الحلقة الثلاثون – الجزء الثاني
بقلم وتصميم: زوزان صالح اليوسفي
شيخ الصحافة الكردية صالح اليوسفي وتأسيس جريدة التآخي(1)..
صدر مرسوم جمهوري في 17/ 4/ 1966 بتشكيل حكومة عبد الرحمن البزاز، كان يرى البزاز في القضية الكوردية مشكلة العراق الأساسية، ويقول في مقدمة كتابه (العراق من الأحتلال حتى الأستقلال): (القضية الكوردية مشكلة العراق الأساسية المرتبطة بوجوده، ولن يأتي للعراق الأستقرار إلا إذا حلها حلاً عادلاً ينصف الأطراف المعينة كلها؛ فتتحقق نتيجة ذلك وحدة الشعب العراقي، وقال أيضاً إنها ليست وليدة فترة زمنية متأخرة أو حصيلة وضع سياسي معين، أو نتيجة تحريض شخص أو بضع أشخاص، كما يتوهم بعض العراقيين اليوم، وإن تأكيد هذا الأمر أصبح في الوقت الحاضر ضرورياً لأن بعض المسؤولين لما يدركوا بعد حقيقة هذه المشكلة، ولم يتح لهم أن يسبروا عمق أغوارها......(2))).
بعد تسلم الرئيس عبد الرحمن عارف لرئاسة الحكم مع رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز، أتبعا سياسة التسامح والسلام فكسبا من خلالها الكثير من قلوب المواطنين العراقيين، وقلبا الطاولة على العديد من زعماء دول الجوار وخاصة على شاه إيران، عندما قام الرئيس عبد الرحمن عارف شخصياً بزيارة إلى كوردستان ولقائه بالزعيم ملا مصطفى البارزاني وباقي أعضاء القيادة الكوردية في محاولة منه لوقف الحرب وحل المشكلة والقضية الكوردية حلاً سلمياً، ليدب الأستقرار الأمني والسياسي في البلد، وكانت هذه أول مرة يقوم فيها رئيس عراقي بزيارة زعيم الثورة الكوردية ملا مصطفى البارزاني وكان ذلك في 26 تشرين الأول/ أكتوبر1966 لتعزيز الثقة بين الطرفين وهذه الزيارة التاريخية جاءت عقب توقيع الطرفين بيان 29 حزيران/ يونيو 1966 والذي أصدرته حكومة عبد الرحمن البزاز(3)، وعلى الرغم من أنه كانت هناك الكثير من العراقيل والمشاكل وردود الأفعال السلبية من الجانبين، إلا أن المفاوضات جرت بروح السلام بين الطرفين، وكان المناضل صالح اليوسفي على رأس الوفد الكوردي في المفاوضات، أرسلت القيادة الكوردية وفداً إلى بغداد في حزيران عام 1966 للتفاوض حول فقرات وبنود الأتفاقية وتم صدور بيان 29 حزيران عام 1966 الذي تضمن منح الكورد شكلا من أشكال الحكم الذاتي وأستمرت تلك المفاوضات بين الحكومة والقيادة الكوردية بصدد تنفيذ كافة بنود الأتفاقية إلا انه لم يتم تنفيذ إلا جزء يسير من البنود والفقرات المتفق عليها وقد أبدى الوفد الكوردي المفاوض نشاطاً متميزاً في لقاءاته المكثفة مع القياديين في الحكومة وممثلي الأحزاب السياسية والشخصيات العراقية العربية والتركمانية أمثال اللواء عمر علي والعميد عبد الله عبد الرحمن رئيس نادي الإخاء التركماني وغيرهم من الذين كانت لهم علاقات طيبة بالثورة الكوردية والمناضلين الكورد، وكان الوفد الكوردي المفاوض يطرح دائماً مسألة حقوق التركمان ضمن مطالبهم بإعتبارهم القومية الثالثة في البلد(4).
بالنسبة لعائلتنا فقد مرت الأيام في الشرقاط ونحن ننتظر الأحداث والتغيرات بفارغ الصبر والتمنيات السعيدة لتفرح قلوب الجميع لوقف الحرب، زارنا والدي لأول مرة خلال المفاوضات في مدينة الشرقاط، كانت فرحتنا جميعاً لا توصف، عائلتنا وجميع الكورد المنفيين في مدينة الشرقاط وحتى أهالي مدينة الشرقاط، أدرك والدي شهامة ونُبل العم أبو فتحي (السيد أحمد سلطان الجبوري) معنا ومساعداته لنا في محنتنا، فالأخبار كانت تصله عن طريق التنظيمات الحزبية السرية في المنطقة، وعندما وصل والدي سأل عن (العم أبو فتحي) شخصياً.. وطلب أن يزوره في الحال.
ومن خلال شهادة الأخ الفاضل يونس أحمد سلطان سرد ما يلي: (( عند وصول الأستاذ صالح اليوسفي إلى مسكن عائلته طلب من العمة لطيفة (أم شيرزاد) وأولاده أن يصطحباه إلى بيت (أحمد سلطان الجبوري) ذلك الرجل الذي لم يراه في حياته وليس بينهما أية سابق معرفة.. فأستقبلهم الوالد والوالدة بالفرح والسرور حامدين الله الذي أوصله بالسلامة ليلتقي بعائلته..))، وقام العم (أحمد سلطان الجبوري) وبنفس اليوم بنحر خروف فرحاً بعودة والدي..!
وذكر الأخ يونس قائلاً: (( بعد مرور أعوام على زيارة اليوسفي تلك وبعد صدور بيان 11 آذار 1970 وحين صار العم صالح اليوسفي وزيراً، لم ينسى الشرقاط أبداً ولم ينسى أحمد سلطان الجبوري، بل كان حريصاً على الوفاء وهو أهلّ لهُ، فقد قام بعدة زيارات للشرقاط وفي كل زيارة كان يأتي إلى والدي ليسلم عليه، كان مسجد مدينة الشرقاط مسجد طيني فأمر اليوسفي بأعماره ووضع له حجر الأساس بنفسه، وهو الذي طالب بأن يتحول الشرقاط من ناحية إلى قضاء فأصبح قضاءاً )).
خلال فترة وجود والدي معنا في مدينة الشرقاط لأيام قليلة، غمرنا بالحب والحنان وكأنه أراد أن يعوض عما فات منا ومنهُ من الحرمان الطويل الذي غاب فيه خلال فترة حكم الرئيس عبد السلام عارف وألتحاقه
بالثورة والقيادة الكوردية، ولشدة حب والدي للمناطق الأثرية والتراثية، أصطَحَبنا إلى بعض النزهات في مدينة الشرقاط مواقعها الأثرية مثل قلعة شرقاط التاريخية(5) وعلى نهر دجلة، وبناءً على دعوة من وجهاء مدينة الشرقاط فقد أصطحبنا أيضاً إلى القصر التراثي ل (الشيخ عجيل الياور(6))، وهو من ضمن الآثار التراثية لمدينة الشرقاط، كان القصر مهجوراً وموصد الأبواب، وتقديراً وإكراماً لوالدي قام أعيان ووجهاء مدينة الشرقاط بفتح أبوابه بزيارة والدي، لم يبقى والدي سوى أيام قليلة، حيث باشر للعودة إلى بغداد ليبدأ بإجراءات إصدار أول صحيفة ناطقة بأسم الثورة الكوردية والحزب الديمقراطي الكوردستاني جريدة (التآخي) حيث كان إصدار هذه الجريدة من أهم بنود الإتفاق مع حكومة عبد الرحمن البزاز الذي تمخض عنه إعلان بيان 29 حزيران / يونيو 1966 والذي تضمن 12 مادة، وقد أوكلت القيادة الكوردية ورئيس الجمهورية عبد الرحمن عارف مهمة إصدار جريدة التآخي للأستاذ صالح اليوسفي، فغادر والدي إلى بغداد لوحده في البداية لإستلام مهامه الجديد في تحرير جريدة التآخي، ثم خلال شهر الثاني من عام 1967 غادرنا إليه إلى العاصمة بغداد.
جريدة التآخي التي ترأسها المناضل صالح اليوسفي والتي كانت بطلب منهُ وسأذكر بعض التفاصيل عن تلك الجريدة وكيف كانت ولادتها بفكرها وقلمها ومنهجها ومبادئها الحرة، وقد أستفدتُ من بحث للأستاذ (فرهاد محمد أحمد(7)) حول هذا الموضوع المهم لأضيف معلومات مفصلة عن ولادة هذه الجريدة الحرة، يذكر الأستاذ فرهاد محمد: (( تُعد جريدة التآخي ثالث الصحف السياسية العلنية التي يصدرها الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق بعد جريدة (خه بات (8)) وجريدة (كوردستان(9))، حيث جاء قرار صدور التآخي أثر إعلان إتفاقية 29 حزيران/ يونيو 1966 وذلك من خلال المفاوضات ما بين الحكومة العراقية الجديدة برئاسة عبد الرحمن عارف وبين القيادة الكوردية بعد مقتل الرئيس عبد السلام عارف، وقد أعلنت حكومة عبد الرحمن البزاز رئيس الوزراء العراقي في عهد عبد الرحمن عارف بأنها على أستعداد بمنح الشعب الكوردي حقوقه القومية ومن ضمنها نص يبيح للشعب الكوردي حق إنشاء المنظمات السياسية وإصدار صحف السياسية والأدبية.. ويظهر ذلك من خلال بنود الأتفاقية)).
إن طلب إصدار جريدة التآخي كان قد تقدم بها المناضل صالح اليوسفي في شهر شباط / فبراير 1967، وقد منح أمتياز جريدة التآخي والموافقة عليه في 20 آذار/ مارس1967(10).
وإن الزعيم ملا مصطفى البارزاني أيضاً كرر طلب اليوسفي على رئيس الجمهورية عبد الرحمن عارف من قِبل موفوده الأستاذ مسعود البارزاني إلى بغداد في ما بين 19 – 20 نيسان/ أبريل 1967 وصدور قرار جريدة التآخي جاء بإيعاز من رئيس الجمهورية عبد الرحمن عارف، وإن وزير الإعلام العميد الركن دريد الدملوجي، الذي تلقى أمراً من رئيس الجمهورية يمنح فيه الحزب الديمقراطي الكردستاني إمتياز إصدار صحيفة في بغداد باللغة العربية، وقد أختار الرئيس عبد الرحمن عارف بنفسه أسم التآخي أستبشاراً بالتآخي بين العرب والكورد، ومما يؤكد على أن رئيس الجمهورية هو الذي أختار ذلك الأسم للجريدة، وإن المناضل صالح اليوسفي عندما قدم طلبه في شباط / فبراير1967 لإصدار جريدة، كان قد أختار أسماً آخر لها وهو (زايةلةى كورد – صدى الأكراد) إلا أن الرئيس عبد الرحمن عارف فضل أسم التآخي تيمناً بتآخي القوميتين الرئيسيتين في العراق(11).
ويذكر الأستاذ فرهاد محمد أحمد: ((إن صدور جريدة التآخي جاء بعد موافقة الحكومة العراقية على إصدار الحزب الديمقراطي الكوردستاني لهذه الجريدة السياسية في بغداد مقابل أن يغلق الحزب محطته الإذاعية (ده نكي كوردستان- صوت كوردستان)، لذا عندما كانت الحكومة تضع العراقيل في طريق التآخي أو تهدد بأغلاقها..! كان رئيس تحريرها صالح اليوسفي بدوره يهددهم بأستئناف البث الإذاعي لإذاعة (ده نكى كوردستان – صوت كوردستان)، وقد جاء ذلك في مذكرة لليوسفي إلى رئيس الجمهورية عبد الرحمن عارف في 25 أيار/ مايو 1968بعد أن أغلقت الحكومة جريدة التآخي لمدة شهر.. ومما يؤكد على أن صدور جريدة التآخي كانت مقابل غلق الإذاعة الكوردية لقيادة الثورة، هو أن جماعة أبراهيم أحمد وجلال الطالباني، كانوا يوضحون ذلك وينتقدون دور جريدة التآخي، حيث في مقال نشر في جريدتهم خه بات بعنوان (الصحافة الكوردية وجريدة التآخي(12))، مؤكداً على أن (كل الدلائل تشير إلى أن السماح للتآخي بالصدور جرت مقابل تنازل الحزب الديمقراطي الكردستاني عن تشغيل جهازه الإذاعي وضمن وعود أخرى..(13).
للأسف الشديد بعد الإنشقاق الذي حدث في الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1966 مابين القيادة الكوردية وجماعة الأستاذ أبراهيم أحمد وجلال الطالباني، ظل جماعة الجلاليين يتربصون لأي موقف يتخذها القيادة الكوردية مع الحكومة من خلال أتفاقية 29 حزيران للنيل منها والإنتقاد عليها..!!
صدر العدد الأول من جريدة التآخي في يوم السبت الموافق 29 نيسان/ أبريل 1967 وطبعت بمطبعة الشعب ببغداد بثمانية صفحات، وسعر النسخة (20) فلساً، عنوان مقر الجريدة: السنك- مجاور- مطبعة الشعب، ومسجلة بدائرة البريد رقم (95).
الأستاذ صالح اليوسفي رئيساً للتحرير، وتشكلت الهيئة الإدارية للجريدة من كل من الأساتذة: شوكت عقراوي، نجيب بابان، محمد سعيد الجاف، عبد الله سعيد، ثم أستبدل شوكت عقراوي بالأستاذ حبيب كريم أعتباراً من العدد (198)، فضلاً عن مجموعة أخرى من الكُتاب العرب والكورد وأغلبهم كانوا ينشرون في الجريدة بأسماء مستعارة ومنهم عبد الرزاق البارح والشاعر رشدي العامل وشوكت عقراوي ومحمد الجزائري وأحمد الجزيري ومصطفى نريمان وفلك الدين كاكائي ومحمد البدري وهادي الجاوشلي والدكتور عبدالرحمن نورجان وغيرهم العديد...
جريدة التآخي كانت يومية سياسية، حمل العدد الأول كلمة رئيس الجمهورية وجهها إلى الجريدة، حيث هنأ فيها هيئة تحريرها والشعب العراقي، وجاء في كلمة الرئيس عبد الرحمن عارف: ((أبارك لكم صدور جريدة التآخي وأتمنى لها إطراد التقدم والنجاح وتأدية مهمتها على الوجه الأكمل وأن يكون أسمها عنواناً صادقاَ لهدفها... والأمل أن تكون هذه الجريدة لسان الحق والتنبيه إلى مقاصد المستعمرين وربط الإخاء العربي الكوردي بعروة لا إنفصام لها وأن تكون مصباحاً منيراً ينير دروب الشباب والمواطنين المخلصين ونشر الوعي الوطني فيهم وجمع كلمتهم لصيانة تربة وطنهم في وحدة وطنية بعيدة عن التفكك الحزبي...))، ولم ينسى رئيس الجمهورية أن يذكر أصحاب الجريدة حول أسلوب نقدها وكيفية معالجتها للأمور فأوضح يقول: (( إنني أأمل أن يسلك الكتاب الذين يحررون المقالات في هذه الصحيفة سبل الخير والإخلاص لهذه التربة وأن تكون كتاباتهم موجهة ومرشدة مُنًزًهة عن التيارات الوافدة والحزبية البغيضة التي أصل البلاء ومبحث التفرقة وأن يكون نقدها نقداً معمراً لا نقداً مخرباً وأن تبرز الأمور الصالحة إبرازاً واضحاً في شكل فكرة أو إقتراح يستطيع القارئ المسؤول والمنفذ أن ينفذه دون تردد))، يبدوا من خلال الفقرة الأخيرة إشارة واضحة لإصحاب الجريدة وللحزب الديمقراطي في أن يطالبوا في حدود الممكن والمُستطاع وأن لا يطالبوا ما ليس باستطاعة الحكومة تنفيذه.
وفي الجهة اليسرى من الجريدة كانت كلمتين للزعيم ملا مصطفى البارزاني، الأولى موجهة إلى هيئة تحرير الجريدة متمنياً لها كل: ((التقدم والنجاح في خدمة الشعب العراقي ووحدته الوطنية)). والثانية موجهة إلى الشعب العراقي ودعاهم فيها إلى: ((الأخوة والمحبة والتمسك بقوة بكل ما يعود على البلاد بالخير والصلاح))، كما وأثنى على دور رئيس الجمهورية في حفظ السلم في العراق مذكراً بأن هذا الإتجاه لا يروق المغرضين ودعا إلى: ((عزل هؤلاء وشل نشاطاتهم الإجرامية لكي تسير البلاد قدماً إلى الأمام في طريق التقدم والأخوة والإزدهار)).
كما جاءت موافقة الوزارة على إصدار نسخة أخرى من جريدة التاخي باللغة الكوردية بأسم (برايى - التآخي ) وصدر أول عدد منها باللغة الكوردية في 6 أيار/ مايو1967، وكانت تصدر أحياناً أما بمثابة ملحق لجريدة التآخي وأحياناً كجريدة مستقلة(14)))
وهذه مقتطفات من أفتتاحية الأستاذ صالح اليوسفي في جريدة التآخي: (( تظافرت وتكللت الجهود المخلصة من قِبل المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية من جهة، وأبناء الشعب الكردي وعلى رأسهم السيد مصطفى البارزاني من جهة أخرى، في التسوية السلمية ألتي صيغت في بيان 29 حزيران عام 1966 الذي كان موضع تأييد وعطف كل المخلصين والحريصين على أمن البلاد وسلامتها وكرامتها وعزتها.. حينما نستعرض تاريخ حياة العراق ومقارنته بنصيبه من التمتع بنعمة الأستقرار، نجد أنه قد حرم من الحكم الديمقراطي الذي كان يوفر له الأستقرار المنشود ومرَّ في مسالك وعرة شائكة وأوضاع عاتية وظروف متوترة عبثت فيها سياسة التفريق والتميز... وسياسة فرق تسد التي روج لها الأستعمار والرجعية البغيضة بمنتهى القساوة ثم ما لبثت أن تعرضت أيضاً إلى خصومات سياسية عنيفة لعبت فيها الأهواء الطائشة والمصالح الشخصية الضيقة والإنفعالات اللاهثة فضاعفت من بذر الفرقة والشكوكية والقلاقل فتحكمت الأوضاع الأستثنائية وتعمقت التناقضات الحادة فتصدعت دعائم الأستقرار بشكل خطير وقد تجلى عنفوان بطش هذه السياسة في المنطقة الشمالية حيث شملت جزءاً كبيراً من أرجاء الوطن العزيز طيلة عدة سنوات متتالية أدت إلى زعزعة الصف الوطني وإلى شل الحياة الأقتصادية وإنخفاض المستوى المعاشي وتفاقم البطالة وضمور الحركة التجارية وأمتصاص كل موارد الدولة والبلاد في أعمال الهدم (15)))... يتبع
المصادر والهوامش:
(1)كما وصف الأستاذ والمفكر حسن العلوي- من كتاب حسن العلوي - اليوسفي وعظم الضحية ريشتي!. (ص 237).
(2)عبد الرحمن البزاز أول رئيس وزراء مدني في العراق الجمهوري – نضرة البزاز للقضية الكردية (الفصل الرابع) – سيف الدين الدوري – ص 99 (تفاصيل رأي البزاز وتصريحاته موجودة في هذا الكتاب وخلال هذا الفصل).
(3)بنود أتفاقية 29 حزيران/ يونيو 1966 أو ما أسمتها الحكومة العراقية ببيان 29 حزيران/ يونيو، كانت تتضمن النقاط التالية:
1. أعتراف الحكومة العراقية إعترافاً قاطعاً بالقومية الكردية في الدستور المؤقت المعدل، بحيث تصبح القومية الكردية والحقوق القومية اللأكراد في الوطن العراقي الواحد الذي يضم قوميتين رئيسيتين العربية والكردية وسيتساوى العرب والأكراد في الحقوق ووالواجبات.
2. إن الحكومة مستعدة لإعطاء هذه الحقيقة السليمة ووجودها الحقيقي قانون المحافظات الذي سيعلن على أساس اللامركزية وسيكون لكل محافظة وقضاء وناحية شخصية مشاركة يعترف بها ولكل وحدة إدارية مجلسها المنتخب الذي يتمتع بصلاحيات واسعة في مجال التعليم والصحة وغيرهما من الشؤون المحلية ويخول القانون نفسه صلاحية إحداث تعديلات ضمن الوحدات الأدارية كما يخول صلاحيات إنشاء وحدات إدارية جديدة إذا أقتضت المصلحة العامة لذلك.
3. الحكومة تعترف باللغة الكردية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في المناطق التي تسكنها أكثرية كردية وسيكون التعليم باللغتين على وفق ما يحدده القانون والمجالس المحلية.
4. تعتزم الحكومة إجراء أنتخابات برلمانية ضمن المهلة التي حددها الدستور المؤقت والبيان الوزاري وسيشمل الأكراد في المجلس الوطني المقبل بالنسبة إلى عدد السكان وعلى وفق المنهج المنصوص عليه قانون الانتخابات.
5. الأكراد سيشاركون إخوانهم العرب في جميع المناصب العامة على وفق نسبة عددهم بما في ذلك الوزارات والدوائر العامة والمناصب القضائية والدبلوماسية والعسكرية مع أخذ مبدأ الكفاءة بعين الأعتبار.
6. سيخصص للأكراد من المنح الدراسية والببعثات إلى الخارج للتخصص في ضوء الكفاءات الشخصية وحاجة البلاد وستهتم جامعة بغداد أهتماماً خاصاً بتدريس اللغة الكردية وأدابها وتقاليدها العقائدية والتاريخية كما أن الجامعة ستفتح فروعاً لها في الشمال متى ما توفر المال اللازم لذلك.
7. الموظفون الحكوميون في المحافظات والأقضية والنواحي سيكونون من الأكراد ولا تعطى مثل هذه الوظائف لغيرهم إلا إذا كان في ذلك في مصلحة المنطقة.
8. إنشاء منظمات سياسية وسيكون للصحافة الحق في الإعراب عن رغبات الشعب وسيشارك الأكراد في هذه الحقوق ضمن حدود القانون.
9. عندما تتوقف أعمال العنف سيصدر عفو عام عن جميع الذين أشتركوا في هذه الأعمال في الشمال وكذلك جميع الذين صدرت بحقهم أحكام لاشتراكهم في أعمال العنف أو لعلاقتهم بها كما سيشمل العفو جميع الذين قيدت حريتهم.
10. عودة جميع المسؤولين الموظفين الأكراد إلى مناصبهم السابقة وسيتم التعينات بصورة عادلة.
11. عودة الفارين إلى وحداتهم شريطة أن يتم هذا خلال شهرين وسيعامل أولئك العائدون بعطف كما سيمنحون عفواً خاصاً ويطبق ذلك فور إصدار هذا البيان على وفق الشروط الاتية:
• يجب أن يعود جميع من كانوا في الجيش ومعهم أسلحتهم.
• يجب أن يعود من كان في الشرطة إلى قوة الشرطة ومعهم أسلحتهم.
• يعتبر جميع المدنيين ممن حملوا السلاح في فترة العنف منظمة ملحقة بالدولة وستساعدهم الحكومة على أستئناف حياتهم العادية وإلى أن يتم ذلك فستظل الحكومة مسؤولة عنهم وعلى جميع أؤلئك الذين يستأنفون حياتهم العادية أن يسلموا جميع أعتدتهم وأسلحتهم وذخيرتهم إلى الحكومة وفق الخطة التي تعد لهذه الغاية.
• تعود قوة الفرسان إلى مراكزها عند إحلال السلام أما أسلحتهم فستترد منهم وفقاً للخطة الموضوعة لهذه الغاية.
12. تخصص جميع الأموال التي تنفق على مكافحة أعمال العنف لإعمار الشمال وسوف تنشأ هيئة خاصة لإعمار المنطقة الكردية ويخصص المال اللازم لهذه الهيئة لتحقيق إنجازاتها مما هو مرصود لتنفيذ الخطة الدعائية للبلاد وسيعين وزير خاص لرعاية مناطق الاصطياف وزراعة التبغ كما أن الحكومة لأسباب وطنية وإنسانية ستكفل الأيتام من الأرامل وجميع الذين أصيبوا بعاهات نتيجة العنف.
ستعمل الحكومة على إعادة إسكان الأفراد والجماعات الذين نزاحوا عن مناطقهم أو أجلوا عنها بغية إيجاد وضع عادي وإذا رأت الحكومة أن المصلحة العامة تتطلب منها في المستقبل إستملاك أي متاع فان ذلك يجب أن يقترن بتعويض عادل وسريع. وقد
13. حظيت هذه الإتفاقية بتأييد وقبول الكرد بصفة خاصة وتأييد جميع أبناء الشعب العراقي بصفة عامة.
(4) أتفاقية آذار التاريخية وأسباب فشلها؟ - زهير المعروف – جريدة التآخي.
(5)قلعة الشرقاط هي إحدى المواقع الأثرية والتاريخية القديمة في مدينة الشرقاط التي تعتبر من أقدم المدن العراقية ويعود تاريخها لعام 3000 قبل الميلاد وأسمها يعود لكلمة آشورية (آشور كات) أي بوابة آشور حيث كانت مدينة الشرقاط عاصمة الآشوريين الأولى.
(6)قصر الشيخ عجيل عبدالعزيز (الياور) بني في سنة 1930 في الشرقاط من ناحية الجنوب، وهو قصر شيخ شيوخ إحدى العشائر المشهورة في تلك المدينة الشيخ عجيل الياور الذي أنتخب عضوا في المجلس التأسيسي العراقي سنة 1924 عن لواء الموصل، وأصبح له دور حساس في الشؤون الوطنية وترسخت مكانته كشخصية عراقية مهمة حين دعته الحكومة البريطانية في سنة 1937 بصفته الشخصية لحضور أحتفالات تتويج الملك جورج السادس والد الملكة اليزابيث الثانية، وفي يوم 12 تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1940 كان يقود سيارته الخاصة في الطريق قرب الشرقاط فأصيب بنوبة قلبية فتوفي، أقيمت الولائم والحفلات في هذا القصر في مناسبات عديدة مثل زيارة الملك فيصل الأول والملك غازي ورئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني والكثير من وجهاء العراق وشخصياته، وقيل إن الملك جورج السادس وزوجته الملكة وأبنتيه زاروا هذا المكان.
(7)مقص الرقابة:علاقة جريدة التاخي بالسلطة 1967– 1968 فرهاد محمد أحمد، أستاذ قسم التاريخ، كلية الاداب، جامعة دهوك.
(8)جريدة خه بات: تعد أولى الصحف السياسية العلنية التي أصدرها الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق، صدرت في العاصمة بغداد في 4 نيسان/ أبريل 1959 برئاسة أبراهيم أحمد وصدرت منها (462) عدداً.
(9)جريدة كوردستان: هي الجريدة الثانية التي أصدرها الحزب الديمقراطي الكوردستاني علناً في بغداد، حيث صدر عددها الأول في 4 آذار/ مارس1961، جريدة يومية سياسية صاحب أمتيازها أبراهيم أحمد ورئيس تحريرها جلال الطالباني، صدر منها (5) أعداد فقط.
(10)وزارة الإعلام دليل الصحافة العراقية، السلسلة الإعلامية (بغداد 1971) ص 17.
(11)جريدة المنار العدد (3657) شباط/ فبراير 1967 نقلاً عن السيد آزاد عبيد صالح.
(12)جريدة خه بات العدد (483) آذار / 1968، جناح أبراهيم أحمد.
(13 - 14)مقص الرقابة:علاقة جريدة التاخي بالسلطة 1967– 1968 فرهاد محمد أحمد، أستاذ قسم التاريخ، كلية الاداب، جامعة دهوك.
(15)صالح اليوسفي - طريق التآخي_ الأستقرار والأمن دعامة التطور..