الحلقة: الخامسة والخمسون
بقلم وتصميم: زوزان صالح اليوسفي
أتحاد أدباء الأكراد وجمعية الثقافة الكوردي(الفصل الثاني)
أقام المؤتمر الثاني لإتحاد أدباء الأكراد في مدينة أربيل (14 - 18 تموز/ يوليو 1971) وكان المؤتمر بحضور الأستاذ صالح اليوسفي، وبرعاية الرئيس أحمد حسن البكر والزعيم ملا مصطفى البارزاني، وقد تبرع الرئيس البكر بمبلغ ألف دينار لدعم نشاطات أتحاد الأدباء الأكراد، كما تبرع الزعيم البارزاني بمبلغ 500 دينار، وبعد المؤتمر أستقبل الرئيس البكر صالح اليوسفي رئيس أتحاد أدباء الكورد في المؤتمر الثاني وأعضاء الهيئة الإدارية.
أهتم صالح اليوسفي بأفتتاح المؤتمرات والندوات الأدبية بأستمرار برعاية أتحاد الأدباء الأكراد، وأهتم بطبع الكتب للأدباء، كما ترأس خلال هذه الفترة جمعية الثقافة الكوردية، وترأس مجلة (روژى كوردستان - شمس كردستان) باللغة العربية والكردية، ومجلة (ئه ستيره) باللغة الكردية للأطفال، وكانت علاقته بالأدباء الكرد علاقة تشجيع وتعاون وأحترام متبادل..
ويقول الأستاذ مصطفى صالح كريم: (( يعتبر الكثيرون من الأدباء أن السنوات الأربعة من 1970 1974 تعد عصراً ذهبياً للأدباء الكورد)).
مقتطفات من كلمة صالح اليوسفي في المؤتمر الثاني لإتحاد الأباء الأكراد..
(( كان من حصيلة 11 آذار تكوين إتحاد الأدباء الأكراد وجمعية الثقافة الكردية والمجمع العلمي الكردي والمنظمات الكردستانية بصورة علنية وإنعكاس ذلك على المد الفكري الذي أكتسح في طريقه المعوقات العفنة التي كانت تكبل أدب شعبنا وفنونه وثقافته وفولكلوره وكانت تضايقه في عزلة قاتلة، ولكن أيادى آذار الحازمة مزقت هذه الأغلال وأشرقت بأنوارها الدافئة فتفجرت الطاقات الفنية المكبوتة وإنطلقت من عقالها لتسهم بدورها في نهضتنا الفكرية والثقافية والأدبية.
لقد شهد شهر تموز الأغر في خضم أحتفالات الشعب العراقي بثوراته، إنعقاد المؤتمر الثاني لإتحاد الأدباء الأكراد في أربيل مدينة البطولات والأمجاد التاريخية العريقة والنضال الدؤوب والحريصة على دفع ضريبة الواجب والعهد بسخاء منقطع النظير.
وكان إنعقاد المؤتمر الثاني لإتحاد الأدباء الأكراد برعاية السيد الرئيس أحمد حسن البكر وإسهام مؤسس حزبنا ورئيسه البارزاني وأشتراك الأدباء والشعراء الأكراد من مختلف الإتجاهات والأديان ومساهمة إتحاد أدباء العراق وإخواننا التركمان ورابطو النجف الأشرف الأدبية، لأعظم دليل على ما يتمتع به شعبنا الكردي من حب وأحترام وإخاء بين مختلف أبناء الشعب العراقي المجيد، كما وإن إسهام الأخوة الأدباء الأكراد في مناقشاتهم ومحاوراتهم البناءة خلال المؤتمر والتوصل إلى صياغة وتصديق نظام الإتحاد ومنهاجه ومقرراته وتوصياته لدلالة أكيدة على عمق وعي شعبنا الكردي وتنامى حركته الأدبية بعد تحطيمه الأغلال والقيود السابقة ليساهم الأدب الكردي الخلاق مع الحركات الفكرية والأدبية التقدمية لخدمة الحضارة البشرية وإغنائها بالقيم والإنتاجات الحية.
ومما لاشك فيه أن وجود الإتحادات والمنظمات الكردية وفي مقدمتها إتحاد الأدباء الأكراد سيؤدي إلى ضم الطاقات الكردية إلى بعضها لتضاعف نشاطها من أجل خلق حركة نشر كردية واسعة وليعمق طاقات ومدارك وثقافات الأدباء الأكراد ليمكنهم من نقل إنتاجهم إلى اللغات الحية وترجمة آداب الشعوب الأخرى ليطلع عليها الكرد ويستفيد منها في نهضته الحضارية، ولذلك فإننا نولي الإتحاد كامل أهتمامنا وندعو جميع الأدباء والمثقفين الأكراد إلى إحتضانه ودعمه مادياً وأدبياً وأن يساهموا في نشاطاته الثقافية والأدبية لتعويض فكرنا عما فاته خلال سنوات النضال بمضاعفة الجهود وبذل كامل الطاقات لشحذ الهمم والشعور الصادق بالمسؤلية، وبذلك فقط يمكننا أن نختزل المراحل الزمنية ونلحق بركب الشعوب السائرة إلى الأمام.
وبالرغم من أن أدب شعبنا وشعره وتراثه عريقة عراقة الشعب وأصيلة كأصالته وغنية قوية جميلة كجبال كردستان المورد الشامخ، إلا أنه لابد للظروف السياسية والأقتصادية والأجتماعية أن تؤثر على مستقبل الأدب والثقافة، لذا فنحن مدعوون اليوم لإغتنام الفرصة وصنع المستحيل في هذا المجال كما سبق وحققنا المستحيل في مجالات آخرى كانت أكثر صعوبة... ولنا وطيد الأمل بقدرة شعبنا في تجاوز المحن والملمات والتخلف وإحراز النصر ومن ثم تعزيز مكاسبه بالتعاون والتآزر مع حليفة حزب البعث العربي الإشتراكي وكل قوى الوطنية الصديقة، وعسى أن تكون أحتفالاتنا في العام القادم مقرونة بإنتصارات أخرى في مجالات الفكر والأدب بالإضافة إلى تعزيز الوحدة الوطنية ومواصلة تنفيذ ما تبقى من بيان آذار الخالد وبلوغ أهداف شعبنا العراقي في كل ما يصبو إليه من حياة حرة كريمة... ومن الواجب هنا أن نشير ببالغ الشكر والتقدير إلى الإلتفاتة الكريمة لسيادة الرئيس أحمد حسن البكر لرعايته المؤتمر ومنح الإتحاد مبلغ ألف دينار وكذلك عطف رئيس حزبنا القائد السيد البارزاني لتبرعه بمبلغ خمسمائة دينار لتغطية مصاريف المؤتمر، فيتقدم الإتحاد بالشكر لقادتنا الكرام ويعاهدهم أن يكون حامل مشعل الثقافة لإضاءة مسالك الوحدة الوطنية الصادقة أمام جماهير شعبنا بعربه وأكراده وأقلياته المتآخية في هذا الوطن الحبيب(1))).
مهرجان أتحاد الأدباء للشعر في كركوك - آذار 1972..
أقام المركز العام للاتحاد المهرجان الأول للشعر الكوردي في مدينة كركوك القلب النابض لكوردستان، فحدد يومي 22 و23 آذار سنة 1972 موعداً لعقد ذلك المهرجان العتيد، فتوجه شعراء الكورد المعروفون من جميع المحافظات الكوردية وبغداد الى تلك المدينة للمشاركة في هذا الكرنفال الرائع الذي أقامته الهيئة الادارية الثانية للاتحاد برئاسة الأستاذ الشهيد صالح اليوسفي، فتم إفتتاحه في قاعة سينما صلاح الدين بحفل يليق بذلك المهرجان بكلمة الهيئة التحضيرية، ثم ألقى الأستاذ صالح اليوسفي رئيس الأتحاد كلمة المؤتمر، وتلاه ممثل إتحاد الأدباء العراقيين حيث أكد على الأخوة العربية - الكوردية وتمنى إزدهار الأدبي الكوردي في ظل أتفاقية 11 آذار، وهنأ الأدباء الكورد على نشاطاتهم الأدبية والثقافية وقد حضر المهرجان الشاعر محمد مهدي الجواهري نصير الكورد في نضالهم من أجل الحرية.
كان المهرجان قائماً تحت شعار (الشعر، نوروز، آذار) لأنه أقيم في مناسبات أعياد آذار ونوروز، وكانت إقامة المهرجان في كركوك ذات مغزى قومي، لقد عقدت الندوة الشعرية الأولى مساء يوم 22/3 على قاعة متوسطة الإمام قاسم للبنين فقدم الشعراء الآتية أسماؤهم قصائدهم المعبرة عن أحاسيس الشعراء أتجاه قضية شعبهم ووطنهم:
1- الأستاذ صالح اليوسفي: عن المركز العام (بغداد).
2- السيد هيمن مهابادي: (بغداد) كان لاجئاً فيها.
3- الدكتور إحسان فؤاد (بغداد).
4- السيد شيركو بيكه س (السليمانية).
5- السيد عثمان مصطفى خوشناو (كركوك).
6- السيد بدرخان سندي (دهوك - زاخو).
7- السيد كاكه ى فلاح (السليمانية).
8- السيدة خورشيدة بابان (السليمانية - حلبجة).
9- السيد محمد دارا الفيلي (بغداد).
10- السيد عبدالله به شيو (أربيل).
11- السيد كامل زير (السليمانية).
وبدأت الجلسة الثانية للمهرجان في الساعة العاشرة من يوم 23/3 في قاعة نقابة المعلمين- فرع كركوك. فقدم الشعراء التالية أسماؤهم قصائدهم إلى الجمهور الأدبي:
1- السيد أزي كوران (السليمانية)
2- كريم شاره زا (أربيل)
3- عبدالرحمن مزوري (دهوك)
4- ع.ع. شونم (السليمانية)
5- السيد بيربال محمود (أربيل)
6- السيد ا.ب. هورى (السليمانية)
7- أحمد دلزار (أربيل - كويسنجق)
8- السيد حسيب قره داغي (السليمانية)
9- مدحت بيخه و (أربيل)
10- صالح على كولي (دهوك)
وعقدت الجلسة الثالثة الختامية في الساعة الرابعة من مساء ذلك اليوم، وفي القاعة نفسها وألقى الشعراء الآتية اسماؤهم قصائدهم:
1- السيد ع.ح.ب (السليمانية)
2- خليل خويناوي (كركوك)
3- السيد محمد البدري (بغداد)
4- السيد صالح هزار (السليمانية - حلبجة)
5- السيد محمد رسول هاوار (بغداد)
6- السيد عبدالله سراج (كركوك)
7- السيد شيرو مفتي (بغداد)
8- السيد جمال شاربازيري (السليمانية)
9- السيد عبدلله عباس (بغداد)
10- السيد محمد علي (كركوك)
11- السيد أحمد شكري (السليمانية).
شهادات الأدباء..
يذكر الأستاذ الشاعر محمد البدري: ((مضت السنوات النضالية من حياة الحركة التحررية للشعب الكوردي أي في ثورة أيلول، وما أن صدرت أتفاقية الحادي عشر من آذار حتى تعرفت على اليوسفي عن قرب وخاصة حين تولى رئاسة جمعية الثقافة الكوردية وإتحاد الأدباء الكورد ولكوني كنت سكرتيراً للأتحاد فقد كنت ألتقيه في أجتماعات الهيئة الإدارية للأتحاد وأزوره بين حين وحين في وزارة التخطيط حينما كان وزيراً للدولة، كانت علاقتي جيدة جداً وحميمة، وفي العام 1973 وردنا – الأتحاد – كتاب من إتحاد الشبيبة الكوردستاني بغية ترشيح أديب للمشاركة في مهرجان الشبيبة الديمقراطي في برلين، وفي إجتماع الهيئة الإدارية أقترح عليهم ترشيحي لهذه المشاركة وسافرت فعلاً.. وفي العام ذاته وعند مشاركتي في المهرجان الأول للشعر الكوردي في كركوك كان الزميل مصطفى صالح كريم يقدم الشعراء بالعربية والزميل عبد الله عباس بالكوردية وحين أقترب الدور لقراءة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري جاءني شخص قائلاً أن الأستاذ اليوسفي يريدك وكان المهرجان برعايته ممثلاً عن رئيس الجمهورية وحين جئته قال: أدري أنك تحفظ للجواهري الكثير من القصائد لذا أريدك أن تقوم بتقديمه بنفسك وفعلاً صعدت على المسرح وقمت بإداء دوري في التقديم بحيث أن أبا فرات قال لي: ما أستاهل هلكد.. قلت أنت تستحق أكثر من هذا بكثير(3)).
يذكر الأستاذ أحمد لفته علي: (( ألف رحمة على روح الشهيد صالح اليوسفى الذى كان قريباً جداً من الكتاب والأدباء والشعراء والفنانين وحدائق جمعية الثقافة الكردية فى القصر الأبيض أكبر شاهد حال لما كان يقوم به الشهيد الراحل من تكريم الأدباء والعلماء وأصحاب التأثير فى شريحة الناس من مختلف فئات الناس ومن هنا كان اليوسفي قريباً من المثقفين ومجلة (بَيف -الكلمة)و (روژى كوردستان - شمس كردستان) التى كانت تصدر فى بغداد أكبر دليل للإهتمام بالأدباء والفنانين والصحفيين وتأسيس إتحاد أدباء دهوك كانت بجهود الشهيد صالح اليوسفي..))... يتبع
المصادر:
(1) مقتطفات من كلمة الأستاذ صالح اليوسفي في مهرجان مؤتمر أتحاد الأدباء الأكراد الثاني في أربيل تموز/ يوليو 1971
(2)آفاق أدبية كوردية.. أول مهرجان للشعر الكوردي أقيم في قلب كوردستان – كريم شاره زا.
(3)الشاعر محمد البدري: كان اليوسفي ملاكاً في زي إنسان - عبق من سيرة معطرة بالنبل والمبدئية وشرف الكلمة، شخصيات مناضلة تتحدث عنه وتدعو إلى دراسته أكاديمياً (جريدة التآخي) العدد (4709) أعداد الصفحة: أحمد لفتة علي – شرين البدري