1 قراءة دقيقة
الحلقة: الثالثة بعد المائة

الأقلام الخبيثة والحاقدة لا تبني الأوطان..
يقول الشاعر المتنبي: ((وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ.. فهي الشهادة لي بأني كامل)).
وعدت الصديقات والأصدقاء الأعزاء أن أنشر فقرات من رسائل والدي حتى يتبين صحة أقوالي ووجهات نظر والدي حول الأحداث والتغيرات في تلك المرحلة المهمة والصعبة، وسأكتفي ببعض الفقرات وسأحتفظ بالفقرات التالية لتكون من حصة كتابي.. حيث أطلعت وللأسف الشديد على أقلام خبيثة بدأت تنفث من سمومها العفنة على قدر ضحالة فكرهم ومستواهم، فالحقد والحسد هي حالة مرضية في مواجهة نجاح أي شخص خاصة إذا كان ذلك الشخص ذو حكمة ونزاهة وتواضع ونبل وشرف وشجاعة وجرأة ومبدأ وحسن سريرة، الغيرة دائما تولد الحسد والحسد يجسد عقدة النقص، ووسيلة أهل النقص في كل زمان ومكان في محاربة الناجح، وعقدة النقص هذه تدفعه أما إلى السب أو التزوير أو التلفيق.. فيكشفون بذلك عن سوءاتهم..على العموم لا أريد أن أطيل وأنزل إلى مستوايات هؤلاء الشرذمة.. وسأكون عند حسن ظن والدي بي ونصحيته.. حين نصحني ذات يوم وأن أشكي إليه بعض مواقف الأنتقادات من الطالبات عن أمتنا ونضالنا.. فقال لي أبي الحبيب: ردي عليهم عزيزتي بقدر ما تحملين من شجاعة وحكمة وصلابة موقف.. ولكن حذاري أن تصلي إلى مستواهم الواطئ.. ولا تنسي عزيزتي سترين في حياتك العديد من هذه الأشكال حتى من بني جلدتك..! لم أفهم حينها ماذا كان يقصد والدي من الجملة الأخيرة.. ولكني الآن عرفت..!

نعود إلى موضوعنا المهم.. وليموتوا الحاقدين بغيظهم..
ظلت الحركة (بزوتنه وى سوشاليست) التي أسسها والدي تتوسع وأغلب أعضائها كانوا يدينون الولاء والإخلاص وبإيمان عميق بقيادة والدي للحركة سواء من القيادات والأعضاء في المناطق الآمنة أو من المناضلين والقيادات المتواجدين مثل والدي سواء في بغداد أو أربيل أو سليمانية أو خانقين أو كركوك أو بقية المدن، أزدادت شعبية الحركة الأشتراكية الكوردستانية وتوسعت شيئاً فشيئاً بين أغلبية أبناء الشعب الكوردي، كان والدي يخاطب رفاقه بالرموز د. ر. ط المحترمون، ولا شك هم كل من (د) الدكتور خالد سعيد، (ر) رسول مامند (ط) طاهر علي والي.. وهكذا

وهنا سأصرح بما كتبه والدي نقلاً عنهُ وبخط يده.. ومن خلال هذا الرأي والفكر سيتجلى الكثير من الأمور أمام أخوتي المتابعين خلال تلك الفترة التي أشرت إليها في الحلقتين السابقتين وكيف شرح والدي لجماعته الموضع والهدف وأوضح رأيه والتدعيات السلبية من جراء تلك الخطوة.. ولماذا فضل تطبيق الأشتراكية الديمقراطية.. يقول والدي في إحدى رسائله حول النقطة الثانية من رسالته قائلاً:
2- إن الشىء الذي أثار أسفي وأنتقادي الشديدين هو ترديد الأسطوانة العتيقة بتبني الأشتراكية العلمية ونظريتها حصرا - رغما البت في هذا الموضوع منذ تأسيس الحركة ومن ثم الموافقة الإجماعية الساحقة (للكوادر) مؤخرا بعده تبني ذلك حصراً والشرح المفصل الذي بينت فيه وجهة نظري لكم - ولست أدري السبب على الأصرار في ترديد هذا الشعار غير المدروس من جميع جوانبه وأبعاده، الذي يشم منه رائحة الأبتزاز والمزايدة حسب أعتقادي ولا ينسجم مطلقاً مع المرحلة التأريخية لحركتنا القومية التقدمية التحررية والأوضاع التي يمر بها - لقد كنت أعتبر قبل ومنذ تأسيس الحركة وحتى في المستقبل أن تبني مثل هذا الشعار لا يتفق عليه الأكثرية الساحقة من مثقفينا ويؤدي إلى التذبذب والتناقض في وحدة الفكر وبالتالي إلى تصديع وإنشطار الحزب - ولا يتفق معه الأكثرية الساحقة من المثقفين - الحتمى وعثرة الجهود في المستقبل ونحن في غنى عن ذلك الأمر الذي يتطلب منا أن نكون سياسيين مفكرين وواقعيين ندرك بدقة موقعنا وموقع شعبنا السياسي من جميع الوجوه ونتحرر نهائيا من ترسبات الأبتزاز والمزايدات وأن نضع ركائز وحدة الفكر الرصينة دون تناقض ومواربة، مما يجعلني أن أطرح عليكم الأسئلة التالية...

1- طالما تتبنون هذا الشعار وتؤمنون به حقيقة فلماذا لاتسارعون بالإنضمام مع العصبة الماركسية والقيادة المؤقتة والحزب الشيوعي العراقي، تلك الأحزاب جميعها تتبنى هذا الشعار والمبادئ حصراً فهل مسألة عقيدة أو أشخاص..؟
2- من الأجدر على كل من يؤمن حقيقة بهذا الشعار عدم التردد في الإنخراط في صفوف الحزب الشيوعي الصاحب الأصلي غير الطارئ لتبني هذا الشعار والمبادئ حصراً.
3- أهل هناك حادثة واحدة في العالم تشير إلى أن قومية مضطهدة غير متمتعة بأستقلالها الشكلي وضمن نير قومية متسلطة عليها في دولة موحدة تمكنت من تحرير قوميتها أو نيل حقوقها المشروعة عن طريق تبنى هذا الشعار الأممي وممارسة ذلك الشعار الذي لايعير أي أهتمام مركزي أستراتيجي للشخصية القومية وخصائصها، بل إلى تميعها وأن تبنى هذا الشعار قد يصلح في مسألة نيل قومية وشعب أستقلاله ولو شكلياً كما حدث في الصين وفيتنام و كوريا وكلها كانوا دولا مستقلة ولو شكلياً، علماً بأنه لا يمكن مطلقاً تحرير قومية من قومية متسلطة عليها في دولة واحدة بتبني هذه النظرية، إلا عن طريق نطاق الدولة كلها وحتى من صحة التحقيق ذلك فأن تلك القومية ترضخ تحت دكتاتورية الحزب المتحكمة ولا يكن أن تتيح لها فرصة تقرير المصير له بل تشدها إلى نفسها. وحتى الأحزاب الشيوعية ذات هذه النظرية يحاولون المنافسة بتبني المطاليب القومية في الدول المضطهدة لحساسيتها الشديدة.
4- رغم أن النظرية العلمية والاشتراكية العلمية خاص بالأحزاب الشيوعية فهل تدركون أن جميع الأحزاب الشيوعية في أوروبا والعالم الثالث يتنصلون من تبني النظرية العلمية ويطالبون بالاشتراكية المطلقة أو الاشتراكية الديمقراطية.
5- أهل لاتوجد في النظرية العلمية والاشتراكية العلمية التطبيقية ثغرات سلبية واضحة يعترف بها حتى أصحابها الحقيقين؟
6- أهل تؤمنون حقيقة بالدكتاتورية الحزبية وهي النتيجة الطبيعية لهذه النظرية وهذا النوع من الاشتراكية؟ فمن الأجدر أما تركنا فيما إذا كان ثمة من يؤمن بها حقيقة إذا كنتم تؤمنون بها أو فأتركوها لأصحابها الحقيقيين المعروفين ويظل مؤمناً مستقلا بذلك أو ينظم مع حزبها الحقيقي دون الحاجة الى التضليل والمواربة تحت أسماء طارئة.
7- أهل تؤمنون بتعدد الأحزاب وبالجبهة الوطنية الحقيقية وبالحركات الديمقراطية في العراق..؟ إن كان ذلك صحيحاً فلما هذا الأصرار والتشبث العفوي بمثل هذه النظرية وأشتراكيتها الحصرية..؟
8- أهل إذا صرحتم حقيقة لجماهير شعبنا المضطهدة في التعبير بتبنيكم هذه النظرية على حقيقتها تتلقون أي دعم من جماهيرها المطعونة في قوميتها وأن موقف الحزب الشيوعي صاحبها دليل على ذلك.
9- أما تدركون أن المرحلة التأريخية لحركة شعبنا القومية التحررية والظروف والأوضاع الدولية المتحكمة فيها ومصلحته الصميمية تقتضى بأن تجمع بين تبني كل ما هو مفيد وصالح له من هذه النظرية وغيرها من النظريات والمبادئ الاشتراكية والديمقراطية والقومية والروحية التقدمية فتجمع بين تبني الحس القومي والشعور الطبقي سوية وبتوازن سليم لأن أمام شعبنا مرحلة طويلة جداً من نضال حركته القومية التحررية التقدمية مع عدم معارضة ذلك بالتأكيد على أهمية تعزيز أواصر التعاون والتضامن مع جميع حركات التحرر والتقدم في العالم.
10- أهل تتبنون هذا الشعار للمبارات في سوق المزايدات..؟ وهذا لا يليق بكم ولا من مصلحة حركة شعبنا في شيء لكونه يعتبر حينئذ إبتزاز ومزايدة.
ثم يضيف والدي.. إخوتي المحترمين..
أرجو المعذرة فيما إذا سببت لكم عباراتي أي إزعاج وقد تأثرت لتكرار عزف هذه الأسطوانة فأرجو تلافيها وإلا فسوف أحتفظ برأيي عن إيمان صادق نابع عن مصلحة شعبنا وقد بين لكم جميعاً مدى صواب وجهة نظري في جميع الأمور وبالعكس فأنكم تعرضون الحزب إلى التناقض والإنشطار دون أي مصلحة أو مبرر، إذا كنتم تتصورون بأنكم قد تبنيتم هذا الشعار سابقاً وفي أدبياتكم وأن التراجع عنه ربما يؤثر في الحزب، أقول فأن ما جرى في السابق كان خاطئاً حسب الأتفاق المقرر منذ تأسيس الحركة بالأضافة إلى أنه جرى خلافاً لرغبة الأكثرية الساحقة من الأعضاء ونتيجة الأدراك غير المسؤول من بعض الأخوان وربما من حساسيات العصبة فأن كل ما جرى حسب أعتقادي والأكثرية كان خطئاً ومناقضاً لخصائص ومميزات حركة شعبنا ومصلحته، الأمر الذي يجب تدارك الخطأ وتصحيحه قبل فوات الآوان.
ب/ - أدرك جيداً بعض الأخطاء المضرة التي تورط ولايزال يتورط فيها الأخوان..... وعلى رأسهم..... وسبق نبهته بضرورة تجاوزها ومع كل هذه التصرفات المضرة أرجو التمسك بضبط النفس وعدم إفساح المجال للصراعات الجانبية المدمرة التي تستنزف جهودنا في هذه المرحلة الخطيرة جداً ومحاولة التوصل ولو إلى الحد الأدنى من الوفاق سواء في نطاق المقاومة أو التفاهم مع المسؤولين وكنت أنوي تحرير رسالة أخرى إليه ثم ارجأتها لأشعار آخر، أرجو بيان وجهة نظركم أمام موقف الحزب الشيوعي فندرك ذلك أيضا ومع ذلك من الضروري والمصلحة تعزيز صلاتكم ولقاءتكم معه والتوصل إلى أي نوع من الوفاق والتضامن الممكن معه وكنت أنوي أيضا تحرير رسالة إليهم ولكن أرجأته لأشعار آخر أرجو بيان وجهة نظركم......يتبع

تم عمل هذا الموقع بواسطة