1 قراءة دقيقة
الحلقة السابعة والعشرون - (الجزء الخامس)

زوزان صالح اليوسفي


الحلقة السابعة والعشرون - (الجزء الخامس)
بقلم وتصميم: زوزان صالح اليوسفي

( آخ.. يا أمي النائمة.. المُحمّلة بأثقال الحزن والحسرات.. تعبت عيوننا المليئة بقطرات الدموع.. ليس لنا ميعاد.. وهذا هو حظنا من هذه الحياة.. أن نكون فداءاً لكوردستان.. صالح اليوسفي ).

في البداية أود أن أشير إلى نقطة مهمة من خلال عام 1963 وموقف نبيل وجريئ من سماحة السيد محسن الحكيم (رحمه الله) حين طلب منه الرئيس عبد السلام عارف إباحة قِتال الشعب الكوردي، ولكن سماحة السيد محسن الحكيم وبعد زيارة والدي لهُ برفقة السيد (بحر العلوم)، حرّمَ قتال الأكراد بفتوة منه بعد أن طلبت الحكومة أيام عبد السلام عارف الأخيرة بوجوب قِتال الأكراد..
يذكر السيد مسعود بارزاني قائلاً: ((حينها أتذكر في عام 1963 زرت النجف الأشرف وألتقيت المرجع الكبير السيد محسن الحكيم أتذكر فتواهُ التي حرم فيها قِتال الأكراد بفخر كبير، ويضيف أتذكر أنه في ذلك العام بعث الملا رسالة مع الشهيد صالح اليوسفي الذي أتصل بدوره بالسيد محمد بحر العلوم وذهبوا إلى منزل الشهيد الخالد محمد باقر الصدر وشرحوا له الموقف، آنذاك نهض الصدر ومعه الضيوف وذهبوا إلى منزل المرجع السيد الحكيم الذي أصدر فتوه تحريم الدم الكردي، هذه الفتوه في ذلك العصر تتطلب شجاعة فائقة وستظل خالدة في عقلية الكرد..(1))).
يذكر الأستاذ علي سنجاري عن أحداث 1964: (( شعر عبد السلام عارف بخطورة الموقف في حالة أستمرار القتال ضد الثورة الكوردية ولا بد من إيقاف وتصفية الجيش مِن ما تبقى من البعثيين والشيوعيين خشية قيام إنقلاب ضدهُ، فأوعز عبد السلام عارف إلى محافظ السليمانية (عبد الرزاق سيد محمود) للأتصال مع الزعيم ملا مصطفى البارزاني للتفاوض لإيقاف القتال وحل المشكلة سلمياً، فأستجاب الزعيم البارزاني لهذه المبادرة.. حيث كان الشعب الكوردي بحاجة ماسة لإيقاف القتال، فالقِتال والحصار الأقتصادي كان قد أرهق الشعب والبيشمركة إضافة إلى الآلاف من الجرحى.. كما يضيف الأستاذ علي سنجاري: لقد عارض المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني وبخاصة سكرتير الحزب إبراهيم أحمد أتفاقية رئيس الحزب مصطفى البارزاني مع عبد السلام عارف كونها لا تتضمن الحقوق القومية الحقيقية للشعب الكوردي..(2))).
نقلاً عن الأستاذ محسن دزه يى: ((بعد أن ألتحقت بصفوف الثورة الكوردية، ولم أشاهد صالح اليوسفي بعد ذلك إلا بعد التوقيع على أتفاقية الهدنة مع حكومة الرئيس عبد السلام عارف في 10 شباط/ فبراير 1964 ، وبعد أيام قليلة من الهدنة كنت ضمن مستقبلي اليوسفي في رانية حيث نقل هو وبعض من زملائه بطائرة مروحية، ورغم قضائه أكثر من ثمانية أشهر في الأعتقال والتعذيب إلا أنني قد رأيته يتمتع بنفس الهدوء والمعنويات العالية على الرغم من التعب والإنهاك الباد عليه... مضت فترة أيام على الأتفاقية وبوادر الإنشقاق المؤسف بادية للعيان وكان الشهيد اليوسفي يحاول دوماً إصلاح ذات البين لتجنب الحزب والثورة والشعب الكردي بصورة عامة آثار ومخاطر الإنشقاق، وبعد أن يأس من جدوى جهوده وجهود الخيريين آثر أن يبقى في صفوف الثورة ويستمر في نشاطه فكان يدير قسم الإعلام فيها ويعمل بنفس الإخلاص والتفاني مجمداً نشاطه الحزبي كعضو في اللجنة المركزية ريثما تتجلى الأمور أكثر(3))).
بعد الإنتهاء من مراسيم الأستقبال للوفد الكوردي المفاوض المعتقل لأكثر من ثمانية أشهر تحت التعذيب في سجون بغداد، سارع والدي بالحضور إلى زاخو وإلينا وكان يرافقهُ مجموعة من حرسه الخاص من البيشمركة الذين أنتشروا في محلة (ريتا) حيث بيتنا المطل على نهر الخابور وكان هذا الحي يدعى (سةر كةندال(4))، فأمتلأت المحلة بالعشرات من البيشمركة لحراسة والدي والحفاظ على حياته خوفاً من أغتياله من قِبل بعض العملاء من الكورد الموالين للحكومة العراقية.
نقلاً عن أختي الكبيرة نارين: ((بعد عودة والدي، كان في حالة صحية سيئة جداً جراء التعذيب الذي تعرض له وكان يشكو من آلآم مبرحة خاصة في ظهره وفي يديه اليمنى بسبب تعليقه بيده اليمنى في مراوح التعذيب، مما أدى إلى صعوبة إستعماله لتلك اليد خاصة في الكتابة ولفترة طويلة، وقد توافد أهالي زاخو بالعشرات ويومياً لزيارة والدي والأطمئنان على سلامته، ومن جهة أخرى جاؤا للقيام بواجب تعزية والدته، مما زاد من معاناة وحزن والدي أكثر حين سمع ولأول مرة بما حصل لنا أنا وأمي وجدتي في فترة إعتقاله، فتأثر جداً عندما عرف بتفاصيل أعتقالنا، مما دعاهُ وفور وصوله زاخو إلى الذهاب إلى آمر فوج زاخو وهو ضابط أسمه (دحام....) وقام والدي بصّب جام غضبه عليه، نتيجة هذا التصرف اللإنساني واللأخلاقي، وأهان كل من كان سبباً في ذلك وبكل جرأة وهو يعلم جيداً مَن كان السبب في القبض على والدتي، كما ذكرت أختي نارين بأن أبي ولأول مرة بكى وبكل حرقة على معاناة ووفاة جدتنا، وبقيت حسرة وفاة جدتي بغيابه ملازمة لوالدي إلى آخر أيام عمره))، وخلال تلك الفترة القصيرة التي عاد فيها والدي إلينا قام خلالها بترتيب مزار جدتي، وخط على الأسمنت بأصبعهِ قصيدة من تأليفه وباللغة الكوردية وهذا نصها:((ئاخ.. دايكا نفستى بر قةهر و بر كوفان جافيَت مة قةرمين بر روندك و بئ زفان بةختئ مة ئةفة بى بو قوربانين كوردستان - الترجمة بالعربي: آخ.. يا أمي النائمة.. المُحمّلة بأثقال الحزن والحسرات.. تعبت عيوننا المليئة بقطرات الدموع.. ليس لنا ميعاد.. وهذا هو حظنا من هذه الحياة.. أن نكون فداءاً لكوردستان..))، ووقّع على الأبيات بأسمه، وهذه الأبيات الشعرية ما زالت منقوشة على قبر جدتي، لم يبقى معنا والدي سوى بضعة أيام ثم غادر بعدها إلى مقر قيادة الثورة الكوردية لمواصلة عمله الحزبي ونضاله السياسي والثوري والبدأ بمرحلة المفاوضات الجديدة مع حكومة عبد السلام عارف.
هنا أود التطرق إلى حصول شرخ عميق في الحزب الديمقراطي الكوردستاني في عام 1964، وبأعتقادي هذا ليس أول إنشقاق يحدث في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، فقد سبق وإن حصل عام 1959 مع الأستاذ حمزة عبد الله وجماعته وإن كان بشكل أقل معاناتاً وتأثيراً من الشرخ العميق الذي حدث عام 1964 والذي لازم تأثيرهُ وتداعياته السلبية على مسيرة حركة الثورية الكوردية لا في كوردستان العراق فقط بل حتى في باقي أجزاء كوردستان ولحد الآن..!، فقد حاول مجموعة في الحزب من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية بالإنشقاق عن الحزب الديمقراطي وذلك لوجود تناقضات في الأفكار والتطلعات، وكان راعيها الأول الأستاذ إبراهيم أحمد بالإضافة إلى كل من الأساتذة عمر مصطفى وجلال طالباني وعلي عبدالله ونوري شاويس ومحمد أمين بك وغيرهم.. ولو أنني لا أملك الكثير من الخبرة السياسية ولكن بأعتقادي كان بإمكان مجموعة الأستاذ أبراهيم أحمد هذه من تأسيس حزب جديد حينها بدلاً من هذا الموقف الذي جاء على رأس قراراتها وتصريحاتها بعزل الزعيم ملا مصطفى البارزاني من الحزب..! وبطرد بعض من قيادات الحزب..! بإدعاءات فكرية جديدة، ولو تمعنا جيداً سنرى أن تلك المرحلة النضالية وفي ظل بدايات حركتها، وفي ظل ظروف حرجة وصعبة جداً وأجواء مشحونة بالتكتلات والإنقلابات في أنظمة الحكم العراقية آنذاك..! لذا فإن الحركة التحررية الكوردية حينها كانت بغنى عن مثل هذه القرارات والتغيرات وهذا الإنشقاق..! دون أن تقدر بأن الزعيم ملا مصطفى البارزاني حينها كان له شأن كبير وشعبية واسعة، وكان شخصية قومية ونضالية معروفة على الصعيد المحلي والدولي ولهُ مكانة خاصة لدى أغلبية الشعب الكوردي إضافة إلى تاريخيه الوطني في الحركة التحررية الكوردية، هذا بالإضافة إلى أن القوة العسكرية الأساسية للأكراد كانت تحت أمرته بالدرجة الأولى، والدليل على ذلك رأينا كيف أن أغلبية الشعب الكوردي وكذلك الشخصيات السياسية مالوا نحو قيادة الزعيم البارزاني..
العلاقة بين القادتين أخذت تسوء شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت إلى إنشقاق جماعة إبراهيم أحمد ونقطة اللاعودة ووصل إلى ذروته في الإنشقاق الثاني في عام 1966 رغم محاولات العديد من الشخصيات من الإصلاح وصلح بينهما ولكن كل المحاولات ذهبت أدراج الريح..! حاول والدي مدى الإمكان ونقلاً عن العديد من الشخصيات السياسية الكوردية أن ينقذ الوضع وأن يمنع هذا الشرخ في الحزب لكنه لم يستطيع بسبب تعنت الجبهتين(5)..!
المشكلة الكبرى لدى ساستنا وفي أغلب فترات تاريخنا النضالي هو وقوعهم في فخ الشاه (محمد رضا بهلوي – شاه إيران)، ولم يستفيدوا من تجارب الماضي ومنذ أيام الزعيم قاضي محمد.. فقد كان لشاه إيران المخلوع الدور الرئيسي في بث بذور الإنشقاق والتدخل في شؤون قضيتنا التحررية والعمل على أستغلالها وفقاً لمصالحه الشخصية..!
يشير الأستاذ شكيب عقراوي: (( إن الخلافات بين الرئيس جمال عبد الناصر ومحمد رضا بهلوي شاه إيران كانت قد وصلت أوجها، وكان شاه إيران يخاف من أزدياد نفوذ الرئيس جمال عبد الناصر في العراق، لذلك تدخل شاه إيران في موضوع الخلاف الموجود بداخل القيادة الكردية في كوردستان العراق وحاول شق الحزب الديمقراطي الكوردستاني لمنع وصول الأكراد إلى أتفاق دائمي مع الحكومة العراقية..! وفي شهر آذار/ مارس 1964 عندما أنفجر الخلاف بين البارزاني والمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني فإن البارزاني أستند على موقفه الودي مع الحكومة العراقية للقضاء على الجناح المعادي له بداخل الحزب الديمقراطي الكوردستاني..(6))).
كما يضيف الأستاذ شكيب عقراوي: (( لقد أنفجر الخلاف بين الزعيم مصطفى البارزاني والمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ظاهرياً في بداية عام 1964 إلا أنه عملياً يعود إلى عام 1962.. في ذلك الوقت كان البارزاني يعتقد بأن أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني غير مخلصين له وبدأ ينتقد موقف الحزب... وقد كان لوجود مقر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني في منطقة (ماوت) البعيدة عن مكان إقامة البارزاني أثره السيء في تطور الخلافات بين الجانبين وظهر لأبناء الشعب في المنطقة بأن هناك قيادتان وليست قيادة واحدة للثورة الكردية وكان ذلك بالتأكيد دوره السيء في تطور الخلافات نحو الأسوء ثم للدفع نحو إنشقاق الحزب في نيسان / أبريل 1964، ولقد حاولت النخبة الواعية في صفوف الحزب منع حدوث الإنشقاق من خلال جهود الأستاذ صالح اليوسفي والأستاذ علي سنجاري والدكتور محمود عثمان والدكتور فؤاد جلال والمهندس محمد أمين بك والمحامي بابا طاهر الشيخ جلال.. لقد نزلت أنباء إنشقاق الحزب كالصاعقة على أبناء الشعب الكوردي في جميع أجزاء كوردستان وبصورة عملية فإنه وفي كوردستان العراق أستوجب على كل عضو في صفوف الحزب بأن يحدد موقفه مع أية جهة من الجهتين سوف يكون أو فيما سيترك العمل في الحزب.. كانت الحكومة العراقية حينها تسعى إلى القضاء على نفوذ المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني لرفضها أتفاقية السلام مع البارزاني في 10 شباط 1964، أما حكومة شاه إيران فكانت تحاول تعميق الخلافات في القيادة الكردية وإضرام حرب أهلية بين صفوف الشعب الكوردي في كوردستان العراق... وقد شعر الزعيم ملا مصطفى البارزاني بالآثار السلبية للإنشقاق وعن تدهور معنويات الشعب الكردي بسبب ذلك وشعر أيضاً بأن الوضع يحتاج إلى معالجة سريعة فقرر عقد المؤتمر السادس للحزب (7))).
أثر هذه التداعيات أنعقد المؤتمر السادس للحزب الديمقراطي الكوردستاني في مدينة (قلعه دزه) في تموز/ يوليو 1964 ، وتم خلالها فصل سكرتير الحزب إبراهيم أحمد ومعظم أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب وتم أنتخاب لجنة مركزية جديدة وأنتخب مصطفى البارزاني رئيساً للحزب وأنتخب الأستاذ حبيب محمد كريم سكرتيراً للحزب..
يذكر الأستاذ مير عقراوي: خلال الإنشقاق إتصل جلال الطالباني بالنظام الملكي الإيراني السابق، في البداية تم إستقبالهم وأقام لهم نظام الشاه معسكراً في مدينة همدان الإيرانية، لكن لما لاحظ نظام الشاه إن شعبية الرئيس مصطفى البارزاني هي الأقوى والأوسع إنتشارا بين الكرد أهمل جلال الطالباني وجماعته.
لقد إرتكب المنشقون في الإنشقاق الثاني 1966خطأً فادحا كما الإنشقاق الأول، وهو إلتحاقهم بالحكومة العراقية وقتها، ثم الأكثر خطأً وسلبية هو إستلامهم السلاح والأموال لمحاربة خصمهم الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيسه مصطفى البارزاني الذي كان يقود الثورة الكردية يومذاك في إقليم كردستان، بسبب ذلك إندلعت بينهم مصادمات ومعارك دموية...(8)
عندما سُأل الرئيس طالباني أن يتحدث عن هذا الانشقاق وأسبابه الحقيقية وبعد مرور 45 عاما، قال: ((كتبت في أكثر من 14 دفتر ملاحظات كل مذكراتي، ولم أنشرها بسبب هذا الخلاف الذي يثير المشكلات الآن، ولكن كل ما أستطيع قوله هو أن هذا الخلاف ما كان يجب أن يحدث، وكان من واجبي أن أعمل على التوافق التام بين المكتب السياسي والزعيم بارزاني، وقد أضعف هذا الخلاف الثورة الكردية كثيراً، كما أثر على الحزب الديمقراطي الديمقراطي الكوردستاني(9))).
أستمرت المفاوضات بين قيادة الثورة الكوردية وحكومة عبدالسلام عارف لغاية شهر نيسان/ أبريل 1965 كان خلالها عبدالسلام عارف يكشف عن سوء نواياه أتجاه الثورة الكوردية وحقوق شعب كوردي، وفي 15/ 4/ 1965 أستئنأف الحرب ضد الشعب الكوردي.. وقد صرح (عبدالعزيز العقيلي) وزير الدفاع في بداية بأنه سوف يقضي على (العصاة – قاصداً الثوار الكورد)، وكانت حرب عبدالسلام عارف في كوردستان بمثابة حرب الأبادة والأرض المحروقة ضد الشعب الكوردي.
المصادر والهوامش:
(1) مقابلة مع السيد مسعود البارزاني – سعد البغدادي – قناة فضائية الفرات.
(2)الأستاذ علي سنجاري – القضية الكوردية وحزب البعث العربي الإشتراكي في العراق – ص 325
(3)كيف عرفت الشهيد صالح اليوسفي ... محسن دزه يي .. صلاح الدين – 6 – 6 - 2004
(4)(سةر كندال – على حافة المنحدر) وسمي بهذا الأسم لإن شارعه الضيق يشرف مباشرة على نهر الخابور.
(5)ذكر كل من الأساتذة محسن دزه يى، الأستاذ علي سنجاري، الأستاذ شكيب عقراوي، الأستاذ جرجيس فتح الله عبر مؤلفاتهم.
(6)الأستاذ شكيب عقراوي - سنوات المحنة في كوردستان – ص 134 .
(7) الأستاذ شكيب عقراوي - سنوات المحنة في كوردستان – ص 145 – 146 – 147 - 154.
(8)الأستاذ مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية – الجزء الرابع.
(9)مقابلة مع الأستاذ جلال طالباني – معد فياض.


تم عمل هذا الموقع بواسطة