الأيتام
في أطلال غرفتك
زاوية .. زاوية
تلدغ العقارب أحشاء العمر
في التأمل
وسواطير المسافات
تفصلني عنك...
بين جدران زاويتك المعتادة
هناك .. تاهت بقايا صورك
في زحمة ركام التنهيدات
مجرة .. نجمات متناثرة
تهتف من بريقها
شوقاً لوجهك... لطيفك
لتنثر فوق جناحي...
طلقات .. تحفر في الصخور
شهقة طفولة...
تداعب أنامل أبيها .. بأوصال مرتعشة
ترتشف من قسماته .. اكسيراً
يعيد للورد رذاذ الندى
حين استحضر روحك .. أبي
تقرع كل ندبات القذائف
في طيات أمواج الشوق
لصورنا المعلقة .. في ذاكرة الجدران ...
صور .. رسمتها بريشة مقصوصة من حلمي
مغمسة بدم العصافير.
تقرض من تقويم العمر
براعم شبه حالمة
لموعد قطاف....
يفيض الألم في ضبابيته
ولم نقطف .. وربما لن نقطف
أحاصرك في ذاكرتي .. أبي..طفلي..
أشد أناملي على يديك
فتتسرب من صدري
كسحابة صيفية الهوى
لتتبعثر في ذلك الركن .. الذي
طالما حلمت .. في مخدعي
يضمني وحضنك
في غياب فارس الحنان
فوق منابر الرمل....
فوق قلاع الصامتين.....
 *******************

...............


.......مواسم الشهد .....



ياصباح مواسم الشهد....
صباح شمس ترسم الصبا على وجه الزمن....
باقات ورد محتارة في التنسيق....
الزنبق اولا...؟
الفل والنرجس....؟
أم يتوسطهما الجوري القرمزي ....؟
ضياء يغشى الندى على شدوه...
رياض يبور العبير من وهجه...
ينهض الرماد ويتسعر....
بنفخة من نبرة صوته...
تنشق الأرض...
لتزهر بيادر النعناع والزعتر....
يتفنن الشغف في أطلالة جفنيه....
يلامس جدائل الروح...
بأنامل المسك والعنبر....

**************************

.................

.......غصن الزيتون....


وطني أنت...
شمس لا تشرق الا في قلبي..
جرح يستنزف بقايا روحي..
ياسمينة ملطخة بدمي...
أعلق عليها آمالي....
حنين يحرق الحنين...
إنتظار أزلي في محطة الغروب...
لاشراقة اختلسها من الزمن...
كل عالمي...أنت...
انت عفرين....
أنت كوباني...
انت عرس لم أزف له..
أبي أنت... وأمي...
عزوتي...
دمي... و بارودي...
اهازيجي...
صرير أقلامي المبتورة...
بوحي المبحوح...
صوت لايقوى على مناداتك...
انين ليالي الغربة...
قهوة تستمد مرارتها من مر أيامي..
أناملي التائهة في البحث عنك...
قيود... وقيود...
 لا تبصرها إلا ذاتي... 

.............

....خنادق الظلام....(2)


سيوف تبحث على رؤوس حالمة...
لبتر انتشار العبق في
أريج احضان مستوحشة
في دروب مفخخة..
تخشى من أسلاك تحجرت
على المعاصم في جنح الليل...
يشد اللثام على أبواب مغلقة
تعتقل أسراب السنونو في
غارة مجنحة متشوقة
لتخوم... لمسارٍ...
يغتسل الاقحوان في نهر رحيقه...
يلملم صرير الأقلام المحاصرة
في احداق تتطاير الشهب من صداها ...
هياكل تنفصل عن أرواحها ....
من لظى اجتياح....
إقبالٍ... يسكن في الاعماق
في غصة هيجان الصدور....
تزف في تفاصيلها قسوة سيوف..
تتسلط على همم ذائبة....
في أقبية الجحيم....
يتجرعون سم الافاعي...
لا ترياق ينفع ولا احتضار....
فرسان يجوبون الليل....
لصيد نيزكٍ من موجات الأثير..
على ضفاف كروان يغرد....
يستجلب الوان الضياء..
لنفس تاقت لزمجرة زناجير
باب المنفى....
ولحظة وقع صوت وصدى
 كلمة تنادي للإفراج.... 

............

...... همسات الصباح....


شمس أطلت على هولير...
صباح غيث وصفاء....
يروي البراري بشدو الحنان...
صباح سلوى الأماني....
ضوء وعطور لدرب كئيب...
لغدٍ منتظر مجهول...
انتفض من فراش منطفئ
يجدد طقوس الهروب...
من عاصفة متمرسة...
تضيق فسحة الأمل...
تستجذب رفيقة السكون في قهوة ساخنة..
نشوة إدمان في تعرجات المزاج....
قهوتي...عزوتي...
أيقونة الصباحات....
سيدة تصطحبنا بمرارتها لمشارق الجنون....
لنحرق مساحات الصقيع...
ونزرع العشب على الجبال...
لنرسم البحر على الأفق..
ونخترع صباحات نشوة بخرافية دخان السجائر....
بشغف فوضى كتاباتنا....
على أجنحة عصافير....
تسكن أرواحنا...
 **************************** 

..............


..... خنادق الظلام.....(1)


لدغات متناثرة...
على صدر بتول...
تنبش في طحل قهوتها
عن أبجدية ترجم تنهيدات...
بعدد حبات المطر...
دم وبارود....
في اهازيج الشعراء...
كأصنام نجوب الشوارع...
في ساحات مسجلة..
على تقويم الأيام...
نبض وندى يقيس مسافات الحياة...
على مقاعد الانتظار....
تركل ركام القصف في الاحداق...
تحمل قناديل في خنادق الظلام...
تلتهم نيران رحم الارض..
بأنامل ترسم أنشودة الموت
على صدر تحترق..
الفراشات على وجدها...
لاجئ....
يبتلع دقات الزمن...
في لحظات...
انفلات قافلة المسير....
    **************************** 

..............

...... على أبواب الغربة.....



في الغربة...
لاتكتفي اللوعة منا...
كمصاص دماء
ينتشي من أرواحنا
دهاليز ضيقة تسحق الاضلع..
بضربات مضنية....موجعة
يسقينا كأس التشتت بروية...
كأساً.. بعد كأس....
شرفاتنا مفجوعة
تسافر لمواكب الهجرة
في زمن جور...
يكوي ضياء الأمنيات
يستبيح العزاء في توابيت
لأنفس مضطربة... مغتربة
عن أوطان تاهت سبل
الوصال إليها...
عمر يقص حطام آمال صغيرة
تختنق في نسج الأحلام...
تتأرجح بين رقصة وأغنية...
تلوي الظلال في جراح الحرب وناره....
وطن على قيد اللاوعي....
يبكي غربتنا في كهف الألم
والأمل الحارق....
يبحر في مواقد الشجن...
وجرعات الذل والمحن...
حزن يغتالنا من أحضان ..
أبائنا....
أبنائنا....
يقتلنا ببطئ... ويؤرق المضاجع...
في الغربة. عن وطني.
آلام لاتنتهي
تسلب العيون والافئدة...
هناء غفوة في طيات الهذيان...
ظلمة في قلبه ظلام....
يحرق عزوبة مقل مسافرة...
لبراثن الوهم والخيال....
 ************************* 

...............

..... مواسم المطر.....


نفحات حزن في عرض السماء...
غيوم تنزف دمعاً ماطراً...
للملأ على الساحات الخالية...
أوركار غربة في قلب الوطن..
تبتلع كلمات متقدة....
كالجمر لاتنطفي...
اختناقات تتدرج بالقدوم...
بخطوات ثقيلة تحت راية الإحتضار...
صور متناثرة في ذاكرة الازقة....
تارة حضور...
وتارة غياب....
يحمل معه طيف الصحاري..
تلقي بتنهيدات على تلال الأحلام...
في قفص تقوم القيامة فيها...
زفرات فوق هضاب مآسي الزمن...
تراتيل...ترانيم...
ترثي بقايا طحل قهوة كانت رثاء...
لسواطير المسافات....
المؤلمة لنبضات القلب...
باقات الورود المرتعشة...
في سلاسل الحظائر..
لاتنتمي لهذا المكان...
أسوار يمشي الجلاد في شوارعها ...
لمصادرة التأمل ...
على وسادة...
تستجدي حبات المطر....
للإنقياد إلى وجهة تمطر فيها...
زوبعة من الصخب...
تخضر الأمنيات على مفارقه...
إلى درب التبانة..
لتلتحق بحفلة النجوم...
على مسارح الفضاء...
لنرتشف فنجان قهوة....
مع قصب السكر...
لرحلة لايوقفها زمن...
ولا مواسم الشتاء...
لرحيل أزلي...
أبدي...
دون عودة....

....................

.....طقوس ضبابية ....



ياصباح طقوس ضبابية...
بلهفة شاعرية...
صباح قهوة ترسم في عيني
صورة .. أرسمها كل صباح كل مساء
صباح عطر يفوح من عيون...
تنثر عقيقاً... ذهباً..
وحقولاً من سنابل قمح...
طرية الملمس
على حافة إشراقة شمس...
في موسم شتاء أنيق ...
يحمل دفء الوحام
ويغدق الحنان في الحنايا...
لنرسم في هذا الصباح ..صباحا
نمشط عليه الطرقات..
ببهاء أرواحنا...
بأيد متشابكة...
فوق جسر مخملي طفولي...
فوق بحر يخجل من نشوتنا...
نتلاعب بأمواجه... ونوارسه...
لتطير...
على وقع ضحكاتنا..
على وقع غبطتنا..
فنرمي ترتيب سنين البؤس...
وراءنا .. بعشوائية...
فوق اطلال الأحاسيس المتوهجة ...
بخفة النسيم المعبأ ...
من شذى الفل والكاردينيا...
لتمزق شقاء الليالي...
وساعات الأرق المتقدة....
بخرافية وهج الصباح....
وجمال وصفاء.. هذا الصباح
 *********************** 

 ❤️يسعد صباحكون حبايبي ❤️

                                                      🌺روشن حجي🌺

..............

حين نستعبد...


حين نستعبد...
قيود...تضيق...
وتضيق...
تخلق معاناة وتمضي للأقاصي..
خيبات حنين...
تتمزق بحبال الوهم
في حرية ملكومة....
رائحة الليل...
في خضم الظلام..
ترمم كدمات لن تترمم...
لأنفس ملت من اعشاشها....
 وتتوق لصراخ ينادي للحرية....


...........


وحدها الارواح..
النقية...الصادقة...
الصامتة....
لاتحتاج للبوح...
شفافيتها تكفي...
  للإيحاء الصارخ... 

................

همس في الروح.....


أمسيات الجمال في هولير.....
همس في الروح....
على طرقات تتلألأ في الظلام...
جمح مشاعر تحاور العروق في حفلة...
متناثرة الألوان...
اهازيج حب تتسامر بقوة...
في فضاء الشغب..
تطلق أجنحة لعنان السماء...
في ضبابية....
متداخلة... بصحوة القلب في شوق ممطر..
هولير...
في عينيك.... ثمل على قدر
العزف المنبعث منها....
على قدر النار المتقدة في قزحيتها...
في رحلة....
يتوه العمر بين أوتار قيثارة
تشدو في الليل....
على واحات الفردوس...
تداعب الشوارع بحبات المطر...
على أطياف تتسابق...
بابتسامات عريضة..
تجمع ترانيم العشق...
من عينيك...
 ***************************** 

.................

  صباح الخير 


صباح بهجة قلوب...
منتشية..
تعصعف الشغف...
في رماد العمر..
لتثير حقول ياسمين بارت مواسمه ..
بعبق الشذى...
تحت وقع وهج...
أنامل تعيد..
الجمال لصباحات متجددة....
                                               

................

حين زفت عفرين..


حين زفت عفرين...
انحنى غصن الزيتون المقتلع...
ليلة زفاف استبيحت..
أكليل معفر بدم تطاير..
خلف زفتها لموكب المقابر...
مكبلة اليدين...
كحل يأن في الاحداق..
تعد صفعات الخذلان من حولها...
بتر الطغاة أناملها المرتجفة
جدائلها المزينة بزهر الزيتون..
مارسوا ثورة الفحولة...
على فستانها الأبيض المذلول..
أحلام العذارى البائسة...
من قعر الألم في مخيلة الطفولة...
مضت....
وحدها....
بجنازة فردية....
تبتلع مصيبتها في احشائها...
قرعت أبواب السلام...
بنعيق الغراب المدوي بخيبة الأمل...
اغتيلت على سرير الخنوع...
اغتصبت....
سقطت في بحر دمها المهدور...
في زنزانة منسية...
بمحطات المغادرين....
تنهيدات على ساطور الأحلام...
لم ترثيها طبول وزغاريد النسوة...
على موكب الشهيد..
أرض معركة...
يتصارع النحيب المبحوح فيه...
سبية... تحاور هزيمتها...
مسافرة لعالم هاجرت منها...
نوارس البحر...
اشرعة ممزقة...
 لسفن تاهت في المغيب...


.............

نعوة قلب سحق......


على أبواب الغربة...
نعوة قلب سحق...
في جفن مرتعش مبلول...
نعتاش على هذيان...
في بناء عش...
لأحلام تهرب عند عتبة الحقيقة...
غمامة من تنهيدات...
على مقاعد...
تتساقط عليها أوراق الخريف...
مكدسة بأحزان...
تحرق وسادة الهذيان
حتى تباشير الصباح....
تمطر شوقاً من مطر أسود..
في بوح يهاجر لغياب ليس بغياب...
مخالب تغرس...
في خاصرة حالمة
بدروب لاتمر منها قوافل..
لاتحد اختناقات الحناجر...
ولا تخطف السراب..
لتحمل عتل حمولة
على ظهر ظل منكسر...
وتنهي رحلة الشجن والترحال...
بأزرع مرجومة...
تمتد نحو سراب...
لتحتمي في معطف أبٍ....
          ************************** 

تم عمل هذا الموقع بواسطة