
العزف على وتر الوجع
هل أخفي ملامح طعنة سطرتني كقصيدة غير مكتملة
أم اكتبها على قارعة قريتي المنكوبة حين غادرها أهلها
وترنحت مقرقعة على وقع نسائم الحرب
وبقيت بلا مأوى..... بلا وطن...
كغراب اسود ينعق في مفترق حينا وينزف دماً
من وهج صوت زمور سيارةٍ تاهت في زقاقنا
وأجادت إيقاظ أهل الكهف من سباتهم
أشعلت ناراً لايفلح معها إلا النار
لم أكن حينها أكذوبة تتمزق داخل سجنٍ
أشعلت أصابعي العشرة ولم تزهر غير أوجاعها
هل لي بعكازٍ اتكئ عليه
ظننتني سأدفن هموماً قبل أن يلوى عنقي
وانتظر دون جدوى في مواقف الحافلات
لعلي ألمح في ذاكرتي الموبوءة
شيئا ينتشلني من خلوتي
فقد فقدت بوصلة الاتجاهات
وسقطت كل أوراق الخريف فوق جبيني
وأنا أدون في داخلي كل شيء أتعبني
حين أدمنت أصابعي كالناي العزف على وتر الوجع
بوادر الفجر
على الحياد سأبقى.....
وفي مقبرة الهامش سأدفن نفسي
فكل خطواتي باتت مبتورة
وقد سرق مني حتى شاهد قبري
حين انتفض الليل من بوادر الفجر
تجرعت مخاض الفطام وحدي
من قال إني لااتقن الرد.....؟
حين يشتد قيظ النهار
ويتعارك الظل والنور
ماذا أقول وقد جعلت من نفسي حصاداً
لمواسم تعالت فيها شخير ليال باتت تصطاد
على شفاهي لوحةٍ لم يعد لها معنى
حين باتت المفردات تلفظها
تخثر دمي وأنا أتكور على نفسي
ارتجف من جسدٍ أصابه الاعياء
كلمات تذهب أدراجها مع الريح
حين نُثر فوق سمائي
نيراناً سكنت بين السطور
كلوحة انفردت بها ريشةٌ
بُعثرت أشلائي كما يحلو للألوان
رائحة البارود
لنتجرع الألم سوياً في أزقة الغربة
وتعمى أعيننا بضباب الدخان
حتى نتوه عن أسمائنا
على مائدة الإفطار حاصرتني قصيدتي
لم ترضى أن تبات ثكلى مثلي
وتُدفن بيدين من حديد تحت الثرى
حيث يتسرب طعم المرار سقف حلقي
فكل الفصول باتت ثلجٌ ونار
وماتت الدمعة في الاحداق
أهكذا يقاس الجمال......؟
وتختنق بين أناملٍ أشهد لها أنها غدت قاتلة
كما يصادر حمام السلام في بلدي
تصادر كل الممنوعات من تحت أظافري
لنتنهد بروية ٍ ونتجرع السم معاً
لنتعاطى كسرات الخبز على أرصفة التسول
فما عادت باقات الزنبق تنبت من بين أجفاني
ولا عادت خيوط الفجر ترقد في أحضاني
كاحلةٌ..... مرةٌ..... هي أمسياتي
كطعم الحنظل في أروقة الصبار
لم يمنحني هذا الصرحُ مؤونة تدفئ محطات الوداع
وعلى كاهلي بندقية أصوب بها نفسي
سيفٌ ينحرني بين الحين والحين
هيهات تلة جرداء حملت في ليلة سهادي
هدهدتني حين التقى الحلم بنافذة الروح
وفاض الجوى فيه كل الأركان
كم تكويني عبارات تئن الحجارة تحتها
ولا ضماد للجرح حين يخترق الألم سائر الجسد
فتتقد الروح بقيود جنونٍ يسكننا
في هزيمة متخمة برائحة البارود

معصوبة العينين
حين اكون معصوبة العينين
يدلني حدسي
فهو أقرب من ذاتي لنفسي
اشتنشق الهواء تحت شطئان
ذاب رملها بين مقلي وهي تبكي
حين تلوح لي الأيدي من بعيد
تتقد الروح نيراناً تشبه شمساً بالكاد أشرقت
تنير أرضا مازارها الضوء يوماً
تزهر روابياً ماتنشقتها روح بشر
فهي بداية من لابداية له
كما حواء وأدم....
لم يذق طعم شجرتهما احد
منفردة في ذاتي
مشبعة بوجودٍ خلق لوجودي
نفسٌ خُلقت لأجل نفسي
لم تلمس مكنوناتها يدٌ قط
كما الخليقةٌ في حسنها ورونقها
حيث لم تطأها قدم
أفرد اجنحتي مع أول كينونة
ذاب وهجها تحت هدير الرعد
حين لامس دقات القلب
وأعلن انه لازال للعمر بقية
تارة اغرد كالعصافير الغافية
على وقع ايحاءات تصلني
وتارة انسج كفني من مقل تكاد تبتلعني
ألم اقل انني أحيا واموت بين حرفين
حرفين دون الجهر بهما
هما موتي... وهما ولادتي
يسكنني الشتات حين اتلعثم
بإسم ادمنت الروح على وقعها
هيهات وانا التمس هلال رمضان
لو التمست عذرا لما يسكنني
صخبٌ يلف ويدور عبر أثير
لم املك منه إلا سجن بين جدران صومعتي
وأنا أعلن توبتي لله
أنني غدوت مؤمنة بقضاءك اكثر واكثر
فمن خلق الروح اعلم بها
وانت خلقت الجمال وقلت اتقوا
فكيف نرى الجمال إلهي...
ولا نعشق.

غفوت سهوا عن آيات الجمال
وتبرأت أمام الملأ
أني بت قتيلة حين سهوت عني
سأملأ العين منك يوماً ما
ربما احتاجك في ليالي كالحة مرة
بدون همسك سأتجرأ على الدنيا
فقد ضلت بي السبل
ونسيت ان اخبرك أنني اتوه نهاراً
عن دروب حفظتني عن ظهر غيب
هو الحنين أبي...

حكايات الخيال
حيث كنا
صمتت الحجارة من سكرتها
ولفني السكون خشية من البوح
فقد بات منتشيا كغير العادة
لازلت اتنشق عبير الزهور
كانت ثملةً تماما مثلي
تعرت السماء والأرض من حلتهما
وباتا يتزينان بخطوات غدت متأرجحة هناك
مصطهجة بين الواقع والخيال
هل كان وهم...؟ أم كان سراب...
ام كان ضربٌ من حكايات الخيال
خفيفة الظل كانت الروح
تتمايل.... تتطاير كما الريشة
في مهب نسيم ليلٍ عليل
تتالت علي غبطة القلب
وخانتني عيناي شوقا
لم احفظ شي من لوحة رسمتها
بات الخلط في كل الألوان
لوحة سمر طبعت عليها آلاف النجوم
في رحلة بين غياهب النفس
أدركت يقينا حينها
ان العمر لوحة يرسمها غيرنا
ونحن نعيش تفاصيلها
وماالحياة إلا حلم نحلم به
نبكي عند العودة
أرواحنا التي تاهت فيها

زنابق الشتاء
الرياح تحرك ستائري بحركة مجنونة
فهي بحاجة البكاء كما نفسي
مرهقة كعصفور بلا مأوى
ينزف من فمه
في عتمة الشتاء تتلوى الزنابق
بحضرة الألم..
ألاحق بمخيلتي
خيوطاً ترحل عني آخر الليل
تتركني في معركة مع عقارب الساعة
صامتة في صقيع الإنتظار
يضمني التبغ إلى رماده ندياً
على شرفات الغياب
احتضن اشواقا كاللهيب تطاردني
في ضبابية أهيم خلفها بين السطور
علني التمس عذراً
لعله يأخذني تحت ذراعي
ينتزع الرداء عن ناظري
ينتشل طعم الحريق على ثغري
لأذوب كالشمعة في الأحداق

عروس الحكايات
وأنا أطل على قاسيون
سمعت همسات العاشقين
تتبعثر في فضاء دمشق
سافرت ملياً بين الشوارع والازقة
غصت بين دهاليز البيوت
لوحات وحكايات
في كل بيت قصة
فتيات يرسمن صورة الحبيب
صبية يتقاذفون الضحكات
على مفارق الطرقات
ماأجملك ياشام...
لازلت أشتم عبق الياسمين
مبللٌ... نديٌ...يلهب قلوب العذارى
أبحث عن بيت أبي
عن العاب تاهت مني هناك
غادرني دفئ حضنك
دمشق.. ياعشق الروح
ياصوت السلام داخلي
ياسرب حمام لايهدأ
يتبعثر في السماء البعيدة
ياعروسا زرعتها بين شراييني
من قال أنك خضت حرباً
وهل يقوى على وهجك شيء
لازلت قبلة للقلب والروح..
مازلت صوت السلام
وهو ينادي...
ها هي الشام.... هاهي الشام...
سيدة النساء... وعروسة الحكايات...

أسراب السنونو
كل شيء يزيد في صحوتي شقاء
وأنا استرخص في معارك المواجهة دمي
تجاعيد التأمل
ترميني بين قافلة السبايا
في طابور الحروب
خذو عني هذا الوشاح
لم أعد أشعر بدفئه
اليوم أصارع بؤر الخيبة في نفسي
قتيلة .. أنفاسي
مغتالة .. حدقات النظر إلى الغد
شقية أناملي
تلفها الاعاصير من رجس التنبوء
اليوم أيقنت من حوار مع الساعة
أني كنت لعبة الدهاليز
أتقيا بين الشقوق سما
كان أحزاني
كالقدح المكسور بين ثنايا الممرات
رميت فوق أرض الكربلاء
لأكر آهاتي كحبات مسبحة في يد إمام
يخطب في محرقتي
من لعاب الاتقياء
ربيعي غدا مقبرة للشمس
وأنا ممزقة تحت كثبان الرمال
كل شيء بات كتنهيدة طويلة
تغادرني أسراب السنونو
لأدفن هالات الجمال
تحت غابات قصب السكر
سر اللعبة
أيعقل أن نمضي هكذا....؟
وفي ثغرنا محرقة من ثلج ونار
وكأن سماؤنا ماامطرت زهورا
ولا أطل في ليلنا هلال
أحسبني واقفة فوق قبري
تتساقط فوق نعشي دموعي
أهكذا هي الحياة....؟
ماتت الحكايات في الاحداق
ولم يعد هناك المزيد
كما الجذور العصية على القلع
اعتصر اليباس في أعماقي دونما جدوى
لازلت مكبلة دونما قيد
اليوم لمحت مقعدي فارغاً
أيقنت سر اللعبة
ربما لم يعد لي مكان

طفولة متأخرة
سأبقى طفلة لآخر العمر
فقد كرهت نظرة الغير لي
بانني امرأة...
بأنني أنثى...
خذلني زمني بمعنى الكلمة
لازلت أبحث عن أمي
وأشتاق لحضن أبي
لم أكبر.... ولن أكبر..
سألملم الزهور من هنا وهناك
وأداعب شعري كل ليلة حتى أنام
ارتب الاوجاع داخلي
أحصرها في زاوية...
لم يحلو لي دور الضحية
سَئِمتْ نفسي....
لعبة ترميها الاقدار.. تداس بالاقدام
الكل يلعب دور البطولة
أمام طفلة تحمل في يدها لعبة
هي لعبة الايام لم تمل منها
تتناوب عليها بالصفعات
ولكلٍ دوره في المسرحية
تحت قبة السماء
في صباحاتي المتأخرة
على أريج قهوتي
أرحل لمفترفات مهجورة كما العمر
حيث أرهق التأمل في تلك الخلوات
أزورها في اليوم آلاف المرات
بيني وبينها حنين لاينضب
أرمي خلفي خوفي وهواجسي
أزيل الملاءات عن وجهي
تحت قرص الشمس حيث يشبعني دفئاً
بصرخة قوية اهتف للحرية
يرتجف الصمت في حنجرتي
حرةٌ أنا لأول مرة
نتبادل الوهج أنا وعين السماء
تجتاحني موجة الشغف
تدعيني لحفلة رقصٍ فوق الروابي
أطلق العنان لقلب ضجر ملياً
حيث تختلط الصور
تتزاحم على سرير الخيال
ويتدفق الشعر منساباً من ثغري
صرخة للروح تدوي في المدى
تنشد أنشودة الخلود
على سهول تاهت خطاي فوقها

امرأة من النار
سأدخل أناملي بين رتابة ضفائري
كي لاتعلق في شجرة التوت
حيث تموت الشرانق وتطير مع الريح
لم اتلو اليوم صلواتي
غيرتي تلهب فؤادي
جل يومي نار وغيرة
كلما اعتصر قلبي
كلما زاد حنيني
كحلوى العيد قضمت كل أظافري
كلما فتشت عن نفسي
تاهت مني من جديد
أين أنا...؟ ومن أنا...؟
وسط كل هذا الزحام...؟
هل أنا اليوم...؟ أم أنا الغد...؟
أم ليس لي بالأصل زمان
دمية على الهامش...؟
أم سطرٌ في كتاب...؟
لازلت أجهل من أنا
أم ألقب نفسي امرأة من نار
اتشبه بقهوتي السادة
مرةٌ... وبالمرارة تكمن نكهتي
فكرةٌ لاتراود أحد
أنا كما أبصر نفسي في المرآة
فاتنةٌ غرقت في وحل الأرض
تعشقني العين والكلمات
فريدةٌ في زماني
إلا أنني حين أحب
لاأتقن إلا الغيرة كسائر نساء الأرض
لوحة زنوبيا
عند انطفاء الشمس ببحر المساء
تتسلقني هبات الشتاء مسترسلة
كما الموت... ينسج حضوره
من اخمص القدمين فما فوق
ثمة بومٌ ينعق بين المقابر
اعض على شفاهي لوعةً
تتجمد أوصالي رهبةً
كآنية من عصر الحجر
كتمثال زنوبيا ألف كتفي
بشرشف أبيض كالكفن
ضجر مني الزمن
تأنبي روحي
زرعت أناملي بذورا من دمي
ولم اجني إلا سخرية القدر
دون يقين انتظرت طويلا
شاحبة اجثو على ركبتي
اغزل حكايات مزهوة بنفسها
قصص جميلة ترحل عني آخر الليل
لترميني لدوائر تدور حولي
لم تمل مني ولم أمل منها
حطام التبغ يضمني إليه
يسردني كحكايات جدتي
لتغفو معي فوق وسادتي
لابكي فوقها رغماً عن أرادتي

دمعة أنثى
اعارك البحث عن ذاتي المنسية
في شقوق الخيال
تقارعني الدموع تحت أجفاني
أنا أنثى سرقت منها انوثتها
حين حلمت أن تكون زهرة
في حديقة الجمال
لم تزهر على طاولتي تويجات الربيع
حين اراقص أحلامي
يرغي البرق ويزبد الرعد
تلفني غزوات الأرض كلها
حين ولدتني أمي
كانت خرساء
فقدت كل الحواس
تقيأ العلقم وتعرت السماء مني
حتى الدمى التهمت لعبتي
وليدةٌ.... أباحت سر اللعبة
سرت نحو حتفي مرغمة
كأكذوبة حضرت في غير آوانها
ماذا سأكتب ...؟
وأنا في اليوم ألف ألف احتضار
لم يحدق أحد في عيني
ولم يلمح أحد ألم الجمال فيهما
جل القضية أنني أنثى..
أبواي انسقا للمتعة .. ثم رماني
كالقطط المشردة تحت مزاريب الشتاء
لم يحمل أحد همي
وأنا أخشى من البوح عن همي
ساحات خالية
مع تباشير الصباح
اشم رائحة الفجر الندي في الشارع
يناديني الباب لأفتحه
فهو يمر بين فكري وقلبي
سكونٌ يلفني والنيام
وحيدةٌ... اترقب حركة النجوم
نجمةٌ...تحاكي القمر في سرها
ساطعٌ كثيراً هذه الليلة
لا أحد سوى انا وصمتي
يتأكل الفجر في صدري
اصغي لأصوات تصدر من نبضي
احتضن برد النسمات
ضوء هنا وضوء هناك
أسرار خلف النوافذ مخفية
وأنا أمشي في الطرقات
حرة.... طليقة...
أقف على ممر المشاة
اشتنشق الهواء دون انقطاع
يضحك في وجهي نسيم الصباح
ساحات خالية
شرفات تتدلى منها الزهور والأماني
ثمة طريق مزروع بالشوك
مدججٌ بزفرات الشجن
خلفه احتفالاتٌ وكرنفالات
شلالات تتهيج في أواخر الليل
وأنا مازلت...
واقفة على ممر المشاة

متحف الذاكرة
هل يسمع صوتي أحد..؟
فأنا أتمتم في صمتي كثيراً
أكرر أحرفاً ضجرت مني
ولم يكتفي قلبي بعد
ندبة في متحف الذاكرة تعيد صياغتي
حلم جميل يفصلني عن الحياة
والدرب وعرٌ تحررت نهايته مني
كأنني خُلقت للتو
لاأمس لي ولا حاضر
كل شيء يتهامس
ينشد للغد
هي دعوةٌ من منفى إلى منفى
وأنا لاأحمل بين يدي
إلا حروفاً احفظها عن ظهر قلب
تنادي... تأن تحت مسامات جلدي
هو الوجع والحنين
من الصحو حتى المنام

رحلة إلى الجوار
من نافذتي
في طريقي إلى الجوار
خيال يبلل وجنتي
من غيمة تدور في مداراتي
ترميني لحدود ليس بعدها حدود
تتلأتلأ الصور في مخيلتي
تحملني لاساطير الأولين
همس وعبارات غنية
تتسرب من بين شفاهي
وتطرق أبواب السماء
على غبش زجاج عيني
طاردت الطفل في طريقي
اتعقبه بين زحمة المارة
بقلب مفجوع أحمله بدمي
بين أصابعي بتلات
كقنابل موقوتة تمزق
أنشودة الهيام المتناثرة حولي
وأنا احتضن السراب
وامشي خلفه
تقذفني الأمواج
لمسالك غير مكتملة
حيث يزحف الكفن ليلبسني
في ثنايا الظلام يطاردني
وأنا لازلت أرجو الرحيل إلى الجوار
ساحات الحرية
ماذا أقول...؟
وقد ناديتك بأبي آلاف المرات
تعتصرني الكلمات
ترميني لمشارق الأرض
أنا وجع غير منتهي
أهرول بين حقول السنابل
أنادي خلف البحار
حيث تحترق أناملي
وتتوه بين شعاع الشمس عباراتي
أحبس النبض بين طيات فستاني
ألطم وجهي من سوء طالعي
أشعر أني اكذوبة
أحمل بصمات العذرية
ألتهم الطغاة أحلامي
في ساحات الحرية
أُعلن سبات الزمن عني
أعود لدهليزي مرغمة
وقد فرض النقاب على وجهي
متمتمة في سري
من يأذن لي بثورة
ثورة تشتعل بين اوردتي
من رأسي حتى أخمص قدمي

آيات الجمال
السماء تتقاسم أوجاعنا
وأنا أعلن لها توبتي
حين تلبسني النفاق ظلماً
لم أجد من يشفع لي
في طوابير المشانق
مزقت كل اشيائي الجميلة
ذابت الحروف في عمق البحار
كل شي بات ضدي
غابات البيلسان
اضرمت فيها النيران
اجتثت أجنحة الفراشات
كل شيء مات
اختنقت الصرخة في الاحداق
لازالت الساحات
تصطاد صدى الجمرات
تقتنص نكهة القهوة
خرساءٌ هي كلماتي اليوم
لم يعد لها معنى
إعاقة أبدية رسمت ظلالها
على أسطورة سطرت فوق آيات الجمال
هوس ذكوري
لست مجرد رقم أوجسد
أنا الف احتمال
يتراقص الجمال تحت أجفاني
مهرة حرة كبلتها الايام
تتسلل إلى بؤسي
تسلط الضوء على أوجاعي
ترميني بكل الإحتمالات
لست سجينة أفكارك
لا يعنيني هوسك الذكوري
فأنا مازلت أجهل جريمتي
كيف يعاقب من بات اسيراً
وتلقى في وجهه
خطيئة الذئب من دم يوسف

حالات جنون
تحت شرفات عيني
رايات منكسة
ذرات التراب تنتحب تحت وطأتها
غلبني قهري
خانتني اسلحتي
نزعت مني ريشة الألوان
أغالب الايام كل عشاء
ترميني بالف حجر
إيقاع يدخلني كتب التاريخ
نهرٌ ينضب عن الجريان
لم يعد يعنيني أي كلام
قصقصت من الجذور شعري
لأنسج منه شعاع نور
وظننت أنني سأكون
يوماً ما خارجة عن حرف القانون
كل البطاقات شطبت اسمي
كل الرسوم حالات جنون
لكنني امرأة مغزولة من غمام
تارة أمطر... و تارة أنام
كالاسماك أسبح
كسرب حمام
ولن تتغير وجهتي
إلى أن ترفع لأجلي كل رايات السلام
ثورة العبيد
على عكس المعتاد
في الليلة الماضية
لملمت رباطة جأشي في المنام
فتحت باب القفص
اطلعت العنان
لصرخاتٍ دفنت قبل أن تولد
أما آن الآوان....؟
نكمم فوهات القذائف
نمجد هتافات الحرية
نعزف صوت الأحلام
بالقرب من حدائق النرجس والليلك
تعلمت الكثير
بالقرب من الأبواب المغلقة
خضت لوعة هزمتني
في رحلة الصمت
بين الضوء والظلام
معصوبة العينين
أرثي نفسي بنفسي
استغيث...
طوقٌ من النار يزنر خاصرتي
أمام الحشود
ذات مرة
مددت يدي وانا انزف في صدري
أبكي وجعاً
تهت كثيرا... وعدت فارغة
سوى من الضجر
آما آن الآوان...؟
نتحرر من الأسر
ندفن الدمع بعيون صارخة
نعلن ثورة للعبيد

خرزة فوق الرمال
يطرحني الخيال عليلةً
أمام انتهاكات الحياة
بين الكلمة والحرف ألف تصادم
في مغامرات لصبية
يعشقون التسكع
يرمقون اشيائهم الجميلة
من حيٍ إلى حي
يهرولون
يدونون أسمائهم على الجدران
قلوبٌ صغيرة يخترقها سهم
كل أحلامهم لازالت ممكنة
يسبحون فيها دونما غرق
يتذوقون نخب مشاعرهم
يتبادلون أعقاب السجائر
في منتصف الليل
تعلو قهقهاتهم صمت الشوارع
وأنا مازلت اعانق خرزة البخت
ادحرجها فوق الرمال
علها تصيب مرة
لتنبأني إحدى العرافات
تقرأ طالعي
حين يسكن الليل
يتراكم الجليد فوق صدري
ترميني لحكايات نسوة فقدن الأمل
تعيدني لإطار صورة مرمية
تجسدني.... ترسمني
لوحة منسية...
ارتعد من وجهتها واندثر
فربما مازال في العمر بقية
رسائل شفهية
في مبردة الايام قصص وممنوعات
لم تنتشي بعد منها
هو فرض كالصلوات الخمس
تاريخ مؤرخ بعمر الكون
أن تنحر آلاف المرات
تحت مصقلة من الذهب
تباد كل اللحظات الجميلة
كل فرح... كل أمل...
كأعقاب السجائر
ترمى بعد الحرق
في حضرة الألم تغرق في دموعها
يكوي ولا يكتفي
قرارات تصاغ وتنفذ
ولا رجوع في الإعدام
تغتصب الطفولة وتهان
على مرآى من أشباه الرجال
وحدها باتت في الخلاء
أوقدوا نار الحرب عليها
سبية هي
تتساقط كحمم البركان
تذوب تحتها الطرقات
استحقت أناملها البتر
خشية ان تكتب يوماً ما
رسائل شفهية
عن وطن تاه في عقر داره
دموع الفرح
الروح تمتطي الأثير
تتناثر في طيات السماء
كسرب حمام يتطاير هنا وهناك
تلثم أمواج الافاق
تعلن هجرتها
تغادر مطاراً اغلقت أبوابه
طائرات اوقفت رحلاتها
الكل غادر
الكل وصل لوجهته
إلا أنا....
بكل رغبة ستغادر روحي الأرض
يوماً ما سترحل دون عودة
فأنا تنبأت منذ ولادتي
أنه ليس للطيبين ملاذ
ليس لنا فيها مكان
لم تهديني حلوى الأعياد
ولم تقتص لنفس تاقت لها
كاالايتام اجحفت بنا الايام
والف طوبى
لمن غمرت عيونهم دموع الفرح